رتاج محمد المزيدي، شابة كويتية، في الـ26 من العمر، خريجة بكالوريوس إدارة أعمال دولية في جامعة الخليج للعلوم والتقنية بالكويت، وحاصلة على ماجستير إدارة أعمال في جامعة لندن – بيرنل. هي صاحبة مشروع رتاج للمجوهرات بالكويت، استطاعت بإبداعها صنع علامتها البارزة، التي جعلت اسمها بارزاً في عالم تصميم المجوهرات، التقتها «سيدتي» في الحوار الآتي.
الشرقية | سمية الخير Somia Alkhair
الصور | خاص «سيدتي»
هل التصميم موهبة أم دراسة؟
التصميم موهبة من الله عز وجل، وأي موهبة إذا تم صقلها بالدراسة تعطي نتائج رائعة ومميزة، إذ عندما يكون الشخص ملماً بكل ما هو متعلق بالمجوهرات، والأحجار الكريمة وأنواعها، إضافة لمعرفته بالذهب والألماس، وكيفية التناسق بينهما، سواء من حيث الألوان، والأحجام وكل التفاصيل الأخرى، سيكون إنتاجه مميزاً.
لأي امرأة تقدم ريتاج تصاميمها؟
أنا أقدم تصاميمي للمرأة العملية، وللشابة بالأخص، بحيث تستطيع ارتداء القطعة يومياً، في أي وقت، سواء لاجتماع عمل، أو لمناسبة استقبال، لأنني أصمم القطع التي تصلح لمختلف المناسبات والأوقات، فهي قطع صغيرة الحجم، ولكنها تتميز بالرقي. وكذلك أصمم للأطفال، لأنني أحبهم كثيراً، وأحب أن أبدع في تصاميمهم، وخاصة للبنات، وعندي خطة مستقبلية لتصميم (الشبكات) والأطقم الكبيرة للأعراس والحفلات.
تابعي المزيد: المصمم صهيب الشيخ: الإلهام مرتبط بموروث ثقافي أو إرث فكري
التصميم موهبة واحتراف
هل يمكن لأي شخص احتراف تصميم المجوهرات؟
التصميم أعتبره موهبة، كما ذكرت، ولكن أيضاً يمكن احترافه، خاصة إذا كان المصمم طموحاً، ولديه حب كبير لعمله، بالتأكيد سوف يقدم أجمل التصاميم ويبدع، ويضيف علامة تميز مجوهراته عن الآخرين، إضافة إلى ذلك سيكون له مصدر دخل، وفي الحقيقة أنا مع الاحتراف في مجال تصميم المجوهرات.
كيف أثرت فيك والدتك سيدة الأعمال زهرة الموسوي؟ وماذا تعلمت منها؟
والدتي مهما تكلمت عنها لن أوفيها حقها عليّ، فهي معلمتي وقدوتي، وهي سبب نجاحي في الحياة، سواء في دراستي، أو في عملي، فهي التي شجعتني على استكمال دراستي العليا، وشجعتني على فتح مشروعي، مع أني كنت صغيرة في السن، فهي لها بصمة كبيرة وواضحة في حياتي، لقد ربتني على حب الله ومخافته أولاً، والعطاء، والإنسانية، وإلى جانب ذلك ربتني على الشخصية القوية التي لا تهزم، وعلى حب الطموح والنجاح، ولازالت تقول لي جمله رائعة (عندما تسقطين في حفرة لا تنتظري أحداً يخرجك منها، فأنت بنفسك وما تملكين من مهارات تستطيعين أن تخرجي نفسك منها)، وتعلمت منها كذلك الدقة والصدق في عملي، لأني بذلك سوف أتميز وأبدع فيه.
لو لم تكوني مصممة مجوهرات، ما التخصص الذي كنت ستختارينه؟
لو لم أكن مصمّمة كنت سأتخصص في علوم الكمبيوتر، فأنا منذ صغري أحب وأتفنن في عمل البرامج الخاصة بالكمبيوتر، وتصميم المواقع الإلكترونية، وكنت ماهرة جداً في هذا المجال، وأعتقد أن كلا التخصصين يلتقيان عند نقطة التصميم.
من أين تستوحين تصاميمك؟
يلهمني كل شيء جميل حولي، سواء من الطبيعة، أو من موقف، أو من لون معين، أو من صفة أحببتها، وكثيراً ما أترجم إحساسي في تصميم جميل، وبالفعل كانت أجمل القطع هي النابعة من إحساس شخصي في مواقف بعينها، كما أني كثيراً ما آخذ برأي أمي، أو أختي الكبرى الدكتورة سندس، في التصاميم، فهما تحملان ذوقاً رفيعاً، كثيراً ما ساعدني في إبراز جمال تصاميمي.
