أكد "الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي" عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، نجاح مشروعات الغذاء المتنوعة التي اعتمدتها الإمارة في مناطقها المختلفة، واستمرار تطورها ورفدها عبر المراحل المقبلة، مما يجعلها متكاملة في جوانب الأمن الغذائي من المنتجات الزراعية والحيوانية، لتأمين احتياجات الإمارة من القمح والألبان وغيرها، وأشار إلى أنّ القمح المنتج في الشارقة من أجود الأنواع في العالم لاحتوائه على أعلى نسبة من البروتين، وخلوه من أية مواد كيميائية أو أسمدة وغيرها من المواد الضارة على صحة الإنسان.
حصاد المرحلة الأولى
وبحسب مكتب الشارقة الإعلامي فإنه وخلال كلمة ألقاها يوم أمس الاثنين الموافق 20 مارس في حفل حصاد المرحلة الأولى لمزرعة القمح "سبع سنابل" في منطقة مليحة بارك حاكم الشارقة حصاد المزرعة في مرحلتها الأولى، وتناول تاريخ الزراعة في المنطقة، وعودتها بكل فخر مرة أخرى إلى أرضها ومكانها الأول، وقال "القاسمي":" هذا يوم سعيد لدولة الإمارات العربية المتحدة، وللشارقة بصفة خاصة بمناسبة النجاح في استزراع القمح في مليحة، أرض المزرعة معظمها طينٌ خالصٌ ليس فيه شوائب، حيث كانت هذه البقعة في الأصل مجرى مياه، وكان يتجه من الجبال ناحية الفايه ومنها إلى البحر، والتربة فيها صالحة ليس بها أملاح ولا حصِي، ولذلك نرى أنّ هذه البقعة لا تعترض نمو جذور النباتات لأنّ النبات معروفٌ بأنه إذا اعترضت جذوره الحصى يغير مجرى الجذر له ويتعبه"، وأضاف قائلًا:" هذه الأرض سهلة ويسيرة ولذلك كان الإنبات كله في مستوى واحد، كما أنّ مدة الإنبات استغرقت 100 يوم. ومساحة هذه البقعة حوالي 1900 هكتاراً، الآن نزرع ثلثها، والسنة المقبلة سنزرع ثلث آخر، وبهذا الحصاد وفتراته المقبلة سنحصد بإذن الله 15200 طن من القمح، وهذه الكمية من تمثل استهلاك إمارة الشارقة في السنة الواحدة من منافذ البيع بالنسبة للقمح والدقيق المستوردين، والآن هذه الكمية المنتجة في الشارقة ستحل محل ما كنا نستورده".
قمح "سبع سنابل"
واستعرض حاكم الشارقة المراحل الدقيقة وعمليات التخطيط المدروسة التي مر بها إنتاج قمح "سبع سنابل"، متناولاً مواصفات القمح الذي حقق مستويات قياسية من نواحي الجودة والسلامة الغذائية، وقال:" الدقيق المستورد الموجود بالأسواق لا تصل نسبة البروتين فيه إلى أكثر من 11%، وهناك النوع الذي تفاخر به الشركات كأجود نوع متوفر وتصل نسبة البروتين فيه إلى 14%، بينما قمح الشارقة به 18% من البروتين، والآن جمعية الشارقة التعاونية حجزت 9000 طن، وسيوزع باقي المنتوج من القمح على المؤسسات الأخرى، وإن شاء الله بعد تجارب مختبرية وحقلية سنصل إلى منتج يسمى "الشارقة-1" وسيكون أرقى نوع من القمح الذي نفاخر به".
5 شهادات معتمدة في الجودة
يذكر أنّ هذا المنتج من قمح الشارقة حصلت بموجبه دائرة الزراعة والثروة الحيوانية على 5 شهادات معتمدة في الجودة؛ لأنّ طريقة زراعته ونوعه خاليين من المواد الكيمائية، كما أنّ كل السماد الذي غُذي به هو سماد طبيعي، وحتى احتياج القمح إلى المواد المعدنية المطلوبة توفرت له من مواد طبيعية، وبذلك يكون هذا القمح خال من أية سموم أو مكونات كيميائية تُغيّر من طبيعته كمادة غذائية أو تزيد إنتاجه، كما أنّ لونه يميل إلى الأسمر وهذا دليل على كمية البروتين الكبيرة فيه، وحتى عمليات الري الخاصة به تمت الاستعانة فيها بأحدث التقنيات والأقمار الصناعية للتحكم في كمية المياه لضمان الري الجيد، حيث تم توفير نسبة 40% من المياه، وكل هذا الجهد اكتمل والحمد لله خلال ستة أشهر فقط.
