أفادت الطاهية السعودية مريم عتيق بأن اعتماد هيئة فنون الطهي للجريش كطبق وطني للسعودية، إلى جانب اعتماد المقشوش الحلوى الوطنية السعودية، يؤكد على أهمية توثيق الأغذية الأصيلة، كما يحافظ على هوية وتراث البلاد ومكوناته الثقافية.
وقالت: "لا شك أن هذه الخطوة تصون الأطعمة وتبقي حضورها مع تواتر الأجيال، وبناءً على ذلك ستصل ثقافتنا الغذائية إلى قاطبة العالم، وذلك بدعم وتظافر القطاعات الحكومية والخاصة، بما يسهم في تحقيق رؤية السعودية 2030.
أطباق متجذرة
وبيّنت أن الجريش والمقشوش أطباق متجذرة ومتأصلة في المجتمع السعودي، غير أن مكوناتها المحلية دلّت على عاداتهم وتقاليدهم وطِباعهم، مشددة على أنها أضحت أحد أجزاء المائدة التي لا يمكن الاستغناء عنها في المناسبات والاحتفالات، ورسخت في ذكريات أبناء هذا الوطن وباتت أحد الوجبات الرئيسة المهمة.
عنصر ثقافي
وتعتقد عتيق أن مبادرة "روايات الأطباق الوطنية وأطباق المناطق"، المهتمة بحصر وتصنيف الأطباق المحلية ذات الارتباط الوثيق بالهوية السعودية، التي أطلقتها الهيئة تزامناً مع إعلان الطبقين الوطنيين، تساعد في جعل الغذاء عنصراً ثقافياً نتباهى به في المحافل الدولية والإقليمية، فيما ترى أن هذه الأطباق ستوفر فرص للاستثمار، وتدفع الطهاة لتقديم نكهات وتجارب مميزة وفريدة.
برهان على التنوع المعرفي
وعن مواصلة هيئة فنون الطهي العمل على المبادرة لدراسة الأطباق الخاصة بكل منطقة من مناطق السعودية على حدة، أضافت: "نحن في بلد متنوع ومترامي الأطراف، وبطبيعة الحال اكتسبت مناطقه أغذية ثرية تعبّر عن هويتها، ففي المنطقة الشرقية هناك الأرز الحساوي، والمفلق، والمُربيَن، وفي الوسطى المرقوق والمصابيب، مروراً بالمنطقة الشمالية حيث أرز التُمّن، والكبيبة الحائلية، والمنطقة الغربية منها: السليق، والتويتات، والثريد، وفي المنطقة الجنوبية العريكة، والمشغوثة، والدغابيس، وتطول القائمة لتشمل أكلات عديدة بمكونات محلية مختلفة، وهذا يبرهن على جمالية موطننا وتنوعه المعرفي، وكثافة مناهله المتدفقة في ينابيع الثقافة".
تابعي المزيد: الجريش زاد الأسفار والمقشوش حلوى شتاء حائل
سبب اختيار الطبقين
يُشار إلى هيئة فنون الطهي في السعودية اعتمدت تزامناً مع إطلاق مبادرة "روايات الأطباق الوطنية وأطباق المناطق" "الجريش" طبقاً وطنياً للمملكة العربية السعودية وطبق "المقشوش" لتكون الحلوى الوطنية السعودية، اعتزازاً واحتفاءً بهاتين الوجبتين اللتين تعبران عن أصالة المطبخ السعودي وخصوصيته الفريدة.
ويدعى طبق الجريش "سيد الأطباق"، وله انتشار واسع في أرجاء السعودية منذ القدم، فقد جاء ذكره في كتب التراث العربي من خلال الإشارة لنساء الجزيرة العربية، عندما يطحن القمح يدوياً باستخدام "المجرشة الخشنة" التي تعمل على تجريش الحبوب.
فيما تعد وجبة "المقشُوش" من الأطباق ذات الانتشار الواسع في أجزاء من السعودية، حيث ذُكر بأنها من الأطعمة التقليدية والمُحببة في وسط الجزيرة العربية، وهي عبارة عن أرغفة صغيرة من دقيق الحنطة التي تُقش من على الصاج، ويضاف إليها السمن مع العسل أو الدبس أو السكر، وتقدم عادةً في أي وقت مع القهوة أو الشاي، كما تقدم كثيراً كوجبة إفطار، بالإضافة إلى ارتباطها ببرودة الجو، ونزول الأمطار.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر