أمام غلاء أسعار الأدويّة والأزمة الاقتصاديّة الحادّة التّي تمر بها البلاد، وانهيار القدرة الشرائيّة للطبقة الوسطى، فإن العديد من النّاس لجؤوا إلى التداوي بالأعشاب، ويعدّ "سوق البلاط" في قلب المدينة العتيقة بتونس العاصمة غير بعيد عن جامع الزيتونة أشهر سوق لبيع الأعشاب الطبية وهو يزخر بعشرات المحلات المتخصصة في عرضها وبيعها.
أعشاب نادرة
يقبل الزبائن من مختلف أنحاء البلاد التونسية على هذا السوق لاقتناء الأعشاب النادرة طلباً للشفاء حيناً ولأغراض أخرى لها صلة بإزالة السحر أو جلب الحظ مثلاً. ويقول أحد الباعة إن لديه أكثر من خمس وعشرين نبتة صالحة لمعالجة العجز الجنسي مثل "عرق الغار" و"عسل الزنجبيل" و"الحبة السوداء". ومن أغرب ما يباع في "سوق البلاط" ما يعرف بعشبة "الحية والميتة" فإذا سحرت امرأة رجلاً مثلاً وجعلته يتناول - دون علم منه - ما يسمى بالعشبة "الميتة" فإنه يصبح عاجزاً جنسياً، ولا بد له أن يتناول ما يسمى بالحبة "الحية" من العشبة نفسها ليعود طبيعياً. ويروى أن عدداً من النساء انتقمن من أزواجهن بعد ثبوت خيانتهم لهن بدس الحبة الميتة لهم في الطعام أو الشراب ولا يمكن العثور على هذه العشبة الباهظة الثمن بيسر بل تباع في ما يشبه السرية و"تحت المعطف" كما يقال لمعرفة التجار بأغراض استعمالها.
عود القرنفل
والمتجوّل في دكاكين ومحلّات بيع مثل هذه الأعشاب يلاحظ مئات الأعشاب المعروضة والصالحة لمعالجة عديد الأمراض، ومعظم هذه الأعشاب هي من تونس وقلّة منها يستوردها التجّار من بلدان كالمغرب؛ فعشبة "العصفر" تورّد من هذا البلد ثم يتم تحويلها إلى مسحوق يخلط بالعسل ويؤكل منه مقدار ملعقة لمدة 14 يوماً، وهو دواء صالح لعلاج عديد الأمراض، أما نبتة "الشيح" (من تونس) فهي صالحة لعلاج ضغط الدم وداء السكري. أما عن أكثر الأعشاب مبيعاً في "سوق البلاط" فهي - حسب قول بعض الباعة - هو"عود القرنفل"، الذي يتم سحقه وخلطه بزيت الزيتون ليتم التمسيد به وكذلك خليط "الريحان" و"الشيح" الذي يشرب لعلاج الأمعاء. ويقول التجار إنهم يستوردون أعشاباً من المملكة العربية السعودية وغيرها من البلدان. وفي محل عبد الرزاق بحر- على سبيل المثال – يتوافر للمشترين نحو 350 نوعاً من الأعشاب. ومن أكثر المقبلين على سوق "البلاط"هم النّساء بحثاً عن أي عشبة أو نبات لجلب الحظ مثل "بخور العروس"، و"بخور القبول"، وغالباً ما تشتريه الأمهات لبناتهنّ اللاتي يعانين من العنوسة.