يستعد السعوديون للاحتفاء بـ"يوم العلم" الأسبوع المقبل، وذلك بعدما صدر أمر ملكي، يوم أمس الأربعاء 1 مارس 2023 الموافق 9 شعبان 1444هـ، بأن يكون يوم 11 مارس من كل عام يوماً خاصاً بالعلم، باسم "يوم العلم".
قيمة العلم
ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية، يأتي هذا الأمر الملكي انطلاقاً من قيمة العلم الوطني الممتدة عبر تاريخ الدولة السعودية منذ تأسيسها في عام 1139هـ الموافق 1727م، الذي يرمز بشهادة التوحيد التي تتوسطه إلى رسالة السلام والإسلام التي قامت عليها هذه الدولة المباركة ويرمز بالسيف إلى القوة والأنفة وعلو الحكمة والمكانة، وعلى مدى نحو ثلاثة قرون كان هذا العلم شاهداً على حملات توحيد البلاد التي خاضتها الدولة السعودية، واتخذ منه مواطنو ومواطنات هذا الوطن راية للعز شامخة لا تُنكّس، وإيماناً بما يشكله العلم من أهمية بالغة بوصفه مظهراً من مظاهر الدولة وقوتها وسيادتها ورمزاً للتلاحم والائتلاف والوحدة الوطنية.
شكل العلم في المملكة العربية السعودية
العلم الوطني للمملكة العربية السعودية مستطيل الشكل، عرضه يساوي ثلثي طوله، لونه أخضر ممتد من السارية إلى نهاية العلم، تتوسّطه الشهادة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" وسيف مسلول تحتها ومواز لها، تتجه قبضته إلى القسم الأدنى من العلم، وترسم الشهادة والسيف باللون الأبيض وبصورة واضحة من الجانبين.
مساحة رسم الشهادة والسيف تساوي: "عرضاً مسافة عرض القسمين الأعلى والأدنى من العلم، وطولاً، مسافة عرض القسمين الأيمن والأيسر من العلم".
وترسم الشهادة بخط الثلث وقاعدة في منتصف مسافة عرض رسم الشهادة والسيف، ويرسم السيف بطول يساوي أرباع طول رسم الشهادة وعلى مسافة متساوية من الجانبين.
العلم الذي لا يُنكَّس
يتميز العلم السعودي بأنه الوحيد في العالم الذي لا يُنكَّس أو ينزل إلى نصف السارية في الحداد أو الكوارث والأحداث الكبيرة التي تعبر عن موقف الدولة والمراسم الدولية، وتحظر ملامسته للأرض والماء النجس والدخول به إلى أماكن غير طاهرة أو الجلوس عليه، لما يحمله من دلالة دينية بإضافة كلمة التوحيد الإسلامية إليه، والسيف العربي الذي يرمز إلى الوطنية.
ويُعدُّ يوم 27 ذي الحجة 1355هـ الموافق 11 مارس 1937م، هو اليوم الذي أقر فيه الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ العلم بشكله الذي نراه اليوم يرفرف بدلالاته العظيمة التي تشير إلى التوحيد والعدل والقوة والنماء والرخاء.
تابعي المزيد: مراحل تطور العلم السعودي
قصة العلم السعودي
العلم السعودي الحالي متوارث من الراية التي كان يحملها حكام آل سعود حين كانوا ينشرون الدعوة ويوسِّعون مناطق نفوذهم إبان الدولة السعودية الأولى، إذ تؤكد المراجع التاريخية أن الراية كانت آنذاك خضراء مشغولة من الخزّ "النسيج" والإبريسم "أجود أنواع الحرير مكتوب عليها "لا إله إلا الله"، والعلم السعودي اليوم هو نفس الراية والبيرق الذي كان يحمله جند الدولتين السعودية الأولى والثانية منذ نشأتها.
في عام 1750، بدأت قصة العلم السعودي، عندما كان يُطلق على المملكة العربية السعودية وقتها إمارة الدرعيّة، وكان العلم مستطيل الشكل وذا قاعدة خضراء داكنة يتوسّطه شكل هلال مرسوم باللون الأبيض، وظل العلم على هذا الشكل بين الأعوام من 1750 إلى 1818م.
وتطوَّر شكل العلم بعد ذلك عندما بدأت رحلة الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- إلى نجد عام 1902م، استطاع حينها السيطرة عليها وضمَّها للبلاد، ووضع بعض التعديلات على شكل العلم، فأزال رسم الهلال مستبدلاً إياه بكلمة لا إله إلا الله، وبقي العلم على هذه الحال لنهاية عام 1921م.
وفي الفترة بين 1921 و1926م، ضمَّ الملك عبدالعزيز مزيداً من المقاطعات لإمارة نجد، وصار يُطلق عليها اسم مملكة نجد، وقتها تغيَّر العلم بعد أن كتبت كلمة "لا إله إلا الله" بخط أكبر على المساحة الخضراء، وأصبح الجزء الأبيض الطولي موجوداً إلى يمين العلم، كما أضيفت علامة السيف باللون الأبيض أسفل كلمة التوحيد.
ومع توسيع أطراف المملكة لتشمل منطقةَ الحجاز كاملة، شهد شكل العلم تغييراً جديداً، فأزيلت علامة السيف، وأُحيطت الراية الخضراء باللون الأبيض وتتوسّطها كلمة التوحيد باللون الأبيض.
كما طرأت تغيراتٌ جديدةٌ على العلم بعد انتهاء توحيد البلاد في الفترة بين الأعوام 1932- 1973م، إذ صارت أرضية العلم خضراء بالكامل، وكُتبت عليها علامة التوحيد بخطٍّ أبيض كبير، ووضعت تحتها علامة السيف، والذي اتصلت نهايته ببداية كلمة التوحيد.
وفي عهد الملك فيصل عام 1973م حصلت أيضاً بعض التغييرات الطفيفة على شكل العلم، وهو لا يزال الرسم المعتمد للمملكة إلى وقتنا الحاليّ.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر