تأديب الناس من خلال وضع الغرامات على المخالفين أمر جيد، وطريقة فعالة في تعديل سلوك البشر، وهذا النظام مطبق تقريباً في كل أنحاء العالم.
خذ مثلاً؛ الغرامات على المخالفات المرورية، أو غرامات الإسراف في استخدام الماء، أو الغرامات في رمي النفايات في غير موضعها، كل هذه القوانين المصحوبة بالعقوبات أسهمت في رفع وعي الناس وتقليص مخالفاتهم.
قبل أيام كتبتُ ناصية أقول فيها:
نظام الغرامات يقلل المخالفات..
ودفع الفلوس يؤدب النفوس..!
أرجو من أفراد المجتمع وضع رسوم على أصناف من الناس وهم:
1 - سارقو الوقت
2 - محطمو الأحلام والطموحات
3 - ناشرو السلبية ومصدرو الشكوى والتذمر
4 - ناقلو الأخبار السيئة
إن محاصرة هذه الأصناف ستسهم في تنقية الأجواء وتوسيع رقعة السعادة، وتكبير دائرة التفاؤل والإيجابية، ولقد جربت هذا بنفسي حين صممت حصالة يضع فيها كل صنف من هذه الأصناف مبلغاً من المال إذا قام بأي فعل من الأفعال السابقة المذكورة أعلاه، وقد وجدت تغيراً كبيراً في سلوك من حولي بعد وضع الغرامات، وحين نشرت الفكرة في حساباتي على مواقع التواصل، وجدت تفاعلاً كبيراً لدرجة أن امرأة عربية من استراليا أرسلت لي شكرها العميق، وصورة الحصالة التي ابتكرتها لأولادها وقالت: «شكراً لك يا أحمد؛ لقد غيرت حياتنا رغم بعد المسافة بين السعودية وأستراليا”.
في النهاية أقول:
يا قوم؛ إن وضع الغرامات ليس القصد منه أخذ المال، بل هو نظام جيد لتعديل السلوك ووضع تصرفاتنا وأفعالنا على طاولة المسائلة، حتى نعرف هل ما نقوم به من أفعال تنتمي إلى خانة الخطأ أم خانة الصواب..!؟
وأخيراً؛ إن الإنسان لا يتغير إلا إذا بدأ بالتفكير، ولا يمكن أن يبدأ بالتفكير إلا إذا نُبه وأجبر على ذلك، والغرامات المالية خير منبه..!