التقى جورج قزي وأسعد أسطا في معهد إسمود بيروت عام 2004، وشكلا رابطة وثيقة ورؤية فنية موحّدة. صعد نجمهما بسرعة، وبعد التخرّج في صدارة فئتهما، لفت عملهما انتباه إيلي صعب، الذي عرض عليهما تدريباً داخلياً في استوديو التصميم الخاص به، قبل أن يعيّنهما مصمّمين مساعدين له. وفي عام 2010، أطلق الثنائي داراً تحمل اسميهما قزي وأسطا Azzi & Osta، واشتهرت بالأزياء الراقية وفساتين العرائس والملابس الجاهزة، وسرعان ما اكتسبت سمعة طيبة كعلامة تجارية في جميع أنحاء العالم. في لقائهما مع «سيدتي»، نطلع معاً على أبرز ما يحدّد أطر علامتهما، وعن جديدهما لربيع 2023.
منذ البداية وحتى اليوم، ما الذي تغيّر في علامة قزي وأسطا؟
لقد تطورت العلامة التجارية كثيراً منذ البداية، من خلال تأسيسنا توقيعاً معترفاً به. كما نما وجودنا في عالم الأزياء الراقية دولياً، وبتنا علامة مرغوبة لدى المشاهير، ووسّعنا نطاق عرض العلامة التجارية ليصبح لدينا مجموعات جاهزة للارتداء. خضعت العلامة لتغييرات هيكلية كبيرة، وكان نمونا أساسياً في عدة اتجاهات.
هل واجهتما صعوبة في إطلاق دار للأزياء الراقية؟
لا شك في أنّ تأسيس علامة تجارية خاصة، وجعلها متميزة عن غيرها، مع طابع خاص وبصمات فريدة، هو تحدٍ كبير بحد ذاته. إلا أننا نجعل من هذا التحدي الهدف الرئيسي الواجب التغلب عليه.
كيف تصفان مشهد الموضة في العالم العربي؟
مشهد الموضة في العالم العربي منفتح على الحداثة، والتغيير هو الذي يجعله أحد المشاهد الرائدة في عصرنا.
تابعي المزيد: المصمم جان-لويس صبجي: في أزيائي صور ظلية دائمة التغيّر
بصمة واضحة
لكل مصمم بصمته الخاصة. هل هناك بصمتان أم بصمة واحدة في دار قزي وأسطا؟
تشتهر دار قزي وأسطا ببصمة واضحة، ألا وهي براعة التلاعب بالأقمشة واعتماد الأسلوب غير التقليدي في التطريز.
أدخلانا في تفاصيل المجموعة الجديدة.
تتوجه فكرة تشكيلتنا لربيع وصيف 2023 نحو المستقبل، إلى المرِيخ.. لكنّ كل ما فيها يتقيّد بجاذبية الأرض. فنحن نريد أن تشعر امرأتنا بأنها غريبة في عالم جديد، لهذا حرصنا أن لا نحرمها من الأناقة الرفيعة التي عوّدناها عليها. أناقة تمنحها ثقة عالية، وتكون بمثابة صمّام أمان لها في هذه الرحلة الغامضة. من هذا المنظور، جاءت تشكيلتنا بتصاميم هندسية فنية، ذات أحجام متنوعة، ورومانسية شاعرية، تتجسّد في الخطوط الأنثوية والألوان المثيرة.
لا ننكر أن هذه الرحلة نحو المستقبل غذّت شغفنا المعهود بكل ما يتعلق بالاستكشاف والبحث. والنتيجة كانت ولادة تقنيات جديدة في التطريز والشك، وإدخال ألوان النيون ومواد جديدة. استوحينا من النجوم والقمر والمريخ والكواكب، الألوان المعدنية ودرجات النيون. خيوط ذهبية وفضّية تغلغلت في الصميم، إضافة إلى خطوط بتفاصيل هندسية تستحضر حفل الميتروبوليتان بكل مبالغاته الإبداعية والفنية. اللغة التي استعملناها ليست مباشرة وباردة كما هي الصور التي رسختها أفلام الخيال العلمي في مخيلتنا، بقدر ما هي شاعرية ومفعمة برومانسية ترقص على نغمات دافئة. لكن هذا لا يعني أننا تجاهلنا طبيعة الوجهة، فهناك لمسات مستقبلية خفيفة تتخلل هذه الإطلالات، تمثلت عموماً في ألوان قوس القزح، بعضها بدرجات النيون والمعادن، كما لو أن إشعاعات فلكية عكست أضواءها عليها، وهي تمرّ عبر الكواكب. إلى جانب ألوان الأخضر والبنفسجي والأصفر والمرجاني والذهبي والفضي، استعملنا ترصيعات بأحجار الكريستال لتعزيز عنصر البريق، وتطريزات ثلاثية الأبعاد لتعزيز مظهر الفخامة. واللافت هذه المرة أن القفازات كان لها حضور قوي في هذه التشكيلة. صحيح أنها من الإكسسوارات الأساسية في حفلات الأوبرا عموماً، إلا أنّ تأثيرها هنا كان ساحراً من ناحية أنها رسّخت صورة الجمال والأناقة في أرقى حالاتهما، كما شكلت خيطاً مثيراً بين الماضي والحاضر والمستقبل.
