يمتلك النجم اللبناني عاصي الحلاني صاحب الصوت الجبلي، الحضور والأداء الذي وضعه في مكانة مميزة لدى قلوب محبيه وجمهوره من مختلف أنحاء الوطن العربي. الحلاني مهد الطريق أمام الأغنية اللبنانية التي تحمل طابع الفلكلور والبدوي بعدما رفض أن تغيب شمسها برحيل فطاحلها، فكان خير سفير لها في الأوطان العربية. «العمود السابع لأعمدة بعلبك»، «فارس الأغنية اللبنانية» وغيرهما من الألقاب التي التصقت بالنجم اللبناني الذي لم يكتفِ بما وصل إليه من نجومية، فنجده يعمل ويجتهد بفكر شاب على أول الطريقً. لم تقف حدود موهبة الحلاني على الغناء، فقد اعتاد أن يلحّن لنفسه ولغيره، وله إسهامات واضحة في «المسرح الغنائي»، وقد اقتحم مجال الدراما في تجربة «العراب» والذي حقق من خلالها نجاحاً كبيراً. «سيدتي» التقته في الحوار الآتي:
لنستهل الحوار معك من أحدث إصداراتك الغنائية ديو «40-50». حدثنا عن ردود الأفعال التي جاءتك عن الديو؟
ردود الأفعال التي جاءتني عن أغنية «40-50»، جميعها كانت طيبة، وسعيد جداً بما حققته الأغنية وتخطيها حاجز الـ 19 مليون في ظرف وجيز.
أدقق في اختياراتي الفنية
حدثنا عن كواليس الديو؟
في البداية أحب أن أنوه عن سعادتي بالتعاون الفني مع الفنان عادل العراقي الذي قام بتلحين الأغنية كذلك، الأغنية استغرقت في تحضيراتها وقتاً طويلاً، لأننا حرصنا أن تظهر بشكل جديد ومختلف لأن الديوهات الغنائية تلفت الأنظار بشكل كبير، والجمهور يكون تواقاً أن يرى ديو مختلفاً وناجحاً، وبفضل الله خرجت الأغنية بهذا الشكل المبهر.
وكيف تصف تجربة العمل مع الفنان عادل العراقي؟
عادل العراقي فنان كبير، وله تاريخ مشرف في مجال الأغنية العربية، وتجربة العمل معه كانت رائعة، وبإذن الله لن تكون المرة الأخيرة التي نعمل بها سوياً.
بعد النجاح المهم الذي أحرزه العمل الثنائي الذي جمعك بالفنان عادل العراقي. هل من ثنائيات أخرى في الأفق؟
نجاح ديو «40-50»، يجعلني أتأنى وأدقق في اختياراتي الفنية، بشكل عام أرحب دائماً بأي «ديو» مع أي نجم أو نجمة حتى وإن كان على أول الطريق، شريطة أن يكون العمل له معنى ويحمل رسالة وفكرة جديدة ومختلفة تضيف لنجاحات السابق.
هل وجدت مشكلة مع اللهجة العراقية في «40-50»؟
ليست لديّ مشكلة مع اللهجات، اعتدت أن أغني بكل اللهجات للتقرب أكثر من ثقافة الشعوب العربية.
أفتخر أنني قدمت كل الألوان الغنائية وبمختلف اللهجات العربية
مهرجان الموسيقى العربية عريق
شاركت مؤخراً في فعاليات النسخة الـ31 من مهرجان الموسيقى العربية. أين ستكون المحطة التالية؟
أود في البداية أن أنوه بالحفاوة التي حظيت بها من قبل الجمهور المصري الذي أحترمه كثيراً وأكنّ له مودة خاصة، كونه صاحب ذوق فني مميز، وهو ما لمسته خلال المهرجانات الفنية التي أقوم بإحيائها في مصر. أما في ما يتعلق بالمحطة التي سأرسو بها فستكون على مستوى الخليج العربي.
