ألقت المصممة نور الظاهري الضوء على خصوصية ورقي التصاميم الرمضانية، التي تعتبرها "ملعبها الخاص"، معتبرة أن المجموعات الخاصة بشهر رمضان تتيح لـ المصممات الخروج بأفكار جديدة تربط بين الماضي والحاضر، محافظة على الموروث السعودي المتميز.
مساحة للإبداع
وفي حديث خاص لـ"سيدتي. نت" خلال مشاركتها في معرض "رمضان بوب أب – 100 براند سعودي"، الذي نظمته هيئة الأزياء السعودية، قالت الظاهري: "شهر رمضان من أكثر الأشهر التي تعطي مجالاً للمصممين السعوديين؛ لكي يبرزوا ويتألقوا، ويتسابق فيه الجميع على تقديم أفضل ما لديهم، وهذه المساحة هي بمثابة السهل الممتنع، حيث إن هناك خيطاً رفيعاً يفصل ما بين التصاميم الكلاسيكية والتصاميم الشعبية، وبين الجلابيات المبتكرة والقفاطين العصرية وبين الفساتين، وهذه المساحة من التصميم هي الأقرب إلى قلبي، وأشعر أنه يمكنني أن أبدع فيها، وأن آخذ راحتي بالتصاميم والألوان، وأن أخرج عن النمط التقليدي في التصميم، والحمد لله هو من أكثر التصاميم المطلوبة والناجحة لدينا، ويرتفع الطلب كثيراً على منتجاتنا خلال هذا الشهر".
الملابس المحتشمة
وأكدت المصممة السعودية، التي أسست علامتها منذ أكثر من 10 سنوات في المملكة، وفي رصيدها أكثر من 15 مجموعة، أن: "تصميم الملابس المحتشمة أمر صعب جداً؛ كون المجتمع ربط الاحتشام بصورة الملابس الفضفاضة غير الأنيقة، فأن أقدم ملابس محتشمة، وفي الوقت نفسه لافتة وجذابة، هذا ليس أمراً سهلاً، لكن بالنسبة لي كـ"نور الظاهري"؛ فهذا ملعبي، فأنا أحب هذا النوع من الملابس ذات الأكمام الطويلة والقصات المريحة المتناسقة، وتصاميمي تظهر باللاوعي، ولا أتقصدها أبداً، لذلك لا أعتبر هذا الأمر صعباً عليَّ، بل نقطة قوة".
وتابعت: "هذا النوع من الملابس هو ما نتميز به، ونستطيع أن نرتديه في كل وقت، ونكون في كامل أناقتنا، فليس ضرورياً ارتداء ملابس مبهرجة لأكون لافتة، بل يمكنني جذب الأنظار بعباية أنيقة راقية".
المرأة السعودية
ووصفت الظاهري المرأة السعودية بالمرأة القادرة والقوية، لا سيما "بعد رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، التي مكّنت المرأة"، وأضافت: "أنا أحب أن أعكس ذلك من خلال تصاميمي، وأن أبيّن أن المرأة قادرة على أن تجمع بين أن تكون امرأة عاملة ناجحة ومحققة للإنجازات، وبين أن تكون امرأة أنيقة وتحافظ على الموروث المميز، فالبعض يظن أن العباية تقلل من أناقة المرأة، وأنا أحببت أن أثبت العكس، وأن أقدم تصاميم تحافظ على الموروث الثقافي السعودي، وتظهر فيها المرأة بمظهر راقٍ وأنيق".
البدايات
وذكرت بداياتها كمصممة، وبدايات العلامة التجارية، وتابعت: "بدأنا العلامة كخط متخصص بالعبايات يحمل اسم "نور عباية"، ثم توسعنا نتيجة الطلب المتزايد من العبايات إلى القفاطين ثم الفساتين، وكل مرحلة كنا نأخذ فيها وقتاً كافياً؛ لتكون مرحلة ناجحة وتؤسس لما بعدها، ففي مرحلة العبايات؛ بقينا 7 سنوات ثم ثلاث سنوات في مرحلة القفاطين، ثم سنتين في مرحلة الفساتين؛ لنتأكد في كل مرحلة أننا نقدم ما يرضي عملاءنا وينال إعجابهم".
100 براند سعودي
وثمنت المصممة السعودية مشاركتها ضمن برنامج 100 براند سعودي، الذي تنظمه هيئة الأزياء، قائلة: "نحن مع 100 براند سعودي منذ 3 أشهر، وقد يظن البعض أنها فترة قصيرة، لكنها كان لها تأثير كبير، من خلال البرامج الأسبوعية التي تقدم لنا، وأنا على المستوى الشخصي استفدت من العديد من المحاضرات والنصائح والمعلومات، ومشاركتنا في كأس السعودية تحت مظلة 100 براند؛ جعل العلامة معروفة لشريحة أكبر من الناس، وسلطت الأضواء علينا، وتحدث الإعلام عن تصاميمنا، لا سيما مع الإطلالة التي ظهرت فيها المؤثرة نجود الرميحي بفستان من تصميمي، وهذا ساعدنا على التوسع والانتشار خارج حدود السعودية حتى، والوصول لدائرة من الناس كان صعباً الوصول إليهم، من دون مساعدة 100 براند وهيئة الأزياء".
أكثر من 15 مجموعة
وتحدثت الظاهري عن رصيدها من التصاميم حتى اليوم، وقالت: "قدمت الكثير من المجموعات حتى اليوم، ما بين عام 2013 و2023، يمكن القول إنني قدمت حتى الآن ما يزيد على 15 مجموعة؛ كوننا نقدم تقريباً مجموعة أو مجموعتين سنوياً، تتنوع ما بين الشتوي والصيفي والعبايات والجلابيات والقفاطين، والأحب على قلبي دوماً هي مجموعة القفاطين الرمضانية، فشهر رمضان شهر مميز لنا، والناس تكون سعيدة، والتفاعل ومشاركة الصور؛ كل ذلك يكون رائعاً".
متمسكة بالأصالة
واختتمت الظاهري حديثها بالقول: "هناك مقولة شعبية معروفة عندنا (اللي ما له أول ما له ثاني)، وأنا كمصممة متمسكة بالأصالة والأفكار التقليدية، ولديّ ارتباط وثيق بالأساس، لذلك تجدون أن كل تصاميمي تدور نحو نفس التفاصيل؛ الألوان الهادئة، الأكمام، التفاصيل البسيطة، ولكن مع لمسة خاصة تجعلها متميزة وذات هوية، وهذا هو الإبداع؛ أن تجلبي الأفكار العصرية، وأن تدمجيها بطريقة فنية مع الطابع التقليدي. ورسالتي للمرأة دوماً هي: كوني راقية، وقوية وبسيطة، فالرقي يكمن في البساطة."
يذكر أن نور الظاهري قد تخصصت بعلوم الحاسوب، ونالت الماجستير في الذكاء الاصطناعي في هولندا، لكن شغفها بعالم الأزياء، والذي ظهر لديها منذ الصغر، وملاحقتها لأحلامها وطموحاتها، كل ذلك قادها إلى أن تصبح واحدة من أبرز المصممات الشابات في المملكة حالياً، رغم أنها واجهت العديد من التحديات في بداياتها، مثل كيفية كسب ثقة الناس بالتجارة الإلكترونية، والثقة بعلامتها التجارية كمصممة سعودية غير متخصصة في الأزياء، والمنافسة من المصممين الأجانب في السوق السعودي.
(الصور من المصدر: المصممة نور الظاهري)
اقرأوا المزيد: كأس السعودية نافذة إبداعية لمصممات 100 براند سعودي