هل يتوجب على المصمّم الموازنة دوماً بين تطلعات الزبون والحقيقة؟
نحرص على إطلاع كل زبونة على مختلف مراحل التصميم، بحيث تكون على دراية تامة بكل تفصيل في القطعة التي اختارتها، ولهذا السبب ننجح في الموازنة بين توقعات الزبونة والحقيقة التي يمكن تنفيذها.
ما الذي يميّز تصاميمكما عن غيرها؟
يمكن التعرف على تصاميم قزي وأسطا من خلال الأسلوب المعاصر في التعاطي مع الأقمشة، إضافة طبعاً إلى الكشاكش والتطريزات التي ننجزها بطريقة لا مثيل لها على الإطلاق.
ما هي الأٌقمشة المفضلة لديكما للعمل بها؟
نحب العمل مع الأورجانزا، وكذلك تجربة المواد الجديدة، سواء في التصميم أو التطريز.. فنحن نتمتع برؤية عميقة لما يمكن أن تقدمه مادة معينة بطرق مختلفة.
هل تفضلان الأسلوب الكلاسيكي أم العصري؟
نحب التصاميم الخالدة، أي التي تجمع ما بين الحداثة والطابع الكلاسيكي - هذا هو توقيعنا. إنه يثير المشاعر.
الفضاء
من أين تستوحيان مجموعاتكما؟
من محيطنا، يمكن أن يكون مصدر الوحي، الفنون أو التاريخ، أو مثل مجموعتنا الحالية سحر الحياة في الفضاء.
هل تلهمكما جذوركما العربية؟
بالطبع، تعد جذورنا دائماً أساساً لكيفية تصورنا لعمق اللون والقطع والمواد بثراء مثل جذورنا.
هل تستلهمان من السفر؟
دائماً وكثيراً.
ما هي الكتب المفضلة لديكما؟
هي كتب عدة، يعتمد ذلك على حالات ذهنية مختلفة.
تابعي المزيد: المصممة إحسان غيلان: قفاطيني تواكب العصر مع احتفاظها بالهوية التقليدية
شهيرات
من هي أيقونة قزي وأسطا؟
شخصيات تاريخية، تركت بصمة أبدية في عالم الفن والتعبير.
ولكن لطالما كانت الممثلة تيلدا سوينتون مصدر إلهام، وتحديداً في هذه المجموعة.
من هي الشخصية المشهورة التي تتمنّيان أن تختار تصاميمكما يوماً ما؟
هناك الكثير من الشخصيات اللواتي اخترن تصاميم قزي وأسطا، وهذا أمر يشرّفنا من دون شك. ونأمل في أن تختار شخصيات أخرى من تصاميمنا، مثل أمل كلوني وكايت بلانشيت ولايدي غاغا، وغيرهنّ من النساء الرائدات في العالم والشرق الأوسط.
من هو المصمم المفضل لديكما؟
نحن نحب تاريخ التصميم الذي مرّت به كل علامة تجارية تاريخية.
من هي امرأة قزي وأسطا؟
هي كل امرأة مبدعة في جوهرها، امرأة منجِزات، نموذج يحتذى به، امرأة تفخر بالإنسانية. هي من عشاق الجوهر الفاخر، وقيّمة على المعارض الفنية، وبسيطة تستمتع بتفرّدها، وتقدّر تراثها وتحتضن مستقبلها، إنها امرأة لها صوت ينير الغرفة بكلماتها، بالإضافة إلى أناقتها.
كيف تعكسان أسلوب المرأة العربية من خلال تصاميمكما؟
المرأة العربية عصرية، قيّمة، تقدر المهارة، وتولي أهمية لإحداث انطباع دائم بصوتها وحضورها، وهذا ينعكس في إبداعاتنا.
تسويق ومبيع
هل تعتمدان على وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق لعلامتكما؟
وسائل التواصل الاجتماعي هي تمثيل لأي علامة تجارية للتواصل العالمي.
أين يمكن أن نجد تصاميمكما؟
بالنسبة إلى الأزياء الراقية، يقع مقرّ صالة العرض في بيروت، ولكن لدينا خطط مستقبلية لامتلاك قاعدة ثانية في باريس. وفي الوقت نفسه، نحن نعمل مع العملاء في جميع أنحاء العالم، ولدينا موارد في معظم المدن لتلبية احتياجات العملاء بشكل مريح.
أما لخط الملابس الجاهزة، فهي متوفرّة لدى تجار التجزئة الرئيسيين في جميع أنحاء العالم.
ما هي مشاريعكما المستقبلية؟
نطلق خط فساتين الزفاف الجاهز للارتداء هذا العام، وهي خطة كانت قيد الإعداد منذ فترة - ونحن متحمسان جداً لذلك. كما نتطلع أيضاً إلى توسيع صالة العرض جغرافياً في باريس.
تابعي المزيد: المصممة ليلى موسى: أستمتع بتصميم الثوب النجدي بأسلوب معاصر