كشفت منظمة المسح البريطانية في القطب الجنوبي "أنتاركتيكا" الثلاثاء الماضي، أن جبلاً جليدياً ضخماً بحجم مدينة لندن البريطانية والضواحي المحيطة بها تقريباً، قد انفصل عن جرف برنت الجليدي في القطب يوم الأحد خلال موجة مد ربيعية.
وذكر المصدر أن مساحة التكوين الجليدي الضخم تبلغ 1550 كيلومتراً مربعاً.
أسباب طبيعية
ورجح الخبراء في ظاهرة أن تكون أسبابها طبيعية رغم حصولها في منطقة تدفع فاتورة باهظة جراء التغير المناخي.
وكان العلماء يراقبون منذ أيام هذه الكتلة الجليدية الضخمة التي بدأت الانفصال عن الجرف الجليدي.
احترار أسرع
وعلى الرغم من أن درجة حرارة الأرض سجلت ارتفاعاً بأكثر من درجة مئوية مقارنة مع ما قبل الثورة الصناعية بسبب زيادة انبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن الأنشطة البشرية، غير أن منطقة "أنتاركتيكا" تسجل احتراراً أسرع بمرتين.
انفصال جبل الجليد "أيه 68"
وفي 2017، كان جبل الجليد "أيه 68"، أحد أكبر جبال الجليد على الإطلاق بمساحة إجمالية بلغت 5800 كيلومتر مربع وسماكة 350 متراً ووزن ألف مليار طن، قد استقطب اهتمام العلماء ووسائل الإعلام إثر انفصاله عن جزء آخر في غرب "أنتاركتيكا"، وهي كتلة لارسن الجليدية، في أقاصي "أنتاركتيكا".
وبعد رحلة استمرت 3 سنوات، تفكك جبل الجليد نهائياً في أبريل بعدما تشظى إلى كتل أصغر. وقبل تفككه، اقترب بصورة خطرة من جزيرة نائية في جنوب الأطلسي، مهدداً قطعان الفقمة والبطريق، من دون تبعات كارثية في نهاية المطاف.
تابعي المزيد: الأقمار الصناعية تكشف عن انهيار جبل جليدي عملاق ثلاثة أضعاف حجم باريس
كتلة لارسن
وفي دراسة نشرتها مجلة "جيولوجي"، حلل باحثون الوضع في كتلة لارسن الجليدية، وهي الأكبر في شبه جزيرة "أنتاركتيكا"، بعدما بقيت ثابتة منذ عشرة آلاف عام لكنها تعرضت في ربع القرن الأخير إلى سلسلة انهيارات بينها خصوصا تفكك حاجز "لارسن بي" سنة 2002.
وقالت هيئة "بي إيه إس" البريطانية المشاركة في الدراسة، في بيان إن "التفكك المستمر لكتل الجليد على الساحل الشرقي لشبه جزيرة "أنتاركتيكا" مرتبط باحترار الغلاف الجوي جنوبا خلال السنوات الخمسين الأخيرة".
وأضافت "في الوقت عينه، ازدادت حدة تيارات المحيطات ما أضعف الكتل الجليدية".
يُشار الجبال الجليدية تتشكل بصورة طبيعية، وهي كتل جليد من المياه العذبة تتكون من انهيار أنهار الجليد القارية التي بلغت الساحل.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر
