الحب مشاعر، والإنسان من دون مشاعر هو شبه إنسان .
الإنسان ماهو إلا جسد مادي يحتضن هذه المشاعر بكل تناقضاتها ... الخير، الشر، الحب، الكراهية، الغضب، الاطمئنان، الحزن، السعادة، التفاؤل، التشاؤم .
كل هذه الأحاسيس تجعل منك إنساناً، ومن دونها فلا تتخيل أنك إنسان ...
في محيطنا نجد أناساً كثيرين لديهم صعوبة في التعايش مع الآخرين، لأنهم لا ينظرون إلا للجانب السيء منهم، وهنا يظل الشخص رهين أفكاره وقناعاته، وهو كما يفكر يصبح عليه... وللأسف هذا ما أنتج بين البشر ذلك الفكر المتطرف حد الإرهاب، خصوصاً من فئة الشباب الذين يفتقدون للحب في أوساطهم ...
يجب ألا ننظر إلى الناس إلا من زوايا إيجابية لأننا نحن أيضاً لا نخلو من عيوب، ولا يفترض أن نتخذ من أنفسنا قضاة لنصدر أحكاماً عشوائية بحق الغير.
الحب هدية السماء للأرض، ونعمة ورثناها عن أبينا آدم، لذلك ستبقى هذه النعمة العقار الوحيد والفعال لعلاج القلوب والأبدان .
وعن الباحث علي الشرقاوي يخبرنا: "إن جسم الإنسان يحتوي على 14 مساراً للطاقة، وهذه المسارات تسمى بالتشاكرات، وهي منابع للطاقة تستمد أنوارها من طاقة الكون، وتتركها تسبح في الخلايا الكهرومغناطيسية، من هامة الرأس إلى أخمص القدمين، وأي خلل في هذه المسارات يسبب لنا أمراضاً عضوية ونفسية، لأن الإنسان صاحب التفكير السلبي، هو المعرض أكثر من غيره لانسداد مسارات الطاقة، فيتحول إلى مرتع للأمراض" .
الحب وكما أسلفت: هو تلك الطاقة الكونية الأعلى بعد الطاقة الإلهية النورانية، هو يغني الإنسان عن كل ماليس حباً... فهذه الكلمة من حرفين سهلة في النطق، لكنها قادرة على تغيير خريطة الكون، وتصحيح ملامح هذا العالم الذي غدا مشوهاً .
الحب هو شيفرة السعادة الصادقة.. الحب هو أن تنشر السلام أينما ذهبت من دون شرط.. الحب هو ذلك المطلق واللامشروط .
وهنا تجدر الإشارة إلى أن كل الملل والنحل والأديان تدعو للحب، فعن الله تبارك وتعالى روى نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم): " قال اللهُ تعالى: وَجَبَتْ محبتي للمُتَحابِّينَ فِيَّ، والمتجالسين فِيَّ، والمتزاورين فِيَّ، والمتباذِلين فِيَّ".
ومن أهم وصايا المسيح عليه السلام: "أحبوا بعضكم بعضاً".
فلا توجد قيمة للحياة التي نعيشها من دون وجود الحب بين الناس ...
علموا أبناءكم الحب، من دون رشوة ولا جائزة ولا تقدير ...
أبعدوهم وهم صغار عن كل مشاهد العنف في الواقع وفي التلفزيون، لأنهم يتأقلمون مع القواعد والأنظمة والمحيط ...
فالتربية على الحب هي من أجود أنواع التربية، نتائجها مضمونة وثمارها ملموسة ...
دمتم على حب.