المنتدى السعودي للإعلام في نسخته الثانية يواصل بحث التحديات والفرص

شهدت العاصمة السعودية انطلاق فعاليات النسخة الثانية من المنتدى السعودي للإعلام، الذي يناقش دور التحول الرقمي في صناعة الإعلام إلى جانب استعراض التجارب الدولية الناجحة والاستفادة من تبادل الخبرات والأفكار مسلطاً الضوء على الرياض بوصفها عاصمة للإعلام العربي.

تطوير الإنسان وبناء القدرات

في بداية اليوم الأول من المنتدى كانت كلمة للرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون ورئيس المنتدى السعودي للإعلام محمد بن فهد الحارثي، قال فيها: «تتباهى العاصمة الرياض كل يوم بقصة إنجاز بموعد انطلاق وعجلة نمو لا تتوقف، حراك ليس في الرياض وحدها، بل هو حراك تنموي ضخم يشمل جميع أنحاء دولتنا الغالية ولا يقف عند حدود الشوارع والمباني والمجسمات، بل يصل مداه إلى جوهر مشروع رؤية 2030، وهو تطوير الإنسان وبناء القدرات واستثمار المكتسبات».
وتابع: «نستطيع من خلال هذه المنتديات أن ننتقل بالإعلام نقلة نوعية، طموحات القيادة والمسؤولين كبيرة ونحن نحاول أن نصل إلى هذه الطموحات التي تندرج تحت رؤية 2030 التي يقودها عراب الرؤية الأمير محمد بن سلمان تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله».
وأشار إلى أن: «كل من أتى إلى الرياض وشاهد كل هذا الحراك وهذه المنتديات وهذه المشاريع يعرف إلى أين نحن ذاهبون وما تحمل لنا هذه الرؤية من خير وفير بإذن الله».

نحن أصحاب حلم

بعدها كانت جلسة حوارية خاصة مع الأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود وزير الطاقة السعودي، حاورته فيها الإعلامية وئام الدخيل، وتحدث فيها عن علاقته بالإعلام والإعلاميين معتبراً أنها علاقة ليست جديدة، وأنها تضمنت تجارب طويلة وكثيرة منها ما هو مميز ومنها ما هو سيئ قائلاً: «في بداياتي كنت متفاعلاً مع الإعلام بأشكاله المتعددة، ومعروف أن الإعلام تتعدد فيه الآراء، وعلى الإنسان أن يكون لديه تقبل للاختلاف». وحين سألته الدخيل عن إنجازات الوزارة قال: «أحزن كثيراً عندما أرى أي وزير يمثل المملكة العربية السعودية يعتبر أنه الوزير المهم والقائد المحنك، ونفس الأنا تتضخم لديه، فكل واحد منا يجب ألا ينسى أبداً أنه يمثل هذه الدولة، ولولا تمثيله لهذه الدولة لم يكن له أي قيمة».
وتطرق وزير الطاقة إلى تمكين المرأة والشباب في وزارة الطاقة قائلاً: «عندما أصبحت وزيراً عام 2019 كان لدينا 6 موظفات في غرفة معزولة، واليوم وصلنا إلى 388 موظفة، وهذا يشعرني بالفخر».
وختم الأمير جلسته بكلمة بمناسبة يوم التأسيس قال فيها: «بالنسبة لنا يوم التأسيس ليس مجرد إجازة، إنما يوم نستذكر فيه من كان لهم طموح بإنشاء دولة تحقق لهم عيشاً آمناً فيه عزة وكرامة». وأضاف: «نحن أصحاب حلم ونملك الإرادة والحماسة والقدرات والجدية والثقة بأنفسنا لنكون قادرين على تحقيقه».

إعلام يواكب الإنجازات

كذلك تضمن اليوم الأول من المنتدى جلسة حوارية مع المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح وزير الاستثمار، حاوره فيها الكاتب والمحلل الاقتصادي طلعت زكي حافظ، وقال فيها الفالح: «رؤية المملكة 2030 التي أُطلقت في 2016 قبل الجائحة والأزمات العالمية، استمرت بالوجهة نفسها والبوصلة نفسها، وبثبات سياسي وثبات اقتصادي، وثبات القيادة على مستوى المملكة وعلى المستويين الإقليمي والعالمي، بشكل نال إعجاب العالم كله». وشدد الوزير على «أهمية أن يواكب الإعلام السعودي الإنجازات الكبرى التي تحققها البلاد».

مسار تقني

من جهته قال الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي وزير الإعلام المكلف في كلمة تحدث فيها عن تغير قطاع الإعلام «إن الاعلام كان دائماً مركزياً وذا اتجاه واحد، اليوم بات الإعلام لا مركزياً، وكل منا هو وسيلة إعلام متنقلة بالصوت والصورة وبمحتوى تواصلي، وهذا يغير نمط الإعلام، من دون أن ننسى أيضاً جائحة كورونا التي غيرت العالم كله، ومن ضمنها أنماط العمل، وعجلت في استخدام المسار التقني».

إمكانيات الإعلام السعودي

«سيدتي» كانت حاضرة منذ انطلاق اليوم الأول من المنتدى، وكانت لها لقاءات مع عدد من الإعلاميين والإعلاميات والشخصيات الحاضرة في المنتدى.
الإعلامية السعودية سميرة مدني أكدت أن هذا النوع من الأحداث ينقل للعالم صورة عن قوة الإعلام السعودي وإمكانياته وأضافت: «منتدى الإعلام السعودي هو حدث مهم جداً، فأن تكون لدينا هذه الإمكانيات ونستضيف الإعلام الخارجي في مملكتنا الحبيبة؛ فهذا يدل على قوة الاعلام السعودي». وأضافت: «نحن بحاجة إلى الإضاءة على جوانب كثيرة ليتحدث عنها الاعلام الخارجي الذي يتحدث عن السعودية بشكل غير واضح، لكن هذا النوع من المنتديات يتحدث عن الإمكانيات الموجودة في الإعلام السعودي وكيفية نقل الصورة والحدث خارج مملكتنا الحبيبة».
كذلك وجهت كلمة بمناسبة يوم التأسيس قائلة: «هذا يوم استكمال رسالة قادتنا والمشاركة في تحقيق رؤية 2030».

ثقة الدولة والمؤسسات بقدرات المرأة

ومن ضمن المشاركات في الجلسات الحوارية للمنتدى عهدية أحمد الرئيس السابق لجمعية الصحفيين البحرينية التي قالت: «الإعلام سلطة رابعة تصنع دولة؛ لأنها الصوت الوطني الشريف، الصوت والقلم اللذان يدافعان عن أمن ومكتسبات الوطن، وهذه مسؤولية كبيرة». وأضافت: «نحن في دول جميلة تتطور يومياً، وبناء الأوطان من أغلى وأثمن المسؤوليات التي يحملها أي إنسان، والإعلامي له دور مهم جداً في هذه العملية».
وتابعت: «أنا موجودة في هذا القطاع من 30 سنة، وأنا راضية جداً بوجود المرأة وحضورها في القطاع الإعلامي والصحفي، العدد كبير، وهذا يدل على ثقة الدولة والمؤسسات بقدرات المرأة، لكنني أتمنى وجود نساء أكثر في المناصب القيادية؛ لأن هذه المناصب تساعد في خلق المحتوى الاعلامي». وأشارت عهدية أحمد إلى أن «المرأة التي ربت أجيالاً وبنت مجتمعات وأوطاناً، قادرة على صناعة محتوى مميز يسهم في البناء»، وأضافت: «المرأة في دول الخليج مدعومة من الدولة؛ لذلك يجب أن تُدعم من زملائها وزميلاتها وبيئة عملها، فالمرأة إذا صعدت أخذت الجميع معها بفعل طبيعتها بوصفها أماً، فليس لديها سمة الأنانية».
ورداً عن سؤال عن المعوقات قالت: «في هذا القطاع لا توجد معوقات، الأمر الوحيد المطلوب هو دعم الرجل والمرأة للمرأة، من دون الخوف من حضورها. نحن في دولة تعيننا بأعلى المناصب بوصفنا وزيرات وسفيرات وغير ذلك، لكن في مجال الإعلام ما زلنا نطمح بالوصول إلى منصب رئيسات تحرير، وهذه المسؤولية تقع على عاتق المؤسسات، والقائمون على هذه المؤسسات هم العائق».

إثراء للحوار ما بين الإعلاميين وإثراء للمهنة

من جهته وجه الإعلامي المصري معتز الدمرداش تحية للقائمين على المنتدى الذي شارك فيه أيضاً ضمن نسخته الأولى، معتبراً أن المنتدى يمثل نوعاً من أنواع الحراك الإعلامي الذي تشهده المملكة والعالم العربي هذه الفترة الأخيرة، وأضاف: «جلسات المنتدى بغض النظر إذا ما كانت تحدث فارقاً أو لا، لكن الموضوعات المطروحة فيها تشكل إثراءً للحوار ما بين الإعلاميين وإثراء للمهنة التي نتشرف بمزاولتها منذ أكثر من 30 سنة، وتسهم في أن نتواصل مع بعضنا بعضاً بوصفنا زملاء للمهنة لمناقشة التحديات والتقنيات الحديثة ومستقبل الاعلام التقليدي».
وتحدث الدمرداش عن جلسة تمكين القيادات النسائية مشيراً إلى أنه من ضمن الموضوعات التي تناقش ضمن المنتدى «دور المرأة في منظومة الإعلام العربي وتمكينها من الانتقال من دور المتفرج إلى دور القيادة وأخذ هذه المهنة إلى الأمام جنباً إلى جنب مع الرجل».

يُذكر أن النسخة الأولى من المنتدى السعودي للإعلام أُقيمت في عام 2019، ويواصل في دورته الجديدة بحث التحديات والفرص في صناعة الإعلام تحت عنوان «الإعلام في عالم يتشكل». وتزامناً مع المنتدى؛ فتحت جائزة المنتدى السعودي للإعلام أبوابها للمتنافسين من الإعلاميين في الصحافة والتلفزيون والإعلام الرقمي، كما تكرم الشخصيات الإعلامية البارزة التي خدمت الإعلامين السعودي والعربي.

اقرأ المزيد : المنتدى السعودي للإعلام يناقش تحديات جيل الإعلام الجديد في يومه الأول