توصل تقرير حديث إلى أن البالغين في الولايات المتحدة يتفقدون هواتفهم، في المتوسط، 344 مرة في اليوم - مرة واحدة كل أربع دقائق - ويقضون حوالي ثلاث ساعات يومياً في المجمل على أجهزتهم.
ووفقاً لـ"بي بي سي"، تكمن المشكلة بالنسبة لكثير منّا في أن مهمة واحدة سريعة متعلقة بالهاتف تؤدي إلى فحص سريع لبريدنا الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي، لنجد أنفسنا في حلقة مفرغة لا تتوقف، وفقاً لـ"بي بي سي".
حلقة مفرغة
وكلما أصبحت هواتفنا أكثر فائدة، زاد استخدامنا لها، وكلما استخدمناها أكثر، كلما وضعنا مسارات عصبية في أدمغتنا تؤدي إلى التقاط هواتفنا للقيام بأي مهمة في متناول اليد - وكلما شعرنا بالحاجة إلى فحص هاتفنا حتى عندما لا نكون مضطرين إلى ذلك.
تأثير الأجهزة على الأدمغة
وبغض النظر عن المخاوف بشأن جوانب محددة من عالمنا شديد الترابط - مثل وسائل التواصل الاجتماعي وفلاتر الجمال غير الواقعية الخاصة بها- ما الذي يفعله اعتمادنا على هذه الأجهزة بأدمغتنا؟ هل كل هذا سيء بالنسبة لنا، أم أن هناك أيضاً بعض الإيجابيات؟
فالإلهاء البسيط المتمثل في فحص الهاتف أو رؤية إشعار يمكن أن تكون له عواقب سلبية، وهذا أمر ليس مفاجئاً. فنحن نعلم أن تعدد المهام بشكل عام يضعف الذاكرة والأداء. وأحد أخطر الأمثلة هو استخدام الهاتف أثناء القيادة. فقد وجدت إحدى الدراسات أن مجرد التحدث عبر الهاتف، وليس كتابة الرسائل النصية، كان كافياً لجعل رد فعل السائقين أبطأ على الطريق.
كما أنه بمجرد سماع صوت إشعارٍ جعل المشاركين في دراسة أخرى يؤدون أداء أسوأ بكثير في مهمة ما - تقريباً بنفس سوء المشاركين الذين كانوا يتحدثون أو يرسلون الرسائل النصية على الهاتف أثناء المهمة.
ولا تقتصر العواقب على استخدام الهاتف، فمجرد وجوده يمكن أن يؤثر على طريقة تفكيرنا.
في إحدى الدراسات الحديثة، على سبيل المثال، طلب الباحثون من المشاركين إما وضع هواتفهم بجانبهم بحيث تكون مرئية "على المكتب مثلاً"، أو بالقرب منهم وبعيدة عن الأنظار "في الحقيبة أو الجيب مثلاً"، أو في غرفة أخرى. ثم أكمل المشاركون سلسلة من المهام لاختبار قدراتهم على معالجة المعلومات وتذكرها وحل المشكلات وتركيزهم.
ووجد هؤلاء أن أداءهم أفضل بكثير عندما كانت هواتفهم في غرفة أخرى بدلاً من غرفة قريبة - سواء كانت مرئية أو قيد التشغيل أم لا- على الرغم من أن معظم المشاركين ادعوا أنهم لا يفكرون بشكل واعٍ في أجهزتهم.
تابعي المزيد: ما هي أفضل طريقة لإقناع الأطفال بخطورة الألعاب الإلكترونية؟
استنزاف الأدمغة
ويبدو أن مجرد قرب الهاتف يساهم في "استنزاف الأدمغة". قد تكون أدمغتنا تعمل بجد لا شعورياً في تثبيط الرغبة في التحقق من هواتفنا، أو مراقبة البيئة باستمرار لمعرفة ما إذا كان يجب علينا التحقق من هاتفنا "على سبيل المثال، في انتظار إشعار".
ووجد الباحثون أن "الحل" الوحيد هو وضع الجهاز في غرفة مختلفة تماماً.
ولمعرفة ما يفعله اعتمادنا على أجهزتنا بقوة إرادتنا وبإدراكنا على المدى الطويل سيستغرق سنوات عديدة أخرى من البحث. وفي غضون ذلك، هناك طريقة أخرى يمكننا من خلالها محاولة التخفيف من الآثار السيئة للأجهزة.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر