قالت وكالة الطاقة الدولية في تقرير حديث، إن السيارات الكهربائية هي التكنولوجيا الرئيسية التي ستساهم في إزالة انبعاثات الكربون من قطاع النقل البري، وهو القطاع المسؤول عن 16% من الانبعاثات العالمية. وقد شهدت السنوات الأخيرة نمواً هائلاً في مبيعات السيارات الكهربائية، جنباً إلى جنب مع تحسن الأداء وتوافر طُرزها على نطاق أوسع.
وتزداد شعبية السيارات الكهربائية بالنسبة للركاب، حيث تقدّر وكالة الطاقة أن 13% من السيارات الجديدة المباعة في عام 2022 كهربائية، وفي حال استمر النمو الذي حدث في العامين الماضيين، يمكن وضع حد لانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون من السيارات على مسار يتماشى مع الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.
ووصلت مبيعات السيارات الكهربائية إلى مستوى قياسي في عام 2021، على الرغم من التعطل المستمر في سلاسل التوريد بسبب جائحة «كوفيد-19». وبالمقارنة مع عام 2020، تضاعفت المبيعات تقريباً لتصل إلى 6.6 مليون وحدة، ليصل إجمالي عدد السيارات الكهربائية على الطريق إلى 16.5 مليون مركبة. وزادت حصة مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 4 نقاط مئوية في عام 2021.
ويرى سيناريو الوصول إلى انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، ارتفاع عدد أسطول السيارات الكهربائية التي تسير على الطرق إلى ما يزيد على 300 مليون سيارة في عام 2030، لتمثل هذه المركبات 60% من مبيعات السيارات الجديدة، ويتطلب الوصول إلى المسار الصحيح زيادة حصة مبيعاتها بواقع 6% سنوياً.
كانت المبيعات في عام 2021 هي الأعلى في الصين عند 3.3 مليون مركبة (ثلاثة أضعاف مبيعات 2020)، تليها أوروبا حيث تم بيع 2.3 مليون سيارة كهربائية في عام 2021 (ارتفاعاً من 1.4 مليون وحدة في عام 2020). وفي الولايات المتحدة، ضاعفت مبيعات السيارات الكهربائية حصتها في السوق إلى 4.5% في عام 2021، لتصل إلى 630 ألف وحدة. وفي الأسواق الناشئة، زادت مبيعات السيارات الكهربائية بأكثر من الضعف، لكن أحجام المبيعات بقيت منخفضة.
وبالنسبة إلى النصف الأول من عام 2022، زادت المبيعات بشكل أكبر، وتقدّر وكالة الطاقة الدولية، أن حصة مبيعات السيارات الكهربائية العالمية ستكون نحو 13% من الإجمالي، والذي سيكون أعلى مستوى على الإطلاق.
استهلاك الكهرباء
واستهلك أسطول المركبات الكهربائية العالمي في عام 2021 نحو 50 «تيرا واط» في الساعة من الكهرباء، ما يمثل أقل من 0.5% من إجمالي الاستهلاك الحالي للكهرباء في جميع أنحاء العالم. وأدى استخدام المركبات الكهربائية إلى توفير نحو 0.3 مليون برميل يومياً من النفط في عام 2022 وستحتاج المركبات الكهربائية إلى توفير أكثر من 7 ملايين برميل يومياً من النفط في عام 2030، لتتماشى مع سيناريو الانبعاثات الصفرية بحلول 2050.
وتعد كثافة الطاقة هي المفتاح لضمان تعزيز كفاءة بطاريات السيارات الكهربائية، إذ ارتفعت كثافة طاقة البطاريات لهذه السيارات خلال العام الماضي، والآن يمكن أن تصل بعض خلايا البطاريات الأعلى أداء إلى كثافة طاقية تزيد على 300 واط في الساعة، أي بزيادة من نحو 100-150 واط في الساعة، قبل عقد من الزمن، ما يعني أنه بإمكان السيارات الكهربائية حالياً السير ضعف المسافة.