شكوى الآباء من تصرفات أطفالهم أصبحت تقتحم كل مجلس عائلي أو حتى أثناء حديث عابر على الجوال؛ إذ كثيراً ما ينتاب الأهل الشعور بالحرج أمام الضيوف والغرباء بسبب تصرف طفلهم؛ كقيامه بالاعتراض على ما يصدر عن الوالدين أثناء الحديث، أو التلفظ بكلمات غير لائقة، وعدم الانصياع لأوامرهم، وإلا يقوم الطفل بالانبطاح أرضاً وركل القدمين. لهذا كان اللقاء مع الدكتورة منال الشامي، أستاذة تعديل السلوك، وحديث عن خطوات تربوية لضبط سلوك الطفل.. بداية من عمر 3-8 أعوام.
خطوات لضبط سلوك الطفل
- الطفل في عمر ثلاث سنوات يتصرف بعفوية وتلقائية ومن دون أن يشعر بخطأ سلوكه.
- لهذا فإن التعديل يكون بطريقة غير مباشرة من الطُرق المُحببة مع الأطفال الذين لم يتجاوزوا ثلاثة أعوام.
- وذلك من خلال سرد القصص التي تتحدث عن الأطفال الذين يتصرفون بمثالية مع الأهل، ويُطيعون الوالدين.
- وسوف يتأثر الطفل بموضوع القصة وشرح الأم لها، وسوف تظهر نتائج ذلك مع كل سلوك قادم للطفل.
تعرّفي إلى المزيد: نصائح لتعزيز الإنسانية في شخصية طفلك
التحدث مع الطفل "من 5-8 سنوات" بشكلٍ مباشر
- لابد من التحدث مع الطفل من 5-8 سنوات بشكل مباشر.. مع عدم عتاب الأهل له أمام أقرانه في المنزل، أو أمام الأقارب، أو حتى توبيخه أمام الآخرين، ما يزيد من تعميق المشكلة.
- علماً بأن الطفل يجهل في معظم الأحيان سوء ما يقوم به، مما يسبب له ألماً نفسياً حال عقابه، والذي يدفعه للدهشة من رد فعل عائلته، وابتكار المزيد من الأساليب للتنغيص عليهم بسلوك مُزعج.
- لهذا تخيري أيتها الأم اللحظة المناسبة للتحدث مع الطفل بشكلٍ مباشر، وإشعاره بالأمان أثناء ذلك، دون تهديده بالضرب أو تقليل مصروفه، ويمكنك تقديم بعض المقترحات للطفل ليتصرف بشكلٍ صحيح.
تعرّفي إلى المزيد: كيف تتكامل شخصية الطفل؟
إشعار الطفل بالذنب.. بـ"رقة"
- من الطبيعي أن يتأثر الطفل من 3-8 سنوات بعقاب الأم الرقيق له؛ بأن تبتعد عنه قليلاً، تتوقف عن مناداته باسمه المعبر له عن الحب والدلال، أو مساعدته على تناول الطعام، أو احتضانه لبعض الوقت، مع الحرص على عدم قطع الصلة بصورةٍ كاملة أو المبالغة في ذلك، لمجرد إشعاره بالذنب، ولكن مع الطفل من 8-11 عاماً لابد من إشعاره بالذنب والخطأ الذي ارتكبه.. حتى لا يكرر ما فعل مرة ثانية.
البدء في الحل قبل تطور المشكلة
- بعض الأمهات يعتقدن أن سلوكيات الطفل السلبية ستتغير وتتبدل للأفضل.. بمجرد أن يصل إلى عمر أكبر.. وهذا خطأ كبير، وما يحدث هو العكس؛ فكل مرحلةٍ عُمريةٍ لا تمحو ما سبق وتعّود عليه الطفل من سلوكيات.. بل إنها تتراكم، مما يخلق لديه الكثير من المشكلات السلوكية والنفسية أيضاً.
التجاهل وعدم اليأس
- خطوة جديدة.. نفذيها حال استمرار الطفل بتصرفاته غير اللائقة، ولم تنفع معه الحلول السابقة، إذ يتعمد بعض الأطفال التصرف بطريقةٍ ما، من أجل لفت انتباه الأهل ومعاندتهم لا أكثر، لذا على الأهل تفويت الفرصة على الطفل وتجاهله، ومع مرور الوقت سوف يمل ويتوقف من تلقاء نفسه.
- من الضروري مواصلة ضبط سلوك الطفل، ومن دون إحساس باليأس؛ فتربية الأطفال وتوجيه سلوكهم للأفضل تحتاج للكثير من الصبر والمثابرة، والنتائج الإيجابية تستحق العناء.
القدوة والتعزيز الإيجابي ضرورة
- عندما يُعدل الطفل سلوكه السلبي، فمن الجيّد أن يُعززه الأهل بهدية، أو المدح الكلامي، وربما زيادة الاهتمام به في المنزل، مما يشعر الطفل بالثقة والراحة بما يفعل، ويُشجع الأهل أيضاً على مواصلة عملية ضبط سلوك طفلهم، ويُشعرهم بالراحة النفسية أيضاً.
- القدوة الحسنة.. لا يُمكن للوالدين توجيه سلوك الطفل وهم لا يفعلون ما ينادون به؛ لأنّ الطفل ينظر إليهما على أساس أنهما قدوته في الحياة، في مرحلة لا يستطيع التفريق بين السلوك الحسن والسلوك السيئ وحده، لذا من المهم تحسين سلوك الأهل للأفضل.
سد حاجة الطفل العاطفية
- الطفل الذي يشعر بنقص اهتمام الأهل به، كثيراً ما يلجأ للتعبير عن استنكاره بالسلوك السيئ، ولتجنب حصول ذلك؛ يجب إظهار الحب للطفل، والاهتمام به من جميع النواحي، بما فيها المادية؛ كشراء الملابس، أو منحه المصروف بشكلٍ يومي، وشراء الألعاب، والسماح له بالخروج بنزهةٍ مع الأطفال.
- وفي حال كان سلوك الطفل لا يستجيب لتدخلات المدرسة، أو المُجتمع، أو الأهل، فقد يتطلب الأمر مُراجعة الطبيب لتحديد مُسببات سلوك الطفل السيئ ووصف العلاج المُناسب.
متى يصبح سلوك الطفل مُشكلة؟
- سؤال اطرحيه على نفسك: هل سلوك الطفل المُقلق عابر؟ أم أنه مُتكرر ومُستمر بطريقة لا تدل على رغبة أو محاولة الطفل تخطّي هذا السلوك، أو التخلي عنه بالرغم من مُحاولات تقويم السلوك؟!
- سؤال ثانٍ: هل يُمكن السيطرة على طفلك حال حدوث التصرف الخطأ؟ أم أن حدوثه يكون مُتفجِّراً وشديداً، بحيث إن اعتراضه أو محاولة توجيهه.. يُسبب الأذى للطفل أو المُحيطين به؟
- بعض السلوكيات قد تكون طبيعية للأطفال في أعمار مُحددة، إلا أن مُتابعة سلوك الطفل مع تقدُّمه في العمر مُهم لمُلاحظة ما إذا كان هُناك أي داعٍ للتدخل الطبي.
- مع الأخذ بعين الاعتبار أن سلوكيات الطفل قد تكون ناتجة عن أمور أخرى.. مثل الحساسيات، أو مشاكل السمع، أو آثار جانبية نتيجة تغيير الأدوية التي يستخدمها الطفل، والتي قد تؤثر سلباً في سلوك الطفل.
- أو وجود مشاكل في المدرسة بينه وبين زُملائه، أو مشاكل دراسية تشعره بالتوتر والإحراج.. أو حدوث تغيُّرات اجتماعية في حياة الطفل الشخصية: سواء ولادة أخ جديد له، أو المرور بحالة طلاق، أو وفاة أحد أفراد الأسرة، والتي قد تُسبب خللاً في السلوك.
ملاحظة من"سيدتي. نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.