المصممة حميدة وهبي: مجوهراتي عصرية تحتضن حضارة العرب

حميدة وهبي، مصمّمة مجوهرات لبنانية، تعيش في بيروت حيث مقرّ عملها الخاص، درست برمجة الكومبيوتر وإدارة الموارد البشرية، وعملت في مجال إدارة الموارد البشرية، إلى أن أصبحت أمّاً لولدين. في المقابلة التالية نتعرّف إليها وعلى تصاميمها ومصادر إلهامها.

لماذا اتجهت إلى عالم التصميم؟

اكتشفت أنني موهوبة بالرسم وأنا ما زلت على مقاعد الدراسة، رسمت لوحات عديدة، وشاركت بمعارض فنون كثيرة، ثم أبعدني تخصّصي الجامعي قليلاً عن هوايتي التي أحببتها. تزوّجت من صائغ مجوهرات ورث حرفته عن أبيه الذي أسّس أول مدرسة في تعليم صياغة المجوهرات في لبنان، وقد تعلم على يديه أهم صاغة الذهب في لبنان. وعندما بدأت بتصميم مجوهرات لي أنا شخصياً، كان ذلك من باب التسلية، ولأنني أحب التميز في المجوهرات التي أرتديها،. كانت هذه القطع تلفت أنظار جميع من يراها، ويطلبون مني أن أوفّرها لهم. وكان من دواعي سروري أن أجد هذا الإعجاب والطلب على تصاميمي، لأقرّر بعدها وبتشجيع من الأهل والأصدقاء أن أبدأ علامتي التجارية الخاصة بتصاميمي العصرية الفريدة تحت اسم Treasure Box، واخترت هذا الاسم لأنني كنت أراها أكثر من مجرّد مجوهرات، فهي كنز حقيقي.

ما هي أبرز التحديات التي واجهتك كمصمّمة مجوهرات؟

من أبرز التحديات التي واجهتني هي التعامل مع المقلدين وسارقي التصاميم، الأمر الذي كان يزعجني جداً، ولكن كان في نفس الوقت يبرهن لي أنني مصممة ناجحة، وتصاميمي ملفتة، ويعطيني اندفاعاً أكبر للتقدم وتقديم المزيد. ولكي أحد من هذا التقليد اتجهت إلى تصميم مجوهرات الذي يحتاج حرفية عالية في التنفيذ، واستخدام أحجار كريمة مستوردة من الخارج، وهذا يصعب العملية على المقلد.

تابعي المزيد: المصممة فاطمة العباس: مجوهراتنا تروي قصصاً لا تُنسى

نظرتي للحياة

ما هو النمط الذي تعتمدينه في التصميم؟

تصاميمي تعبر عني وعن شخصيتي وأسلوبي ونظرتي للحياة والجمال، فأنا امرأة قوية حالمة طموحة، أعتز بأنوثتي، وأحاول أن أبرزها بكل رقي في تصاميمي، فالمرأة العربية اليوم تحتاج تصاميم تشبهها أكثر، تكون أكثر تميزًا وتفرداً.

من أين تستمدين إلهامك في التصميم؟

باعتباري فنانة، فإن الجمال يلهمني، والجمال موجود في كل شيء حولنا، في الطبيعة، في ضحكة طفل، في المرأة. أحياناً تلهمني أشياء بسيطة لا يراها أحد، وأحياناً تأسر قلبي آية قرآنية وتلهمني. كل المحتوى الذي نحتاجه موجود حولنا، فقط علينا أن نضع أهدافاً واضحة، وسوف تأتي الإجابات إلينا لوحدها، فالإلهام نظرة فلسفية للأمور تجعل منك ترين الأشياء بطريقة مختلفة.

هل هنالك طقوس معينة تفضلين التصميم في وجودها؟

لتصميم كولكشن جديدة يجب أن أكون في مزاج جيد إيجابي لأطلق العنان لمخيلتي بعيداً عن المسؤوليات وضغوطات الحياة، فيمكن أن أذهب لتناول فنجان قهوة في مقهى يكاد يخلو من الناس، وأجلس لوحدي أستجمع طاقتي الإيجابية، وأبدأ بالرسم والتعديل إلى أن أقتنع بالتصميم.

كيف تختارين الأدوات في تصميماتك؟ وما الحجر الذي تفضلينه؟

نستخدم الذهب عيار 18 قيراطاً بألوانه الثلاثة (الأصفر، الأبيض، والزهر) مع الألماس والأحجار الكريمة الأكثر رواجاً الآن، مثل الملاكايت والفيروز والزمرد والتورمالين الملون والروبي والصدف بألوانه، وغيرها الكثير من الأحجار، أما عن حجري المفضل، فأنا مغرمة بالواترميلون تورمالين والصدف الأبيض والزمرد، وطبعاً الألماس الذي يضيف سحراً رهيباً على جسد المرأة.

