تهتمُّ كثيراً في عملها بمجال الأزياء بإبراز الهوية السعودية، وتجسيد الموروث الوطني العريق من خلال الدمج بين الماضي والحاضر. تحرص على تطوير النقوش والزخارف التراثية، وتقديمها بحلةٍ جديدة، وتستهدف إيصال تراث بلادها في الأزياء إلى العالم أجمع عبر اعتماد أفكارٍ مميزةٍ وفريدة، وتواكب الموضة. المصممة مشاعل الدريعي في حوارها مع "سيدتي" تحدَّثت عن تصاميمها الجديدة المخصَّصة لكأس السعودية و"يوم التأسيس"، كما كشفت عن سر تميُّز أزيائها.
بدايةً، كيف تستعدين لكأس السعودية، وما رأيكِ في المناسبة؟
تهتمُّ هيئة الأزياء، تحت مظلة وزارة الثقافة، في مثل هذه المناسبات بتوجيه الدعوة للمصممين والمصممات السعوديين للمشاركة فيها، وتقديم إبداعاتهم أمام الجمهور، وهذا ما رأيناه في برنامج "100 براند سعودي"، حيث تمَّ عمل مفاضلةٍ لاختيار الأفضل بين التصاميم المقدَّمة، والحمد لله نلت شرف المشاركة بتصاميمي في المعرض، الذي جرى في مقر الاحتفال بكأس السعودية لسباقات الخيل، وأرى في الحدث واجهةً للاطلاع على الثقافة السعودية وتراثها العريق، ووسيلةً لتوصيل رسالتنا في الأزياء للعالم كله.
حدِّثينا عن تفاصيل تصاميمكِ الجديدة التي ستشاركين بها في الفعالية؟
أشارك بـ "عقال الملك عبدالعزيز" المقصَّب، الذي دمجت به بين عددٍ من الخيوط، واعتمدت فيه قواماً مماثلاً لشكل الحبل، لكنني غيَّرت في الألوان والحجم ليناسب الأزياء، ويكون مريحاً وعملياً أثناء اللبس، كذلك استوحيت من روح الدرعية "سبالة موضي الخيرية"، أو "سبيل موضي"، وهو نزلٌ، أو رباطٌ لطلاب العلم وعابري السبيل من الحجاج والمسافرين، ويقدم خدماته للجميع بالمجان، وبنيته وفاءً لموضي بنت أبي وهطان الكثيرية، زوجة الإمام محمد بن سعود وأول امرأةٍ سعوديةٍ يُفصح عن اسمها رسمياً بفضل دورها التاريخي الفريد. أيضاً اخترت قطعةً، استلهمتها من قصر الطريف، الذي بناه الإمام عبدالعزيز بن محمد، وجعله وقفاً تعليمياً لوالدته موضي بنت سلطان، ومكاناً لمبيت المتعلمين، واخترته لما له من أثرٍ إنساني وإسلامي كبيرٍ بمساعدة الفقراء والمحتاجين وطلاب العلم، وهذا من شيمنا العربية، إذ نشتهر بالكرم والجود.
في رأيكِ، ما أهمية تسليط الضوء على تراثنا في الأزياء في مثل هذه المناسبات؟
اهتمَّت حكومتنا الرشيدة، بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بالجانب التراثي في الأزياء، لذا نشهد حرصاً على تسليط الضوء على الأزياء الشعبية، فهي من الإرث التاريخي والحضاري لبلادنا، الذي نفتخر ونعتز به، كما أن الأزياء بمنزلة السفير للدولة في الخارج، والمملكة العربية السعودية تمتاز بأزيائها التراثية المختلفة حسب مناطقها، وهناك اهتمامٌ بالتعريف بها، لأن الموروث الشعبي جزءٌ مهمٌّ من تاريخ وثقافة الشعوب، والوعاء الذي تستمدُّ منه تقاليدها وقيمها الأصيلة، ولغتها وأفكارها، وأسلوب حياتها الذي يعبِّر عن ثقافتها وهويتها الوطنية، كما أنه جسر التواصل بين الأجيال، وإحدى الركائز الأساسية في عملية التنمية والتطوير والبناء، والمكوِّن الأساس في صياغة الشخصية وبلورة الهوية الوطنية.
كم تستغرقين من الوقت لإعداد مجموعةٍ ما والانتهاء منها؟
استغرق استلهام فكرة هذه المجموعة، وتحويلها إلى تصميمٍ، وتحديد الخامات والأدوات والألوان نحو شهرين، وبعد ترشيحنا لتنفيذها على أرض الواقع، أخذنا ثلاثة أسابيع أيضاً لتجهيزها للعرض.
كيف ستستقبل علامتكِ التجارية ذكرى "يوم التأسيس"؟
في علامتنا التجارية "إيفوري فاشن Ivorifashion" سنستقبل هذه الذكرى الغالية على قلوبنا جميعاً بكل فخرٍ واعتزازٍ، وقد صمَّمت عدداً من القطع بما يليق بهذه المناسبة الوطنية، واخترت عدداً كبيراً من المشاهير لإيصال رسالتنا فيها، والتأكيد على اعتزازناً بهويتنا وموروثنا العريق عبر دمج الماضي بالحاضر، وتطوير نقوشٍ وزخارف تراثية بحلةٍ جديدة.
كيف اخترتِ الألوان والأدوات في تصاميمكِ الجديدة؟
استوحيت الألوان الطبيعية من ألوان المباني في الدرعية، والأبواب الخشبية، ولباس الإمام عبدالله بن سعود، حيث دمجت بين اللون العنابي والأخضر العشبي والبيج والأسود الملكي، واستخدمت أفضل أنواع الأقمشة، خاصةً تلك التي تتميَّز بالاستدامة، والشبك المصنوع بخيوطٍ مشابهةٍ لخيوط العقال السعودي.
أي الألوان تلفت نظركِ في البيئة السعودية؟
تعجبني ألوان الطبيعة الخلَّابة، والألوان الهادئة.
ماذا يعجبكِ في التصاميم التراثية السعودية؟
أحبُّ في تصاميمنا التراثية الاحتشام، والأناقة، والرقي.
تصاميمكِ، بماذا تتميَّز عن غيرها؟
تتميَّز بالإبداع، وعمق الفكرة مع البساطة، وتوحي إلى قصةٍ ما، وتعبِّر عن شخصيةٍ ملهمة، كما أحرص في كل كولكشن على التعبير عن المرأة القوية والمستقلة والملهمة التي تظهر بكامل أنوثتها، وتجمع بين الرقة والقوة.
ما الدور الذي تؤديه هيئة الأزياء لرفع مستوى هذه الصناعة في السعودية؟
تحرص هيئة الأزياء على جودة مخرجات قطاع الأزياء في السعودية، وتنظيمه وتطويره، والنهوض بمقوماته، ودعم ممارسيه، كما تعمل على بناء استراتيجيةٍ جديدةٍ للقطاع، سعياً منها لتعزيزه وتحسينه، مع اقتراح مشروعاتٍ من شأنها رفع مستوى صناعة الأزياء في البلاد لتضاهي أفضل العلامات التجارية العالمية، وهذا تطورٌ مبشِّرٌ، ويؤكد أن مستقبل قطاع الأزياء في السعودية واعدٌ، وكل الشكر والتقدير لحكومتنا الرشيدة على الدعم اللامتناهي المقدَّم لجميع القطاعات، خاصةً الأزياء عبر الهيئة، التي تهدف إلى إبراز مواهب وإبداعات المصممين والمصممات السعوديين، وتمكينهم للوصول إلى العالمية، وبإذن الله سنرفع اسم بلادنا عالياً، ونحتل المرتبة الأولى في هذه الصناعة، فهذا هو العصر الذهبي لقطاع الأزياء السعودية، وأنصح كل مَن لديها شغفٌ بالمجال بأن تستفيد من الفرصة، وتبرز موهبتها.
ما مشروعاتكِ وخططكِ المستقبلية؟
الحمد لله أنهيت برنامج تدريب المدربين لإدارة أعمال الأزياء الفاخرة، وجاء بين السعودية وفرنسا، وأتجهز لإكمال مسيرة التعليم ونيل شهادة الماجستير في مجال إدارة أعمال الأزياء، وتحقيق حلمي بإنشاء أكبر أكاديمية للأزياء تنتهي بالتوظيف لبنات وطني العزيز. ان كنت مهتمة بمعرفة المزيد عن دمج التراث بالأزياء السعودية فيمكنك ان تشاهدي سجى اليوسف: التراث السعودي متفرد وأسعى لإبرازه في تصاميمي