إرضاع الطفل من أول القرارات المهمة التي تتخذينها كأم. ولكل شخص رأي بخصوص الرضاعة الطبيعية، عائلتك وأصدقاؤك أو قابلتك وحتى الإعلام. ولكن بما أنه قرار حساس وشخصي، فأنت الوحيدة المعنية باتخاذ القرار، وللأسف، فقول هذا أسهل من تطبيقه.
تتحدث هنا أم عن الوقائع والمشاعر التي عصفت بها.
تقول الاستشارية النفسية للأطفال وخبيرة التربية آن هيربوت: أظهرت دراسات حديثة أن عدداً اكبر من الأمهات مواظبات عليها، بنسبة 81% ممن بدأن بإرضاع أطفالهن مقارنة بنسبة 66% في منتصف التسعينات. ولكن للعديد من العوامل دور في التأثير على تجربتك وقرارك. لذلك فقد حان الوقت لنسيان موضوع الذنب، لاختيار ما يناسبك ويناسب طفلك.
الرضاعة المختلطة
كارين، أم لهادي «22 شهراً»، بمجرد أن علمت أنها حامل، رغبت بالقيام بالأفضل لطفلها ولها، وقد تخيلت الرضاعة الطبيعية. تجربة هادئة تزيد الترابط بينهما، ولكنها أمضت الأيام الأولى من ولادة هادي يائسة في محاولة جعله يلتقط صدرها ومتألمة جداً من تشقق حلمة الصدر.
بعد أسبوع من المحاولة وبكاء هادي المستمر، اضطررت إلى أخذه للمشفى؛ بسبب يرقان المرضع وعدم نيلها الغذاء، حيث نصحوها بتجربة قليل من الحليب الصناعي، تتابع كارين: «لكني لم أكن مستعدة. وبعدها بأسبوع آخر، تقيأ هادي دماً، فهرعنا إلى المشفى، حيث أخبرني الطبيب أنه كان يرضع الدم أيضاً من حلمة صدري الأيسر المتشققة. ولكن ذلك لا يشكل مشكلة. بعد هذا، لم أرضعه إلا من الصدر الأيمن، وتركني ذلك بثدي واحد متضخم وآخر صغير، ولكن ذلك لم يهمني أيضاً.
مرت الأشهر الأولى بصعوبة، حيث بكاء هادي يومياً من الساعة العاشرة مساء إلى الخامسة فجراً، كنت متأكدة أنه جائع، وهذا ما كسر قلبي. بعد ثلاثة أشهر أصبح الوضع لا يطاق واضطررت لإعطائه الحليب الصناعي. مشاهدته يشربه أصابني بالذنب لعدم قيامي بذلك مسبقاً، وخلال أسبوع من هذا كان ينام نوماً عميقاً.
أنا حامل مرة أخرى الآن، ولن أتردد بتقديم الحليب الصناعي إن عانيت من مشاكل شبيهة بما مررت به. عدم إرضاعي بشكل طبيعي لا يعني أني أم فاشلة ، فعلت ما باستطاعتي، وهذا ما يهم حقاً.