شاركت في العديد من المحافل الغنائية. ما الذي يمثله لك مهرجان الموسيقى العربية؟
مهرجان الموسيقى العربية يحتل مكانة خاصة في قلبي، وحريص على المشاركة السنوية فيه، وألغي جميع ارتباطاتي الفنية من أجله، فهو مهرجان عريق صاحب رسالة مهمة رفض أن يحيد عنها طوال الـ31 عاماً، من المهم أن يكون لدينا مهرجان عربي يحافظ على هويتنا العربية، ويذكرنا بتراثنا الغنائي، في ظل الأوضاع الراهنة التي تعيشها الأغنية العربية والمحاولات لطمس هويتنا العربية، ليظهر مهرجان الموسيقى العربية كصرح وكيان يصون التراث ويحفظ مكانة الفن، كما أن الوقوف على خشبة دار الأوبرا المصرية له سحر خاص، مصر هوليوود الشرق بريادتها الفنية.
تابعي المزيد: شاهد بالفيديو.. عاصي الحلاني يغني في حفل زفاف ابنة المنتج جمال سنان
تجربة أنماط غنائية جديدة
تعدّ من بين الفنانين المخضرمين الذين حافظوا على مكانتهم الفنية، رغم الموجة الشبابية التي اكتسحت الساحة الفنية في الآونة الأخيرة، ما السر الكامن وراء ذلك؟
أعدّ نفسي من جيل الأغنية اللبنانية الرائدة، هناك من هم أكبر مني سناً وخبرة في المجال، لكن غيرتي على الفن واهتمامي بالتراث وضعني في مكانة متفردة، والمهنية لا تقاس بالعمر بل بالخبرة والقيمة الفنية وكذلك الاحتكاك والتواصل المستمر مع الجمهور، وغيرها من الأمور التي تجعل أسماءنا موجودة ودائمة الحضور.
الحلاني اعتاد على خوض ميادين موسيقية جديدة. هل لزاماً على الفنان أن ينوع في اختياراته حتى لا يمل الجمهور؟
حققت نجوميتي بأغاني التراث اللبناني الجبلي الذي يعتمد على الإيقاع الفلكلوري، والأغاني الشعبية، ثم انعطفت بقوة للون البدوي، لكن شعرت حينها أنني بحاجة للتجديد لمجاراة العصر الحديث فقدمت «بحبك وبغار»، و«الهوا طاير»، وغيرهما من الأغاني التي نالت استحسان الجمهور والتي حفزتني لتجربة أنماط غنائية جديدة، وهذا ليس تمرداً وإنما تجديد، أعتقد أن على الفنان امتلاك الجرأة والشجاعة في تجربة أنماط موسيقية مختلفة ليصل لأذن كل مستمع عربي، شريطة أن يكون ملائماً لطبقة صوته وشخصيته الفنية، وأحمد الله أنه حباني بمواهب عديدة تمكنني من أداء مختلف الألوان الغنائية.
نجحت في تحقيق المعادلة الصعبة بين تقديم فن راقٍ وحضور جماهيري مكتمل العدد. كيف نجحت في تحقيق ذلك؟
منذ بداياتي الفنية وأنا أبحث عن المضمون والإبداع، ورفضت أن أخضع لحكم السوق التجاري، ومجاراة الموضة، لأنني كنت مؤمناً أن أي ظاهرة غنائية تأخذ وقتها في الانتشار وسرعان ما تختفي لكن الإبداع هو الذي يعيش مع الجمهور.
نحن بالفعل نفتقد المسرح الغنائي جداً والحنين يجرفني نحوه دائماً
أجاري الموضة بشروط معينة
ما المعايير التي تختار على ضوئها أعمالك الغنائية؟
أسعى بقدر المستطاع في انتقاء كلمات راقية تتواءم مع شخصيتي الفنية وترتقي بذائقة المستمع، نعم أجاري الموضة لكن بشروط معينة.
وكيف تنظر لظاهرة أغاني المهرجانات؟
لست ضد نوع موسيقى معين، أرحب بكافة الظواهر الغنائية حتى وإن كانت تختلف مع قناعاتي ومبادئي الفنية، وأترك الحكم والتقييم النهائي للجمهور، الجمهور العربي ذواق جداً ويستطيع أن يفرق ما بين الفن الحقيقي والفن الهابط، ودائماً ما يكون الرهان على هذا الجمهور الذواق.
نلاحظ اهتمامك مؤخراً بـ«السنجل» فكيف تقيم مزايا طرح ألبوم غنائي كامل في ظل توجه معظم المطربين لطرح الأغاني الفردية؟
طرح الأغاني على طريقة «السنجل» تضمن للفنان البقاء والتواجد بشكل دائم على فترات متقاربة من جمهوره، كما أن هذه الطريقة في الطرح يجعلها أسرع في عملية الإنتاج والخروج للجمهور، مقارنة بالألبوم الكامل الذي يستنزف وقتاً أطول في التحضير والتنفيذ، ولكن هذا لا يعني تحرري من الألبوم فهو مهم لأنه يمثل تاريخاً للفنان وحصيلة للأغاني في مشواره الفني، إذ كلاهما له أهميته. الألبوم و«السنجل» جميعها أدوات للفنان تساعده على مواصلة مشواره الفني.
تابعي المزيد: عاصي الحلاني معجب بـ"التحدي" بين وسام حنا وبسام كوسا وباسم مغنية
المسرح الغنائي
لك تجارب ناجحة مع المسرح الغنائي.. ألا يجرفك الحنين له؟
أفتخر أنني قدمت كل الألوان الغنائية وبكل اللهجات العربية، ولكن يبقى المسرح الغنائي ذا مكانة خاصة لديّ، فهو أبو الفنون وكانت لي تجارب ناجحة ورائعة، مثل «أيام صلاح الدين»، و«شمس وقمر»، نحن بالفعل نفتقد المسرح الغنائي جداً، والحنين يجرفني نحوه دائماً. أتمنى تقديم عمل يليق بنجاحاتي السابقة معه.
برأيك ما سبب اختفاء المسرح الغنائي على الرغم من إثبات نجاحه والتفاف الجمهور حوله؟
المسرح الغنائي يحتاج لإنتاج مادي ضخم حتى يكون عملاً جيداً، كما يتطلب المسرح الغنائي التفرغ الكامل للفنان الذي يفترض أن يغير جدوله الفني حتى لا يتعارض مع عمله الاستعراضي، بالتالي الأمر مجازفة للفنان من ناحية وللمنتج من ناحية أخرى خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها.
ماريتا والوليد لديهما الموهبة
عديدة هي الألقاب التي لقبك الجمهور بها. ما اللقب الأقرب لقلبك؟
لقب «فارس الغناء العربي» يسعدني جداً ومرتبط بعشقي الأبدي للخيل والفروسية، ولقد منحني الجمهور الحبيب اللقب والحب، وأكيد أنا دائماً في مسؤولية أمام هذا اللقب وهذا الجمهور الحبيب.
ما دورك كأب وفنان عندما قرر ولداك الوليد وماريتا خوض المجال الفني؟
لم أقف حجر عثرة في طريق أبنائي، أنا أولاً وأخيراً إنسان وأب قبل كل شيء، وأولادي أعطيتهم الحرية بمسؤولية وكان شرطي الدراسة أولاً، ثم من كانت لديه الموهبة واختار طريق الفن أعطيه نصائحي كأب وكفنان، والحمد لله ماريتا والوليد لديهما الموهبة بشهادة الجميع وأتمنى لهما كل خير وسعادة.
لك تجربة تمثيلية واحدة وهي مسلسل «العراب» لماذا لم تكررها رغم النجاح الذي حققه المسلسل؟
لم أبتعد عن التمثيل، ولكن تجربتي للتمثيل ثانية مرهونة بالورق والعمل الجيد.
تابعي المزيد: "نوستالجيا".. ماذا قدم النجوم في حفل تريو نايت؟