مايا الهواري
مايا الهواري

يحتلّ العمل مكانة مهمّة في حياة البشر فهو سرّ من أسرارها، كما أنّه يعطي للإنسان قيمة ومكانة عالية، ويدفعه متسلّحاً بالأمل حتّى ينهض لتحقيق كلّ ما يصبو إليه، الإنسان بلا عمل كشجرة بلا ثمار، هو روح للفرد يمنحه درجة القبول في المجتمع، ويرتقي به نحو القمّة خاصّة إن تحلّى بالأمانة والإخلاص، وكان متعاوناً متكاتفاً مع الآخرين، ما يرفع طاقته الإيجابيّة ويحسّن من حالته النّفسيّة، وهذا بدوره يؤدّي لتنظيم حياته، ما يسهم بزيادة حجم الاستثمارات بما يعود عليه بالفائدة، مع الانتباه لنقطة مهمّة وهي أنّ العمل لا بدّ أن يكون عملاً في المكان المناسب والصّحيح لا الخاطئ، وأن يرسم الشّخص مسار حياته بشكلٍ سليم وعمل دؤوب، على الرغم من ذلك قد تحدث أمور وثغرات خارجة عن السّيطرة ولم تكن بالحسبان وغير صالحة للفرد، لذا كان شرطاً أساسيّاً لنجاح العمل أن يتوافر عنصر التّخطيط الجيّد لمعرفة ما هو متاح وما هو مطلوب، وبالتّالي الحصول على النّتائج المرغوبة والأهداف المرجوّة خلال فترة زمنيّة معيّنة وبأقل تكاليف ممكنة.

 

 

ولا ننسى عاملاً مهمّاً في تحقيق النّجاح إضافة للتّخطيط والعمل الدّؤوب، ألا وهو النّيّة الصّافية فهي تعدّ عاملاً مهمّاً ومساعداً كالبوصلة، إذ توجّه الفرد وتقوده للطّريق الصّحيح فيما لو بدأ عملاً جديداً لا يناسبه أو أنّ نتائجه لن تكون في مصلحته، وهنا تلعب النّيّة الصّافية دور الموجّه الأساسيّ للسّلوك والتّصرّفات وتعديل المسار نحو الأفضل، وسيسخّر الله للإنسان أشخاصاً طيّبين يساندونه، وظروفاً حسنة تدعم مسيرته وتعدّل سلوكه نحو السّليم، ذلك أنّ هذه الحياة كلّها بيد الله يسيّرها كيفما شاء، فلا عبث فيها، كلّها مقدّرة بقدر، وكل ما يقوم به الفرد من قول أو عمل سواء بمقابل أم من دون مقابل لا يذهب هباءً منثوراً، إنّما يوفّى أجره عند ربّ العباد، والله لا يضيّع مثقال ذرّة.

إنّ كلّ ما يتعلّمه الإنسان ويمرّ به يُعتبر بمثابة دروس يكتسب منها المهارات والخبرات، وكلّ عمل يقوم به الفرد هو مصدر سعادة حقيقيّ له، فيشعر بقيمته وأنّه عنصر فعّال في مجتمعه، استخلفه الله تعالى على هذه الأرض ليضع بصمته التي ستبقى أثراً جميلاً للأجيال القادمة، فلتكن بصمة كلّ فرد بصمة إيجابيّة، ومنارة يهتدي بها كلّ تائه، فالعمل عبادة وروح وحياة.