تابعي المزيد: المصممة هلا الأسمري: مصمّمو المجوهرات العرب يكسرون الحدود لتأثير عالمي
الألماس متميز بألوانه
هل تحبين استعمال حجر معين في كل تصاميمك؟
للأمانة أنا أحب أن أستخدم في تصاميمي كل الأحجار المتاحة، ولكن للألماس تميزاً منفرداً بجميع الألوان، سواء اللون الطبيعي، أو الأسود، أو الأصفر، أو الوردي، فهو يعطي قيمة للقطعة، ويزداد جمالها بريقاً، وأحب كذلك الزمرد، والياقوت، واللؤلؤ، وهناك مناسبات معينة كالمناسبات الوطنية، أو شهر رمضان والأعياد، أحب أن أستخدم فيها الذهب كمادة أساسية في تصاميمي، فلكل مناسبة ما يليق بها من قطع المجوهرات.
خاتم الحب
ما هي قطعة المجوهرات التي تحبين لبسها أكثر من غيرها؟
هناك قطعة صممتها وكانت بداية انطلاقتي، وهي عبارة عن خاتم يحمل اسمين، سواء اسم الأم والأب، أو الأبناء، أو الزوجين معاً، وأسميته (خاتم الحب). كما حفرت اسمي والدتي ووالدي على هذا الخاتم، الذي أتفاءل به كثيراً، وألبسه دائماً، فهو عزيز على قلبي لأنه أول تصميم لي، ويحمل اسم أغلى شخصين في حياتي.
هل تحلمين بالعالمية ومنافسة أعرق الأسماء في عالم المجوهرات؟
عندما أصمم مجوهراتي، لا أفكر بالمنافسة بقدر ما أفكر بأن القطع التي أصممها يجب أن تكون متميزة، وتجذب العملاء بعد أن تنال إعجابهم. هذا بحد ذاته يكفيني، ومن المؤكد أن المنافسة جيدة، فهي التي تجعلني أبدع، حتى تكون القطعة لها موقع ومكانة في السوق المحلي كمرحلة أولى، وخليجياً كمرحلة ثانية، وإن شاء الله خلال السنوات القادمة تصل للعالمية.
تابعي المزيد: الأميرة نورة الفيصل لسيدتي : فخورة بمصممي ومصممات السعودية
تحديات عديدة
كيف تتغلبين على تحديات مهنتك؟
التحديات موجودة في كل مهنة، وبالأخص في مهنتنا، بداية من تخصيص وقت كبير لبلورة فكرة ما، وتحويلها إلى قطعة مجوهرات مصممة بإبداع. هذا يحتاج إلى راحة بال حتى أستطيع أن أتفنن فيها. وكذلك لا ننسى تحدي وجود الكثير من المصممات، سواء بالكويت أو خارجها، أضف إلى ذلك انتشار علامات تجارية عالمية أخرى، وكذلك سهولة تقليد التصاميم. كل هذه التحديات مررت بها حتى أضع اسم «ريتاج للمجوهرات» ضمن لائحة المصممات الكويتيات. هناك أيضاً تحدي تميز التصميم، وكذلك الحصول على الأحجار الكريمة والألماس، وارتفاع أسعار الذهب. كل هذه التحديات يمكن التغلب عليها فقط بطريقة واحدة، وهي الصبر، ثم الصبر، والإتقان، وحب العمل، لاجتيازها جميعاً.
العمل بجد ومثابرة
ماذا تقولين لكل من تريد أن تكون مصممة مجوهرات مثلك؟
نصيحة أود أن أوجهها لكل مصممة مجوهرات، أن تعمل بكل جهد ومثابرة، ولا تنكسر يوماً ما، لأن طريق النجاح وعر، وأن تكون قوية في مواجهة جميع العراقيل التي تواجهها في عملها، للوصول إلى هدفها مهما كلف الأمر، وأن تبرز أفضل ما عندها في تصاميمها، حتى تتميز ويكون لها اسم له صدى جميل في مجال تصميم المجوهرات، وعليها دائماً أن تضع في ذهنها بأن المشروع الصغير يوماً ما سيكون كبيراً.
تابعي المزيد: من خلال دعم مشاركة مبدعات «الجواهر العربية» في معرض المجوهرات السعودي.. الأميرة نورة الفيصل تستكمل مبادراتها لتمكين مجتمع التصميم في المملكة
شغوفة بالأحجار الكريمة.. وللألماس تميز منفرد الصبر والإتقان وحب العمل طريقتي لتجاوز التحديات