هل يمكن أن تصمّمي لعلامات تجارية أخرى؟

أكيد، في الواقع أنا أصمّم لعلامات تجارية مهمّة ومشهورة، أتحفظ عن ذكر أسمائها وأنفذ هذه التصاميم في مشغلي الخاص، ولكن لا أعرضها على صفحتي، فهي وإن كنت قد صممتها نا تصبح ملكهم، لأنني صممتها لهم خصيصاً، فأنا لدي ثلاثة أنواع من العملاء:

عملاء الجملة الذين يعرضون ويبيعون تصاميمي،
عملاء المفرق «القطاعي»
عملاء الجملة الذين يريدون تصاميم خاصة بهم.

تفضيلات

أي تصميم هو المفضّل بالنسبة لك؟

أحب العيون كثيراً، فكل عين تعكس شخصية صاحبها، وتعطيك انطباعاً ومشاعر معينة، هناك العين الذابلة والعين الحادة، والعين الجريئة، وغيرها.. فأنا لا أكتفي منها أبداً، وكل مرة أجد طريقة جديدة لتصميمها، يمكنني أن أصمم ألف عين، وعندما تنظر إلى كل واحدة منها تعطيك شعوراً مختلفاً.

هل هناك قطعة مفضّلة لك من أعمالك؟

ليس لدي قطعة مفضّلة من بين أعمالي، حيث إنها جميعاً بمثابة أطفالي الغاليين على قلبي، وليس هناك أمّ صالحة تميز طفلاً عن طفل. أحبهم جميعهم جداً.

ما الذي ينقص مجال التصميم في لبنان؟

لا ينقص مجال التصميم في لبنان أي شيء، فهناك الكثير من المبدعين ولدينا معامل وحرفيون مختصون ذوو كفاءة عالية في مجال صناعة المجوهرات. لبنان رائد في هذا المجال وجميع العالم العربي يحب الذوق اللبناني.

تابعي المزيد: المصمم أنطو جزميانAnto Jizmeian: الإلهام النابع من القلب يؤديإلى ابتكار قطع فريدة

المنافسة موجودة

مجوهرات شرقية — مجوهرات من تصميم المصممة حميدة وهبي

ما هي العلامة التجارية الأولى في نظرك؟ وهل هناك منافسون لكم؟

بنظري ليس هناك علامة تجارية أولى، بل هناك تصميم جميل وتنفيذ متقن. المنافسة دائماً موجودة وهي ضرورية وجميلة وترتقي بنا إلى عالم الإبداع، فتجعلنا نعمل بشغف أكبر ونعطي أفضل ما عندنا لنتميز.

من واقع خبرتك، بماذا تنصحين المصمّمين المبتدئين عند البدء بمشاريعهم؟

أنصح المبتدئين بالتصميم بالإيمان بأنفسهم، وأن يسعوا وراء أحلامهم مهما كانت كبيرة، فرحلت الألف ميل تبدأ بخطوة، ويبتكرون ولا يترددون ولا يخافون من الفشل، إن كان ذوقهم سوف يعجب الناس فمجال المجوهرات واسع جداً، وأذواق الناس كثيرة ومختلفة.

ما هو التصميم الذي تودّين تقديمه في 2023؟

هناك أفكار كثيرة برأسي للعام الجديد، ولكن ما يستهويني الآن الأحجار الكريمة النادرة، فأنا مغرمة بها وبألوانها، أيضاً أريد تنفيذ قطع عصرية تحتوي حضارة كل دولة عربية ورموزها، لكن لن أكشف عن تصاميمي الآن، تابعوني في العام القادم إن كنتم من محبّي الفن الراقي والجمال.

ما هو الوقت المستغرق لإعداد مجموعة جديدة وإنهائها؟

من التصميم على ورقة إلى الرسم على الكومبيوتر بالأبعاد الثلاثية، ثم تنفيذ القوالب لكل تصميم، ثم صبّ الذهب وتنظيفه من الشوائب، ثم إضافة الأحجار الكريمة، والتي أحياناً كثيرة نضطر إلى حكها لتناسب التصميم (مثلاً لا يوجد حجر كريم على شكل جانح فراشة)، إلى إنهاء القطع والتأكد من جودتها، تأخذ المجموعة الكاملة ما بين 15 يوماً إلى شهر كحد أقصى.

تابعي المزيد: المصممتان لينا وهلا محمد الخريجي: كل قطعة تحمل رسالة مختلفة يجمع بينها الحب

الاستثمار في النفس

كيف انعكست مهنتك على حياتك؟

هذا النوع من المهن يعرّفك أكثر على نفسك، فهو يفتح الباب للإبداع داخلك لتكتشفي أشياء جديدة بك، أدركت الآن أن أهم استثمار يمكنك أن تقوم به في الحياة هو استثمارك في نفسك ومعرفتك وتميزك، وجودة عملك واستمرارك رغم أي شيء، الآن أشعر أنني أعرف نفسي أكثر، وأعرف ما أريد في الحياة وفي العمل ومع أطفالي، ومن كل شيء حولي، أشعر أنني أكثر قوة وشغفاً وحياة.