ساعات تفصلنا عن دخول شهر رمضان المبارك والذي ميزه الله - عز وجل- بمجموعة من العبادات تجعل المسلمين أقرب إلى الله وأكثر التصاقاً بالأخلاق العالية والحميدة؛ لذلك فعلينا ان نتسأل كيف نستعد لشهر رمضان من الناحية الدينية والصحية، وهنا يتوجب على المسلمين الاستعداد لرمضان بالصلاة والصيام الذين يعتبران من أفضل الطرق للتربية النفسية والشعور بالآخرين من الفقراء، إلى غير ذلك من العبادات التي يستحب للعبد أن يزيد منها قبل حلول رمضان.
كيفية الاستعداد لشهر رمضان
يقول الدكتور علي جمعة، مفتي مصر السابق عبر صفحته علي الفيس بوك: ونحن نستعد لاستقبال شهر رمضان المبارك لابد أن تغير حياتك أيها المسلم، وأن تحافظ على الذكر, فالذكر ينير القلوب ويغفر الذنوب ويستر العيوب ويؤكد علاقتك مع الله, كن من الذاكرين لله كثيراً والذاكرات, قال العلماء: "إذا فقد المسلم المربي المرشد فإن مرشده الأعظم هو سيدنا رسول الله ﷺ فيُكثر من الصلاة عليه ". ولا يقل ذلك عن ألف مرة في اليوم والليلة وهو أمر يسير بسيط جليل القدر، كما وصف سيدنا رسول الله ﷺ فقال: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي المِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيمِ» كلمتان مثل هذا, ويسأل أُبي بن كعب سيدنا رسول الله ﷺ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِى؟ فَقَالَ : «مَا شِئْتَ ». قُلْتُ: الرُّبُعَ. قَالَ: «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ». قُلْتُ : النِّصْفَ. قَالَ : «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ». قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ. قَالَ: «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ». قُلْتُ : أَجْعَلُ لَكَ صَلاَتِى كُلَّهَا. قَالَ: «إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ». فالهجوا بالصلاة على سيدنا رسول الله ﷺ ليل نهار, واستغفروا الله على الأقل في اليوم مائة مرة, أسوة بالحبيب المصطفى ﷺ الذي لم يفتر وإنما استغفر ربه من غين الأنوار التي أغلقت باب الخلق وإن كان باب الحق عنده مفتوح دائماً, استغفروا ربكم توبوا إليه واذكروه في كل وقت وحين. الإضافة إلى التزود بالعلم ليقف على أحكام الصيام، ومعرفة فضل رمضان. عن طريق الدخول إلى الدورات المشجعة من المشايخ والتي تقدم من خلال التيلجرام ومن خلال فيديوهات اليوتيوب التي تعرض بطريقة مبسطة وسلسة لمشايخ عده عن فضل الصيام والزكاة والتطوع للعمل الخيري والاعتكاف في المساجد في نهار رمضان والقيام بإفطار الصائمين أثناء تواجدهم في الشارع وغيرها من أعمال تحث على العمل الخيري وتهيئ الفرد إلى دخول شهر عظيم ذي أجر كبير وأعمال صالحة كثيرة.والمسارعة في إنهاء الأعمال التي قد تشغل المسلم في رمضان عن العبادات.
كيف أستعد لشهر رمضان من الناحية الصحية
علينا أن نستعد لرمضان من الناحية الصحية بالغذاء و الوجبات الرمضانية الصحية والمدروسة كما يقول الدكتور خالد يوسف استشاري التغذية والتخسيس عبر صفحته على الفيس بوك: وبذلك ينصح:
-عدم الإفراط في أكل المأكولات الغنية بالدهون. إن إعداد الطعام و طرق التحضير لها تأثير عال على جودة وجباتكم وصحه عائلاتكم, ولذلك ننصحكم بالحد من استخدام زيوت القلي.
-يفضل الافطار على طعام مغذ و سهل الهضم, مثل, حبة تمر, شوربة, سلطة و ما شابهها. بحيث أنه يساعد على إعادة الأملاح و السوائل بشكل تدريجي إلى الجسم بعد ساعات طويلة من الامتناع عن الطعام ويساعد على اتزان معدلات السكر في الدم بشكل تدريجي.
-الإكثار من السوائل و بالأخص الماء والاعتماد عليه بشكل أساسي, أما بالنسبة للعصائر الطبيعية, الكركديه, اللوز, التمر هندي و غيرها من مشروبات رمضان, يفضل الحد من كمية هذه المشروبات المحلاة بما أنها تضيف لنا سعرات حرارية خاليه من أي فائدة غذائية.
-الخضار و الفاكهة مصدر جيد للفيتامينات و المعادن,يفضل أخذ 3-4 حصص منها يومياً, بحيث تغني نظامنا الصحي بالألياف الغذائية.
- وجبة السحور مهمة: "تسحروا فإن في السحور بركة" متفق عليه. هذه الوجبة تعتبر الأهم و بالأخص بأنها تسبق بدء الصيام, فيفضل أن تكون الوجبة غنيه بالعناصر الغذائية, النشويات المركبة (خبز أسود), بروتين (لبنة أو كوب لبن), حبة خضار و كوب حليب أو ماء.
-الحصول على قدر كاف من النوم: يرى الكثيرون أنه لايوجد وقت كاف للنوم في رمضان، ولكن مع الاستعداد لدخول رمضان ومع تنظيم الأولويات ووضع خطة ستجد متسعاً من الوقت للنوم براحة وهدوء، فمثلاً إذا التزمنا بالأولويات ستجد أنه لديك وقت من بعد العشاء حتى قرب صلاة الفجر يمكن النوم فيه، ولكن إذا استسلمت لمتابعة البرامج والمسلسلات فلن تجد دقيقة واحدة للنوم أو الراحة.
-تجنب الإرهاق والعمل الشاق
عليك أن تكون بوعي تام وكامل بحالتك الصحية، وهو اهم امر للاستعداد لدخول رمضان وعليه تبدأ في تحديد خططك وأهدافك طوال الشهر، فإذا كنت تعاني من أمراض مزمنة مثل الضغط والسكر فلا داعي للتعرض للإرهاق والعمل الشاق خلال الصيام وتأجيل كل ما ترغب في القيام به بعد الإفطار، أما أذا كانت صحتك جيدة فيمكن قضاء حاجاتك المختفلة نهاراً وتخصيص الليل للذكر والعبادة، ومن الأفضل تأجيل السفر والأعمال الشاقة لبعد رمضان أو الانتهاء منها قبل حلول الشهر فهذا أفضل بكثير.