يزداد اهتمام سكّان المنازل، مهما ضاقت الأخيرة أو وسعت، باستغلال كلّ الزوايا فيها، سواء لأداء وظيفة معيّنة أو للتعبير عن أفكار مميّزة في الديكور والتزيين، مع الإشارة إلى أن جائحة "كورونا" أعادت رسم علاقة كلّ إنسان بمنزله، ودفعت كلّ امرئ إلى "تطويع" مكان سكنه حسب أسلوب حياته ونشاطاته.
في شأن الزوايا "المهملة" في المنازل، يُلاحظ أن المساحة الواقعة تحت الدرج الداخلي قلّما تُستخدم؛ فما هي السبل الكفيلة بجعلها تشرق؟
سؤال حمله "سيدتي. نت" إلى مهندس التصميم الداخلي محمد الزين، وعاد بالآتي.
3 أفكار في الديكور
يتحدّث المهندس محمد الزين عن ﺧﺻﺎﺋص ﻣﻣﯾّزة يتكشّف عنها الفراغ المذكور، حسب اﻟﺷﻛل اﻟﮭﻧدﺳﻲ ﻟﻠدرج؛ فهناك اﻟتصميم اﻟﺣﻠزوني للأخير أو اﻟﻣﺳﺗﻘﯾم.. في كلّ الأحوال، ثمّة ﺟزء ﻣن ھذا اﻟﻔﺿﺎء يتضمّن "ﻣﻧطﻘﺔ ﻋﻣﯾﺎء" تمتدّ لنحو 50 ﻣﺗرًا. عن كيفيّة جعل الأمتار المذكورة تتجدّد وتشرق، يشدّد الزين على أهمّية التخطيط التصميمي الصحيح، حتّى تتحوّل المساحة من "مملّة" إلى ﻋﻣﻠيّة، معدّدًا الأفكار الآتية، في هذا الإطار:
1 شغل اﻟﻣﻧطﻘﺔ بـ"ﺣدﯾﻘﺔ" داﺧﻠﯾّﺔ ﺻﻐﯾرة، فهذه الأخيرة تحلّي الركن، كما ترفد المارّ به بشعور مريح، من خلال أﻟوان اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﮭﺎدﺋﺔ. في هذا السياق، يوضّح الزين أن "ﺣﺟم اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﺧﺿراء يتبع عوامل عدة؛ علمًا أنّه ﻓﻲ ﺑﻌض الحالات، قد تكبر "الحديقة" الداخليّة، وتتكثّف محتوياتها".
2 تزيين المنطقة بعنصر مميّز أو بزوجين منهما، بصورة تنسجم مع المحيط، وتمدّه بالفخامة.
3 تصميم ﻣﻧطﻘﺔ للاﺳﺗراﺣﺔ أو القراءة، ﺧصوصًا إذا كانت المساحة الواقعة تحت الدرج تطلّ ﻋﻠﻰ ﺣدﯾﻘﺔ ﺧﺎرﺟﯾّﺔ، ما يجعل الجالس يُفيد من خيوط الشمس. في هذا الإطار، يشرح الزين أن "تنفيذ فكرة "الاستراحة" يتحقّق بصورة مثاليّة، ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟسلّم ﺣﻠزوﻧﻲّ الشكل، و"اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌﻣﯾﺎء" تتسع لمكونات الاستراحة".
عن إمكانية التخزين في المساحة المتمركزة تحت الدرج، يوافق الزين، مقترحًا تصميم ﺧزاﻧﺔ للأحذية، إذا كانت المنطقة تقع ﻓﻲ اﻟﻣدﺧل، أو ﺗﺧزﯾن اﻟﺣﻘﺎﺋب وأدوات اﻟﺗﻧظﯾف وﻏﯾرھما. وإذا ﻛﺎﻧت المنطقة أﻗرب ﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺟﻠوس، من الواجب العناية بالشكل، للحفاظ على أﻧﺎﻗﺔ الدﯾﻛور، أو حتّى "ابتداع" الرفوف لحمل الأكسسوارات أو اﻟﻛﺗب. أمّا إذا كانت المساحة تدنو من الأرﯾﻛﺔ، يصح اﺳﺗﺧدام اﻟﻣنطقة لمشاهدة التلفزيون، مع اﺧﺗﯾﺎر رفّ أو ﺧزاﻧﺔ ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ لحمل الشاشة.
نصائح ﻗﺑل اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ﺷﻐل اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ أسفل الدرج
يدعو الزين، قبل اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ﺷﻐل اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ ﺗﺣت اﻟﺳلّم الداخلي، بأخذ العوامل الآتية، في الاعتبار:
- ﺣﺟم اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ، إذ ﯾﺧﺗﻠف اﺳﺗﻐﻼل اﻟحيّز اﻟﺻﻐﯾر عن ذلك اﻷﻛﺑر.
- للغرفة اﻟﻣﺣﯾطﺔ بالدرج دور ھﺎمّ؛ ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ھﻲ اﻟﻣدﺧل، تختلف إﻣﻛﺎﻧﯾّﺔ اﺳﺗﻐﻼﻟﮭﺎ ﻋﻣّﺎ اذا ﻛﺎﻧت المنطقة تنفتح ﻋﻠﻰ ﻏرﻓﺔ اﻟﺟﻠوس.
- إذا ﻛﺎن اﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣﺣﯾط ﺑمساحة الدرج بسيطًا وقليل الأكسسوارات، يصحّ تعزيز أسفل الدرج بعناصر التزيين، أمّا ﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﻌﻛس، ﯾُﻔﺿّل تبسيط طريقة اﻻﺳﺗﻐﻼل.
- اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ ﺗﺣت اﻟدرج الداخلي، ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﺗﻧﺎﻏم ﻣﻊ اﻷﻟوان اﻟﻣﺣﯾطﺔ. في العموم، اﻷﻟوان اﻟﻔﺎﺗﺣﺔ ﺗﺟﻌل اﻟﻐرﻓﺔ أﻛﺛر اﺗﺳﺎﻋﺎً وﺗﺿﯾف الإضاءة اللماعة. إلى ذلك، ﯾﺟب اﺧﺗﯾﺎر ﻣواد اﻟﺗﺷطﯾب اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ، كما دراﺳﺔ ﺣﺟوم اﻷﺟﺳﺎم اﻟﻣوزّعة تحت الدرج، ﻛﻲ ﻻ ﺗتحوّل ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻻﺳﺗﻐﻼل إلى ﺳﻠﺑﯾﺔ.
الجدير بالذكر أنّه في بعض الحالات، فإن اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ أسفل الدرج تلزم المصمّم على شغلها بصورة جماليّة وليس وظيفيّة، حسب الزين، لافتًا إلى أن الدرج الواقع بين حائطين يحول دون الإفادة من المساحة أسفله.
__
- الصور من شركة MEMAR.