تزامناً مع عام الشعر العربي، دشن الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، أمير المنطقة الشرقية، معرض (البدر) للشاعر والرسام الأمير بدر بن عبد المحسن، المصاحب لأمسية البدر في (إثراء) شرقي السعودية، بحضور نائب أمير المنطقة الشرقية الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز، ومن تنظيم مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء).
الشرقية | عواطف الثنيان Awatif Althinayan
تصوير | حسين السلطان Hassain Al Sultan
بداية، أكد المهندس عبد الله الراشد، مدير مركز إثراء، دور المركز المتمثل في دعم المشهد الثقافي والفنّي، قائلاً: «نطل عليكم من العام الذي خُصص ليكون عاماً للشعر العربي، فيأتي احتفاؤنا بمن جمع بين جزالة القلم وعنفوان الريشة تزامناً مع مرور خمسة أعوام على افتتاح المركز».
جاء ذلك في كلمته الترحيبية بأمسية البدر، مبيناً أنه في حفل البدر تجتمع أطياف الفن من الكلمة الشعرية المغناة، والأداء المسرحي الملهم، والصورة المعبرة.
أعمال خالدة
من جانبه، ثمّن الأمير بدر بن عبد المحسن دور مركز «إثراء»، لإثراء كل ما هو ثري، ومنحه الفرصة للمشاركة، ووصفه بأنه فخر للجميع، ومع سرده الشعري والنثري المُنساب، استكمل الأمسية، تركي الدخيل بجلسة حوارية سّلط الضوء فيها على محطات الفنان الشاعر، وعلاقته بالشعر والنثر، في محاولة من الدخيل للتعمق في قصائده، والعديد من أشعاره، لا سيما الوطنية منها؛ حيث أعاد دخول الحضور إلى عقود عدة من الزمن، كما لو أن عقارب الساعة عادت إلى تلك الحقبة الزمنية الممتلئة ثقافياً وفنياً.
واستهل الأمير بدر الحفل بقصيدة «ليلة كانت الفرقى»، ثم باقة مختارة من روائع مخزونه الشعري التي أصبحت أعمالاً غنائية خالدة في تاريخ الفنّ العربي، تلك المختارات التي جادت بأروع الأغاني كأغنية «الرسايل»، و«قمرها لي»، و«على الغدير»، و«إنتِ لوحدك»، جميعها شكّلت بطاقة عبور لمحبي الشعر الأصيل؛ حيث قام بأداء بعضها كلٌ من: زينة عماد، ونواف الجبرتي، ومعاذ بقنة، وتقدمهم على خشبة المسرح الفنان الدكتور عبد الرب إدريس، الذي شدا بأغنية «الفجر البعيد».
معرض البدر
خلال الحفل دشن الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، أمير المنطقة الشرقية، معرض «البدر» للأمير بدر بن عبد المحسن، المصاحب للأمسية الذي يقام للمرة الأولى في المملكة ويستمر إلى نهاية شهر مايو المقبل، بحضور الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز ، نائب أمير المنطقة الشرقية، وتجوّل في المعرض، واطلع على 25 لوحة فنية مزجت بين الحداثة والمعاصرة، منذ الثمانينيات وحتى الوقت الحاضر.
تابعي المزيد: بالتزامن مع عام الشعر العربي.. "إثراء" يحتفي بالأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز بالظهران
جسور التواصل
من جهتها، قالت هديل العيسى، مديرة قسم التواصل والعلاقات العامة: «إن إثراء عمل على ترسّخ المعرفة للحفاظ على التراث الأدبي، لرفع حصيلة النشاط الثقافي، مشيرة إلى أن أمسية الأمير بدر بن عبد المحسن، كشفت العديد من الخبايا المتعلقة بمسيرته، وكيف يشكل الترابط الوثيق والتشابه بين اللوحة والقصيدة».
وأوضح سلطان البازعي، الرئيس التنفيذي المكلف لهيئة المسرح والفنون الأدائية في السعودية، أن الأمير حالة ثقافية وفنية متكاملة أينما أتى يأتي بالقوافي والألحان، وعده فناناً شاملاً وشاعراً مبدعاً ذا قيمة ثقافية كبرى في المملكة، ويمثل جيلاً من الحداثة الشعرية، وأمسياته لها طابع فني مبدع، مشيراً إلى أن الأمير لديه صورة شعرية مختلفة عن الآخرين كقصيدة «فوق الغدير كانت سما.. لين ارتمى وجهك عليه»، صورة غير مسبوقة في الإبداع. فيما ذكرت سنيثيا كردي، سيدة أعمال، أن رؤية 2030، أسهمت في التحول الوطني في كافة المجالات، وأثرت المشهد الثقافي والأدبي، لإبراز وصقل العديد من المواهب الشابة، مبينة أهمية الدمج الكامل للشباب وتشجيعهم بوصفهم جيل المستقبل.
سنيثيا كردي: رؤية 2030 أثرت المشهد الثقافي والأدبي
بحاجة إلى الإلهام
حول سؤال طرحته «سيدتي» حول، ما الذي يحتاج إليه الفنانون التشكيليون لتظهر إبداعاتهم، أجابت الفنانة فاطمة النمر: الفنانون بحاجة إلى الإلهام، وعزت ذلك قائلة: «لقد حرصت على حضور المعرض التشكيلي للأمير بدر كونه تجربة فنية ملهمة لي، ولكافة الفنانين، فالمبدعون في جميع المجالات مرّوا بلحظة الإلهام قبل أن يتوصلوا إلى أهم إنجازاتهم».
فاطمة النمر: الفنانون بحاجة إلى الإلهام
الاهتمام بالنفس
ورداً على سؤال آخر: كيف يمكن إعطاء النفس حقها؟ وصفت الكاتبة فتحية عسيري، محاولة الغوص داخل النفس وقراءتها بتمهل يساعد على منحها حقها في الترفيه وممارسة هواياتها في الرياضة والتأمل وتعزيز قيمتها. وفي تعليقها على حديث الأمير بأن الشعراء يجيدون الحزن؟ قالت عسيري: «الحزن من أكبر مصادر الترويح عن النفس في الفن والأدب أو الموسيقى، وهو محفز أعلى مستوى من شعور الفرح، وأرجعت ذلك إلى أن «ما يختزنه الشاعر من مشاعر الحزن والألم داخل نفسه تعد هي الركيزة الأساسية لما سيشعر به من سرور في مواقف الفرح لاحقاً».
فتحية عسيري: ما يختزنه الشاعر من الحزن ركيزة أساسية لما سيشعر به من سرور في مواقف الفرح لاحقاً
لوحات تمثيلية
كشفت الفنانة سارا البهكلي، ممثلة سعودية، عن فيلمها الجديد في شهر رمضان الكريم (الشرار)؛ حيث تجسد فيه دور مريم وشخصية مختلفة. والمسلسل يعود إلى حقبة تاريخه قديمة، ويعالج حالة إنسانية من إخراج فوز الفهد، معبرة عن سعادتها للمشاركة في أمسية البدر؛ حيث أتيحت لها الفرصة لتقديم 4 لوحات تمثيلية: الأولى عن الحب، والثانية عن التأمل، واللوحة الثالثة عن الشعر، والأخيرة عن الوطن.
المستقبل للشباب
في سؤال آخر طرحته «سيدتي» حول صناعة الفرص للشباب من الجنسين: من أين يأتي، وما مصادره، أفاد أسيد الشامي، مغنٍ وممثل، أن صناعة الفرص من وجهة نظره هي إحساس ذاتي متحفز دائماً، مبدياً أسفه بأنه ما زال مكبوتاً عند البعض، والبعض الآخر ينتظر بصيص أمل ليشع منه خارجاً لفتح الأفق للإبداع ولإنعاش الأفكار الجميلة، أما مصادره فكثيرة، ربما يكون شخص أو مكان أو حدث.
الجدير بالذكر أن مسيرة الأمير بدر بن عبد المحسن حافلة بمحبة لغة الضاد والرسم والكلمات، وهو أحد أبرز رواد الحداثة الشعرية في الجزيرة العربية، ويلقب بمهندس الكلمة، وقد تولى منصب رئيس الجمعية السعودية للثقافة والفنون خلال المدة (1973-1977)، وحاز العديد من الجوائز والتكريمات، منها وشاح الملك عبد العزيز عام 2019، وحصل على تكريم من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) عام 2019، وكرمته الهيئة العامة للترفيه عام 2019. كما صدر له «مسارب ضوء البدر»، وهو عبارة عن قراءة في تجربة الأمير بدر بن عبد المحسن الشعرية.
تابعي المزيد: أمير المنطقة الشرقية يرعى أمسية " البدر" باستضافة الأمير بدر بن عبدالمحسن في "إثراء"
