شهر رمضان، شهر البر والإحسان، شهر الجود والكرم والإيمان، شهر البركة والغفران، والرحمة والمغفرة ورضا الرحمن، وفي هذا الشهر الكريم نجد أعمال الخير لا تعد ولا تحصى، حيث يمكن للمسلم أن يستزيد من الأعمال الصالحة، وإذا كنت تبحث عن أفكار لعمل الخير لشهر رمضان المبارك شهر العطاءات المرسلات، والرحمات المنزلات "سيدتي. نت" التقى فضيلة الشيخ عبد الرحيم عبده راضي الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف المصرية ومن علماء الأزهر الشريف ليخبرنا عن بعض من أعمال الخير في رمضان.
• لأعمال الخير صورًا كثيرة في رمضان
يقول الشيخ راضي لـ "سيدتي. نت": أعمال الخير كثيرة وأفعال البر جليلة يزداد أجرها وثوابها في كل وقت خاصة برمضان والذي تتضاعف به الحسنات وتحمى به السيئات، ومهما بذل الإنسان مجهوده لعمل الخير في الإسلام فسيجد من الله خيرًا كثيرا، وقد كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم، أَجْوَدَ ما يكونُ في رمضانَ حِينَ يَلْقاهُ جبريلُ، وكان يَلْقاهُ في كلِّ ليلة مِن رمضانَ فَيُدارِسُه القرآن، فَلَرسولُ الله صلى الله عليه وسلم أجْوَدُ بالخير من الريح المُرسَلة"، ولأعمال الخير صورًا كثيرة، لا تقتصر على الجانب المادي فقط، ولكن يتعدّى ذلك إلى كل ما فيه نفع للناس؛ يقول الله تعالى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾، ويقول: وقال تعالى ﴿َمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾، كذلك يقول تعالى: ﴿ َمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ﴾.
- إفطار الصائمين
يقول الشيخ الكريم: يُعد إفطار الصائمين في رمضان له ثواب عظيم، وهو أحد أهم وأفضل أعمال الخير في رمضان خاصة إن كان للفقراء والمساكين، فعن زيد بن خالد الجهني عن النبي ﷺ قالَ": مَنْ فَطَّرَ صَائمًا، كانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أجْر الصَّائمِ شيءٍ"، وعن أم عمارة الأنصارية أَنَّ النبيَّ ﷺ دخَلَ عَلَيْها، فقدَّمَتْ إِلَيْهِ طَعَامًا، فَقالَ: كُلِي فَقالَت: إِنِّي صائمةٌ، فقالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: إِنَّ الصَّائمَ تُصلِّي عَلَيْهِ المَلائِكَةُ إِذا أُكِلَ عِنْدَهُ حتَّى يَفْرَغُوا"، فالشخص الشخص الذي يفطر الصائم يكون له مثل أجر الصائم كاملًا، ولذلك يستحب لأهل الإسلام فيما بينهم أن يتعاونوا في إفطار إخوانهم وأن يفطر غنيهم فقيرهم من باب الإحسان والتعاون على الخير، يمكن لمجموعة من المسلمين المشاركة في عمل مائدة رحمن لأهل الحي من الفقراء أو عابري السبيل، يمكن كذاك المشاركة بصكوك إفطار الصائمين وإطعام الفقراء، وكلها ثوابها عظيم.
- ختم القرآن الكريم
يعد ختم القرآن الكريم أحد أعظم أعمال الخير في رمضان والتي لا تكلفك شيئًا ففي شهر رمضان يتسابق المسلمون على ختم القرآن الكريم والبعض يختمه أكثر من مرة، " وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ"، وفى حديث الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم في استقبال شهر رمضان :"من قرأ آية من القرآن في فهو ينال أجرًا مشابهًا لما يختم القرآن في الأشهر الأخرى"، ولا تقتصر قراءة القرآن على نيل الأجر فحسب، بل يمكنك أن تجني مزيدًا من الأجر إذا قمت بشراء مجموعة من المصاحف وإهدائها لجيرانك وأهلك وأصدقائك، ويمكنكم حتى أن تحثوا بعضكم البعض وتتنافسوا فيمن يختم القرآن أكثر من مرة.
- التصدق بالأموال وبالطعام
يقول الشيخ الكريم: من أحب الأعمال إلى الله تعالى إطعام الطعام، فطعام الطعام قد جعله الله في كتابه من الأسباب الموجبة للجنة ونعيمها، ومن ثمّ فهو من أعظم أعمال الخير في رمضان يقول الله عز وجل: "ويُطعِمون الطعامَ على حبِّه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا"، وعن أبي سعيد الخدري عن النبي قال: "أيما مؤمن أطعم مؤمنًا على جوع، أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقى مؤمنًا على ظمأٍ، سقاه الله من الرحيق المختوم".، فما بالنا بجزاء هذا العمل الجليل بالشهر الفضيل، فهلمّ بالبحث عن المحتاجين والمساكين من فقراء المسلمين فاجزل لهم العطاء من خيرات الله ومما تجود به نفسك فسرعان ما تنقضي أيام رمضان برحماتها وبركاتها وحسناتها المضاعفات، ففي حديث حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من خُتم له بإطعام مسكين، دخل الجنة"
- صلة الأرحام
من أجّل الاعمال برمضان وغير رمضان صلة الأرحام، فقد دعا إليها الإسلام وحثنا عليها فالإحسان إلى الأقارب وصلتهم، وإيصال الخير إليهم، ودفع الشر عنهم، وهو ما أمرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إذ يقول" إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَالَتْ الرَّحِمُ : هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ، قَالَ : نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ ؟، قَالَتْ : بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ فَهُوَ لَكِ"، ويقول الله تعالى "وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى، وقد أعد الله تعالى الأجر الكبير والثواب العظيم لمن يصل رحمه، فإن من أعظم ما يجازي به الله تعالى واصل الرحم في الدنيا أن يوسع له في الرزق ويبارك له في العمر، وهذا بأيامنا العادية فما بالنا بهذا الجزاء في رمضان.
- التطوع وعمل الخير
يقول الشيخ راضي: شهر رمضان فرصة لكسب المزيد من الحسنات والتسابق بأعمال البر والخيرات لكسب الحسنات والإقبال على الطاعات عبر بوابة العمل التطوعي، فالنفوس تزهو بالأعمال الخيرية في شهر الخير وتتوق للعمل الإنساني والكل يتسابق ويعدو في مارثون رمضان الخيري للمزيد والمزيد من الحسنات فأجواء رمضان وروحانياتها تدعونا لذلك، يقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم " إذا جاء رمضان فُتّحـت أبواب الجنة، وغُـلّـقـت أبواب النار، وصُفّـدت الشـياطين" وكان صلى الله عليه وسلم يكثر في رمضان من الخير والعطاء للناس ومساعدة الفقراء والمحتاجين وعون كل صاحب حاجة، بل ويكثر في هذا الشهر من التطوع والعمل الصالح أكثر من غيره، حتى وصف ابن عباس النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر- كما في الصحيحين-أنه كان أجود بالخير من الريح المرسلة"، ومن الأعمال التطوعية المساعدة في ترميم بيوت العائلات المحتاجة، أو توزيع الملابس على الأطفال أو زيارة المستشفيات ودور المسنين ودور الأيتام وشراء الهدايا لهم لإدخال الفرح والسرور على قلوبهم، كذلك يمكن كفالة يتيم برمضان، أو التطوع بتحضير أو توصيل وجبات إفطار للمحتاجين، وهناك الكثير من الأعمال التطوعية الأخرى التي يمكن للمسلم في رمضان أن يفعلها بنية الثواب من الله سبحانه وتعالى.. جعلنا الله تعالى من أهل البر والخيرات وممن يغفر لهم برمضان ونكون من عتقائه من النار