مؤسسة الشارقة للإنتاج الزراعي والحيواني
وكان حاكم الشارقة قد أزاح الستار للإعلان عن هوية وشعار مؤسسة الشارقة للإنتاج الزراعي والحيواني "سبع سنابل"، وأذن ببدء عملية الحصاد في مزرعة القمح من خلال قرع جرس الحصاد.
ثم تابع عملية حصد القمح التي أجريت باستخدام أحدث الآليات المعدة خصيصاً للحصاد بأفضل التقنيات حيث تقوم عملية الحصد من خلال ثلاثة آليات الأولى لحصاد القمح تفصل من خلالها الحب عن القش، والثانية آلة تجميع القش، والثالثة ضغط قش القمح وتحويله إلى بالات.
وتسلم "الشيخ القاسمي" عينة من أولى حبوب القمح التي جرى حصدها، كما تذوق سموه الخبز الذي تم إعداده من قمح المزرعة المحصود.
وتجول في منطقة الفعاليات المصاحبة للحفل شاهد خلالها عرضًا لعملية الحصاد في القِدم وطريقة طحن المحصول بواسطة "الرحى" وإعداد الخبز، إضافة إلى عرض بعض المنتجات الغذائية.
كما شاهد عرضًا مرئيًّا بعنوان "الجذور" الذي يروي قصة العودة إلى الأرض، وأهمية المشروعات الحيوية والزراعية، خاصة القمح في ظل المتغيرات التي يشهدها العالم، والتي تؤثر في توافر الأمن الغذائي، ويبلور نجاح الشارقة في مشروع زراعة القمح بأيدٍ وطنية، والذي توج بحصاد "سبع سنابل".
كما تابع عرضًا مصورًا بعنوان "قمح مليحة" يسلّط الضوء على مراحل المشروع، منذ الإعلان عنه في مارس من عام 2022 والبدء بتهيئة الأرض ومسحها وتجربة 35 صنف من القمح لاختيار الأنسب والملائم لزراعته في الشارقة، وصولاً إلى إنشاء خطوط ومحاور الري، وفي 30 نوفمبر 2022 كانت مرحلة نثر بذور القمح في محاورها الـ 9، وصولاً لليوم المنشود والذي تم البدء بحصد محصول "سبع سنابل".
وتسلم حاكم الشارقة هدية تذكارية من دائرة الزراعة والثروة الحيوانية تمثلت في سنابل القمح التي بذرها في المزرعة، شكلت شعار مؤسسة الشارقة للإنتاج الزراعي والحيواني.
وكرم "الشيخ القاسمي" الجهات الراعية والداعمة تقديراً لجهودهم الكبيرة التي ساهمت في نجاح مشروع مزرعة القمح، مهدياً إياهم الدروع وملتقطاً معهم الصور التذكارية.
مشروع مزرعة القمح
يعد مشروع مزرعة القمح في منطقة مليحة الذي أطلقه حاكم الشارقة في شهر مارس من العام الماضي، إحدى المشاريع الاستراتيجية في الأمن الغذائي، والتي تنتج سلالات وأصناف عالية النقاوة من القمح الذي يتناسب مع طبيعة المنطقة ويوفر الاحتياجات الغذائية.
حيث تضم المرحلة الأولى من زراعة القمح على مساحة 400 هكتار ثم تزيد المرحلة الثانية في العام 2024، وتكتمل المرحلة الثالثة والأخيرة في العام 2025، وقد تم تجهيز البنية التحتية للمزرعة التي تتضمن خطوط الري بما يوازي 13 متر طولي، وأعمال الكهرباء بما يوازي 10 آلاف متر طولي، وتضم المزرعة محطة تجميع مياه للري بمواصفات فنية عالية تعمل على تغذية خطوط الري بشكل رئيس عبر 6 مضخات سحب كبيرة، لتزويد المحاور بالمياه، بطاقة تصل إلى 60 ألف متر مكعب من المياه على مدار ساعات اليوم، ويتم نقل المياه من محطة حمدة على خط ناقل طوله 13 كيلومتراً وصولاً إلى المزرعة.
وتقوم عملية الري في المرحلة الأولى على 8 محاور، تعتمد فيها على الذكاء الاصطناعي في تطوير عملية الري والتحكم فيه عبر بث معلومات حول الطقس والتربة إلى المركز الرئيس لعمليات الزراعة لضبط وتنظيم معدل استهلاك المياه.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر