بحضور يوسف بن عبدالله البنيان، وزير التعليم، نائب رئيس اللجنة الوطنية لليونيسكو والدكتورة آمال بنت عبدالله الهزاع الأمين العام لمؤسسة عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع ، وعبدالله بن عبداللطيف الفوزان مؤسس جائزة اليونيسكو- الفوزان للعلماء الشباب في مجال العلوم والهندسة والتقنية، عُقد لقاء "عين على المستقبل"، على مسرح قبة موهبة في الرياض. اللقاء يأتي كمنصة تعارف وتواصل بين العلماء العالميين، محكمي "جائزة اليونسكو - الفوزان الدولية" من جهة وبين شباب السعودية الموهوبين الذين تطلق عليهم "موهبة" لقب "علماء المستقبل" من جهة أخرى.
الاستثمار في الإنسان
من أبرز الكلمات التي أُلقيت على مسرح موهبة قبل بدء الجلسة الحوارية الرئيسية، كلمة للعلماء الشباب قدمتها غنيمة بوحيمد، شددت فيها على أهمية أن يكون الانسان مفيداً لمجتمعه بأي طريقة ممكنة، كذلك كلمة لنائب الأمين العام للتواصل المؤسسي وتطوير الأعمال في موهبة الدكتور نزيه العثماني، أكد فيها أن مؤسسة "موهبة" وبالتعاون مع شركائها تسعى دائماً إلى تمكين الموهبة والإبداع، وتعزيز شغف الشباب بالعلوم والمعرفة لإعداد قادة المستقبل، وأيضاً كلمة للمديرة التنفيذية لـ"جائزة اليونسكو - الفوزان الدولية" الدكتورة ندى النافع، اعتبرت فيها أن رؤية 2030 من أولوياتها دعم الموهوبين، وأن رقي الأمم ونموها يقاس بدرجة اهتمامها بالعلم والمعرفة، وأن المجتمعات لا تزدهر إلا من خلال استثمارها في الإنسان.
خبرات وتجارب
محتوى دسم من النقاشات العلمية واستعراض الخبرات والتجارب حملتها الجلسة الرئيسية التي ضمت كل من الدكتور ديدييه كيلوز، أستاذ الفيزياء في مختبر كامبريدج كافنديش، الفائز بجائزة نوبل للفيزياء 2019، وعالمة الأحياء الدكتورة إدنا ماتا كاماتشو، وعالمة علوم الأرض والمناخ المشارك في مختبر العلوم الهيدرولوجية في "مركز جودارد لرحلات الفضاء" التابع لناسا الدكتورة فاجي زعونة منا. وأدار الحوار ثلاثة من أعضاء رابطة موهبة المميزين هم: معاذ بوعائشة، شريك مؤسس لشركة 3D+ يعمل في إدارة الابتكار في منشآت، عبدالرحمن الفوزان، مهندس تطبيقات في شركة ناشئة في السيليكون فالي في كاليفورنيا، والمهندسة في أرامكو السعودية فاطمة العلي، المتخرجة في جامعة Penn State University تخصص هندسة بترول وغاز طبيعي، والمتخرجة في جامعة University of Washington بتخصص علوم سياسية واقتصاد. وتحدث محكمو الجائزة في الجلسة أمام 100 طالب وطالبة من الموهوبين من مختلف مناطق المملكة عن خلفيتهم الأكاديمية والمهنية والتحديات التي واجهتهم لا سيما تحدي إتقان اللغة الإنجليزية واختلاف الثقافات كما قالت كل من العالمتين الدكتورة إدنا ماتا كاماتشو والدكتورة فاجي زعونة منا، وتحدي اكتشاف مكامن القوة والتعرف على عناصر التميز والاستثمار في تطويرها والحفاظ عليها كما قال الدكتور ديدييه كيلوز.
تنمية القدرات
الدكتور نزيه العثماني، نائب الأمين العام للتواصل المؤسسي وتطوير الأعمال في موهبة قال في حديث خاص لمجلة سيدتي إن: "جائزة الفوزان هي جائزة لتشجيع الشباب للدخول في مسارات العلوم والتقنية والهندسة وأُعلنت واُعتمدت من اليونيسكو، وتقدم للمشاركة في هذه الجائزة علماء من كل أنحاء العالم". وأضاف: "محكمو الجائزة متواجدون في الرياض الآن، لذلك استفادت موهبة من هذه الفرصة لعقد لقاء بين هؤلاء العلماء الحائزين على جوائز عالمية كجائزة نوبل وجائزة أفضل 30 عالماً على مستوى العالم، مع العلماء الشباب في رابطة موهبة، للحديث معهم عن خبراتهم وتجاربهم ومشوارهم في البحث العلمي". وتابع قائلاً: "هناك حماس كبير لدى الشباب للحضور ومقابلة هؤلاء العلماء وسيكون له أثر إيجابي كونه حظي بحضور معالي وزير التعليم ومسؤولي الجامعات والمؤسسات الحكومية والأهلية، وهذا يعطي مؤشراً للشباب أن الكل مستعد لتمكينهم وما عليهم إلا المثابرة والمبادرة على أمل أن يصبحوا مثل هؤلاء العلماء الحاصلين على جوائز عالمية".
بناء القدرات في أنحاء العالم كافة
أما الدكتورة أمل قصري، رئيس قسم الابتكار وبناء القدرات في العلوم الطبيعية والهندسية في منظمة اليونيسكو فقالت: "دورنا في اليونيسكو هو بناء القدرات في أنحاء العالم كافة، القدرات المؤسسية والإنسانية وبالتحديد في مجال العلوم الطبيعية والهندسية، وعندما أعلنت مجموعة الفوزان عن اهتمامها بمجال العلوم وبالأخص من خلال برنامج ستيم القائم على أربعة عناصر هي العلوم و التكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وهذا مجال مهم جداً حالياً، لأنه يربط بين العلوم الطبيعية والتطبيقات، ووجدنا أن الجائزة ستكون مساهماً قوياً في مجال البحث العلمي وتشجيع الشباب وتنمية قدراتهم، كونها مخصصة لفئة الشباب تحت عمر 40 سنة". وأضافت: "الجوائز هي من الأمور التي تشجع كثيراً على اندفاع الشباب لتنمية قدراتهم وخوض تجارب جديدة واتباع مناهج جديدة في البحث العلمي وإيجاد تطبيقات كثيرة يمكن أن تساهم في إيجاد حلول للكثير من المشكلات العالمية. "وختمت قائلة: "الحدث اليوم مهم لأنه عرض لنا نماذج وأمثلة ممتازة وناجحة لبعض الشباب الذين ترعاهم موهبة، والحديث معهم ومع علماء لجنة التحكيم التي تتكون من علماء كبار حائزين على جوائز عالمية كجائزة نوبل".
عالمات شابات
مها سهيل الحمود، عضو في رابطة موهبة وخريجة برامج موهبة منذ 12 سنة ومبتعثة عن طريقهم لدراسة العلوم السياسية والاقتصاد السياسي في جامعة واشنطن في سياتل، وتعمل حالياً في أرامكو/ قسم القانون، اعتبرت في حديث خاص لسيدتي أن هذه الجائزة مهمة لشباب وشابات السعودية ومهمة أيضاً لأنها تظهر للعالم الدعم والتوجه الكبير لبناء القيادات الشابة والاعتماد على الأفكار والإبداعات والابتكارات الناتجة عن فئة الشباب." وأضافت: "موهبة بيتي الثاني وشرف لي أن أرى موهبة تقدم شيئاً بهذا المستوى العالمي، وترعى الشباب وتوسع برامجها، لذلك أوجه رسالة لكل شاب وشابة سعودية أنه في أي مكان ستجدون من يدعمكم ويستمع لأفكاركم ويتبناها، لذلك ابحثوا عن شغفكم وستجدون دوماً من يدعمكم لتحقيق الأهداف".
فرصة ذهبية للشباب والشابات
من جهتها قالت غنيمة بوحيمد، المدير التنفيذي لشركة غراس للزراعة، وطالبة دكتوراه في الهندسة الميكانيكية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية: "اليوم حضرنا لقاء جائزة اليونيسكو- الفوزان، وكان لقاء رائعاً، وأعتقد أن هذه فرصة ذهبية للشباب والشابات الشغوفين بالبحث العلمي للمشاركة في الجائزة التي تخدم المجتمع السعودي والعالم وتشجع الشباب على إيجاد الحلول المبتكر للمشاكل العالمية الموجودة، خصوصاً في قطاع البحث العلمي". وأضافت: "تفاعل الشباب والشابات وردود فعلهم على الجائزة كان ممتازاً لأن الشباب السعودي شغوف بالمعرفة وفي تحقيق أثر إيجابي في العالم وتتاح لهم الفرص من خلال هذه الجائزة وجوائز أخرى مهمة عن طريق جهات ومنظمات مختلفة في المملكة العربية السعودية". وختمت بالقول: "أشجع الجميع على إظهار أفكارهم والعمل عليها، ربما تكون الفكرة الجديدة هي التي ستغير العالم". ملاحظة: الصور من تصوير المحررة.