صاحب صوت دافيْ وموهبة نادرة استطاع من خلالها أن يكون سفيراً لنشر الأغنية السعودية حول العالم متمسكاً بثقافته وموروثه والتي من خلالها تعاون مع كبار الملحنين والمؤلفين ليقدم فناً راقياً يعيش على مدار التاريخ.
هو طلال مداح المطرب والملحن السعودي والذي يعد واحداً من أبرز الفنانين في السعودية والخليج العربي، والذي لم يكتف بالغناء فقط باللهجة السعودية، ولكنه استطاع أن ينتقل بفنه وموهبته إلى آفاق أخرى باللهجة المصرية واللبنانية والتونسية ليساهم في تطوير الأغنية العربية بشكل عام.
النشأة ولقب (المداح)
ولد الفنان طلال بن عبد الله بن أحمد بن جعفر الجابري في 5 أغسطس عام 1940 ولُقب بـ"المداح" نسبة إلى زوج خالته والذي تولى تربيته والاعتناء به، وبدأت معرفة طلال بالغناء والموسيقى من خلال صديق له كان دوماً ما يردد أغاني موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وتأثراً أيضًا بوالده والذي كان عازفاً لآلتي المدروف والسمسمية.
وكانت بدايته مع الفن حينما كان تلميذاً صغيراً وأسندت له المدرسة بأن يكون مقرئاً بالحفلات التي تقيمها لما يتمتع به من عذوبة صوته وموهبته، وكان لديه صديق يعزف على آلة العود مما جعل طلال يشترك معه في ليالي السمر مع أصدقائهم بالغناء.
في الستينيات كانت البداية و بزوغ الموهبة بالسبعينيات
يرى كثيرون من النقاد والمتابعين للحركة الموسيقية بأن فترة الستينيات هي بداية الشهرة الحقيقية للفنان طلال مداح، حيث شهدت تلك الفترة تقديمه عدداً من الأغنيات وبداية مشواره مع التلحين، وبتلك الفترة أيضاً تعاون مع كبار الملحنين في تقديم عدد من الأغنيات مثل، طارق عبد الحكيم و غازي علي وفوزي محسون، وجاء تعاونه الأول مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب والذي لحن لـ طلال أغنية "ماذا أقول".
ومع فترة السبعينيات جاءت الشهرة الفنية الحقيقية من خلال تكوين رباعي فني موسيقي ضم كلاً من طلال مداح وبدر بن عبد المحسن ومحمد عبد الله الفيصل وسراج عمر ليقدموا العديد من الباقات الموسيقية المميزة والتي جاءت ألحانها ما بين سراج عمر وطلال مداح بنفسه، وبالطبع كتب أشعار تلك الأغاني كل من الأمير بدر بن عبد المحسن والأمير محمد عبد الله الفيصل، وكان من أبرز الأغنيات التي قدموها "زمان الصمت، وعد، غربة وليل، هدى خطانا" والعديد من الأغنيات الأخرى والتي كان التلفزيون الفرنسي مهتماً بإذاعتها.
وشهدت تلك الفترة أيضاً بزوغ نجم المطرب طلال مداح على مسارح القاهرة وسط عمالقة الغناء في ذلك الوقت مثل، أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، وحققت بعض الأغنيات نجاحاً في مصر وكان الجمهور يطلبها من خلال حفلاته بالقاهرة مثل "مقادير، أغراب، أنادي، لا تقول وهلي الجدايل".
غياب وعودة بتطور جديد للأغنية
مع بداية فترة الثمانينيات اتجه طلال مداح إلى شكل جديد مع التطور الموسيقي الذي حدث في المنطقة العربية ليقدم عدداً من الأغاني القصيرة مثل، أغنيات "أحبك كثر خطوات الثواني، بسكات" ليبتعد بعد ذلك لفترة عن الساحة الفنية ويعيش بين العاصمة لندن والمغرب لمدة 4 سنوات ليعود مرة أخرى في عام 1985 ليشارك في افتتاح البطولة العربية ويقدم للحضور مواله "زارنا في الظلام.. يطلب سترا"، كما شهدت تلك الفترة تعاونه مع الملحن المصري الدكتور جمال سلامة من خلال أغنية "يا حبيب العمر" والتي لم تطرح للجمهور سوى بعد وفاته.
موسيقى جديدة وتطوير للأغنية السعودية
شهدت فترة التسعينيات تجربة مختلفة ومميزة للمطرب طلال مداح من خلال طرح أغنياته التي اشتهر بها على مدار مشواره الفني والغنائي بتوزيع موسيقي جديد ومعاصر لتلك الفترة، مما جعل الأجيال الجديدة تستمع إليه ويخلق حالة من التواصل الفني معهم مؤكداً على سعيه الدائم الممتد لخمسين عاماً طوال مسيرته الموسيقية في تطوير الأغنية السعودية وتقديمها للإنسانية كافة حول العالم.
الرحيل
وجاءت لحظة رحيل الفنان طلال مداح وسط جمهوره وفنه الذي أعطاهما حياته ومشاعره وأفكاره طوال مسيرته في 11 أغسطس عام 2000 وعلى خشبة المسرح وهو يقدم إحدى حفلاته الغنائية بمدينة أبها في المملكة العربية السعودية بعدما نجح بوضع اسمه بقائمة عظماء ورواد الفن العربي والسعودي بعد عناء مشوار فني امتد لما يقارب الخمسين عاماً، قدم من خلالها باقات من الأعمال الموسيقية التي ظلت خالدة وعالقة بأذهان كل محبيه حول العالم.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي»
وللاطلاع على فيديوجراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي»
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن»