هل لاحظتِ عزيزتي الأم أنك عندما تجلسين إلى مائدة الطعام مع زوجك وأولادك أن ابنتك المراهقة تغادر المائدة فجأة، وتذهب إلى الحمام، ثم تسمعين صوتاً وتكتشفين أنها تقوم بعملية تقيؤ متعمد لما تناولته من طعام، إذا كان قد حدث ذلك بالفعل؛ فابنتك المراهقة لديها هوس بقوامها، ولا تريد أن يزيد وزنها، ولذلك فهي لديها مشكلة يجب عليك مساعدتها؛ لكي تتجاوزها، وعلى ذلك، فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها، بالاختصاصي النفسي الدكتور محمد صادق، حيث أشار إلى اضطرابات الأكل وفقدان الشهية عند المراهقات، في الآتي:
أعراض اضطراب الطعام عند المراهقة
- تلاحظ الأم على ابنتها المراهقة أنها قد خسرت الكثير من الوزن في الفترة الأخيرة.
- وتلاحظ أنها تتعمد أن تتقيأ معظم ما تتناوله من طعام، حيث تهرع إلى الحمام، وتفعل ذلك سريعاً.
- وتؤكد الابنة المراهقة أنها تعاني من السمنة ولديها وزن زائد، رغم أن الأمر عكس ذلك تماماً، والجميع يؤكد لها أنها نحيفة، أو أنها تمتلك قواماً متناسقاً ومناسباً لسنها.
- وتلاحظ الأم أن ابنتها المراهقة لديها قلق حول ما تتناوله من طعام، وبأنه يسبب السمنة مهما بلغت كميته.
- كما تلاحظ الأم أن التفكير المتواصل والغالب على ابنتها المراهقة هو: هل الأكل الذي تتناوله يسبب لها السمنة؟ وهل عليها أن تتوقف عن تناول أصناف معينة؟ وهكذا...
تعرفي إلى المزيد: علامات البلوغ المبكر عند الفتيات
أسباب اضطراب الطعام عند المراهقة
- يجب أن تدرك كل أم أن فقدان شهية المراهقة وما يحدث من اضطراب الطعام لدى المراهقة وعدم الرغبة في تناول كميات من الطعام؛ أن ذلك كله يشكّل حلاً لاستياء أو إحباط عميقيْن تشعر بهما المراهقة.
- وأن ذلك الاستياء والإحباط قد يستمر لوقت طويل.
- وأن الهوس لدرجة الخوف من زيادة الوزن يكون طريقة لإخفاء مشكلة نفسية لدى المراهقة.
- ولذلك يجب ألا تعد الأم أن اضطراب الطعام عند المراهقة هو سلوك نزق، بل هو سلوك يتعزز حتماً بسبب رد الفعل غير المناسب عليه.
تعرفي إلى المزيد: كيف تعبرين عن حبك لابنتك؟
علاج اضطراب الطعام عند المراهقة
خلق الحوار السليم مع المراهقة
- يجب أن تجلس الأم مع ابنتها المراهقة التي بدأت تعاني من اضطرابات الطعام وتتناقش معها بهدوء، وتتخير الأسئلة التي يمكن طرحها.
- على الأم ألا تقول لابنتها مثلاً: "سوف تهلكين لو بقيتِ هكذا"، ولكن من الممكن أن تخبرها عن ضرر صحي سيلحق بها في حال لم تأكل جيداً.
- وعلى الأم أن تتجنب الجلوس وجهاً لوجه مع ابنتها حين تحدثها عن تصرفاتها التي تدل على أنها تعاني من اضطرابات الطعام، بل يجب أن تجلس إلى جوارها وتحتضنها.
- وعلى الأم أن توصل لابنتها المراهقة أن اضطرابات الأكل ليست خياراً تتخذه، بل هي حل سيئ.
- كما يجب على الأم أن تبدأ الجمل في الحوار بعبارة "أشعر أن..."، بدلاً من "عليك أن ..."؛ لكي لا تشعر البنت أن الأم تلقي عليها الأوامر.
توقع الدفاع من المراهقة
- يجب على الأم أن تتوقع أن ابنتها المراهقة سوف تتهم الأهل بأنهم السبب فيما يحدث لها، وغالباً ما يرى المراهقون أن الآباء والأمهات على خطأ.
- ويمكن للأم أن تتوقع سماع عبارات على غرار: "أنا أعرف كيف أحافظ على رشاقتي"، أو "أنتم تجعلون الأمر مشكلة"، أو أن تقول مثلاً: "لا أحد يفهمني".
- ويمكن للبنت المراهقة أن تتحدث دوماً وأمام آخرين على صلة بالأم، أن رشاقتها هي هدفها الأول، وأنها دائمة التفكير بالأمر، وهو ما يشغلها باستمرار؛ خوفاً من السمنة.
التحدث إلى مختص بالحالة
- يجب على الأم أن تعرف أن عليها طلب المساعدة أو خضوع ابنتها لبرنامج علاجي نفسي خارج عن نطاق خبراتها.
- كما يجب أن تدرك الأم أن عليها تعلّم طريقة جديدة في ممارسة دورها، وأن طلب المساعدة من مختص ليس خطأ أو عيباً.
- فيمكن للأم أن تطلب التحدّث إلى الممرضة المسؤولة في المدرسة على سبيل المثال، أو المرشدة الاجتماعية أيضاً.