علم البلاغة، هو فرع من فروع اللغة العربية، وهو فنٌ أدبي رفيع و بنية جمالية تتعلق بالنص الذي تم إنشاؤه، ويُعد أحد الجماليات الأسلوبية والزخرفة النصية ، ويعتمد على دقة إدراك جمال اللغة وصفاء تراكيبها وجزالة تأويلها، والشخص البليغ هو من يمتلك فصاحة اللسان، وقوة البيان، سيدتي التقت بالأديب مصطفى شوقي الباحث بكلية الأداب جامعة طنطا ليحدثك عن علم البلاغة في السياق التالي:
يقول شوقي لسيدتي: إن أعظم فائدة تعود على الإنسان من دراسة علوم البلاغة وفهمها جيداً، هي معرفة أسرار اللغة العربية وجمالياتها وخصائص أسلوبها. ويساعد كذلك على الاطلاع على الجانب البلاغي الذي يهتم بمعرفة أسرار التراكيب وتصوير المعاني والأفكار وعرض الأساليب في ألوان جمالية بديعة.
أصل كلمة بلاغة
يقول الباحث بكلية الأداب: تدور أصل كلمة البلاغة حول وصول الشىء إلى غايته ونهايته، أو إيصال الشىء إلى غايته ونهايته، أي تقول : بلغ الشىء يبلُغ بُلُوغاً وبَلاَغاً إذا وصل وانتهى إلى غايته، وتقول : أبلغت الشىء إبلاغاً وبلاغاً، وبلغته تبليغاً، إذا أوصلته إلى مراده ونهايته .
الهدفُ مِنْ دراسةِ البَلاغَةِ
• معرفةُ إعجازِ القرآن الكريمِ، من جهةِ ما خصَّهُ اللهُ به من جودةِ السبَّكِ، وحُسن الوصفِ، وبَراعةِ التَّراكيبِ، ولُطفِ الإيجاز، إلى جانب محاسنهِ التي أقعدتِ العربَ عن مناهضتِه، واحتارت عقولهُم أمامَ فصاحتهِ.
• معرفة أسرارِ كلامِ النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم، وأفضلُ من نطقَ بالضادِ.
• الوقوفُ على أسرارِ البلاغةِ والفصاحةِ في مَنثورِ كلامِ العرب ومنظومِه، كي نحتذيَ حذوهُ، وننسُجَ على منوالهِ، ونفرِّقَ بين جَيِّدِ الكلام ورديئِهِ.
تابعي المزيد: ما هو مفهوم السرد؟
تعريف البلاغة لغة واصطلاحاً:
• لغة :
البلاغة هي أحد مهارات اللغة العربية، وهي اسم مشتقّ من الفعل بَلَغَ، أي بمعنى وَصَلَ إلى النهاية، والبلاغة لغة تنبئ عن الوصول والانتهاء، قال تعالى:« ولّما بلغ أشدَّه»1 أي وصل. وهي اسم مشتق من فعل بلغ، بمعنى أدرك الغاية أو الوصول إلى النهاية، وقد سميت البلاغة بلاغة لأنها تنهي المعنى إلى قلب سامعه فيفهمه. ويقال بلغ الرجل بلاغة، إذا صار بليغاً، ورجل بليغ: حسن الكلام، يبلغ بعبارة لسانه كنه ما في قلبه، ويقال أبلغت في الكلام إذا أتيت بالبلاغة فيه. و البلاغة من صفة الكلام لا من صفة المتكلم، وتسميتنا المتكلم بأنه بليغ نوع من التوسع، وحقيقته أن كلامه بليغ، فحذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه.
• اصطلاحاً :
هي مَلَكةٌ ( قدرة ومهارة ) يستطيع بها المتكلم أن يؤلف كلاماً بليغاً ٠ وقيل : مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته، ووصوله إلى غرضه وانتهائه إلى الغاية، بمعني أن البلاغة هي "مطابقة الكلام الفصيح لمقتضى الحال بحسب المقامات، فلا بد فيها من التفكير في المعاني الصادقة القيمة القوية المبتكرة منسقة حسنة الترتيب، مع توخّي الدقة في اختيار الكلمات والأساليب على حسب مواطن الكلام ومواقعه وموضوعاته وحال من يكتب لهم أو يُلقى عليهم". ولم يقتصر المعجم على تعريف البلاغة إنما تعداه إلى شروط تحققها شكلاً ومضموناً لتأسر عقل المخاطبين، وتفعل في قلوبهم وتشمل المواقف الكلامية التي يقفها المتكلمون. كما أضاف شرطاً أهم وهو أن العمدة في الحكم على بلاغة الكلام هو الذوق وحده. أي أن اختلاف الأذواق يجعل الحكم أمراً نسبياً على بلاغة الكلام.
تابعي المزيد: أهمية اللغة العربية ومكانتها
تعريفات أخرى من التراث للبلاغة
نقل الجاحظ تعريفاتٍ للبلاغة عن عددٍ من الشعراء والكتّاب القدامى، منهم:
- ابن المقفع:
البلاغة هي، "اسمٌ جامعٌ لمعانٍ تجري في وجوهٍ كثيرةٍ، منها ما يكون في السكوت أوالاستماع أوالإشارة أو في الاحتجاج، ومنها ما يكون جواباً، أو ابتداءً، ومنها ما يكون شعراً، أو سجعاً وخطباً، ومنها ما يكون رسائل. فعامة ما يكون من هذه الأبواب الوحي فيها والإشارة إلى المعنى، والإيجاز، هو البلاغة".
- العتابي:
قال البليغ هو: " كل من أفهمك حاجته من غير إعادةٍ ولا حُبسةٍ ولا استعانةٍ".
- الرماني:
عرفها بأنها إيصال المعنى إلى القلب بأحسن صورة عبر المهارات اللفظية.
- أبو هلال العسكري:
سميت بلاغة عنده لأنها تنهي المعنى إلى قلب السامع فيفهمه.
- ابن سنان الخفاجي:
يقول إن القدماء لم يعرفوا البلاغة لأنهم اكتفوا برصد صفاتها.
- الخطيب القزويني:
يعرف البلاغة بأنها مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته، وهي وأنها ملكةٌ يُمكن بها تأليف كلامٍ بليغٍ.
تابعي المزيد: اللغة العربية...لغة العلم بلا منازع