لم تبدأ المصممة القطرية، ندى خميس السليطي، مسيرتها المهنية بتصميم المجوهرات، حيث كانت تعمل في قطاع مختلف تماماً. لكن كان لديها شغف كبير بالمجوهرات منذ الطفولة. وعندما بدأت بالتصميم، فازت في عام 2007 بأول جائزة إقليمية، ما حثّها على أن تدخل المهنة بشكل احترافي. في هذه المقابلة نتعرّف عليها، وعلى أسلوبها في التصميم، وآخر ما طرحته في الأسواق.
كيف بدأت علامتك؟
أنشأت مجوهرات «هيرات» في العام 2011، واستوحيت اسم العلامة من عبارة الهير، وهي مفردة كلمة هيرات، والتي تدل على مكان غوص اللؤلؤ، أو مغاصات اللؤلؤ، في قطر. فقد كان جدي الأكبر تاجر لؤلؤ، وأحببت أن أكمل مسيرته بطريقتي الخاصة. وكان هدفي من اختيار هذا الاسم هو توضيح جذور ومصدر إلهام العلامة التجارية. أنا أطمح أن تصل «هيرات» للعالمية، ولذلك أغلب تصاميمي تجمع بين التراث والحداثة.
قمت بافتتاح بوتيك «هيرات» الأول والرئيسي في نهاية 2019، في خطوة نقلت علامتي إلى مستوى أعلى وأشمل، حيث كانت تصاميمي في بداية مسيرتي تنحصر بين الأصدقاء والمعارف، الآن أستطيع أن أقول إن «هيرات» أصبحت معروفة في قطر والخليج وأيضاً العالم.
أخبرينا عن اللحظة التي اكتشفت فيها حبك للمجوهرات وتصميمها؟
منذ طفولتي كنت أذهب مع أمي للتسوق، وكانت هي من فتح باب الإلهام لي. لفتتني المجوهرات منذ صغري، واخترت بعضها مع أمي، وهذا ساعدني في معرفة الكثير عن اللؤلؤ والأحجار الكريمة.
كيف صقلت موهبتك في تصميم المجوهرات؟
بالتعليم والاطلاع، والتعلّم من الناس ذوي الخبرة في المجال، فالتعلم المستمر هو السرّ وراء كل نجاح. يجب تطوير نفسك دائماً لتبقي على دراية بالمستجدات من حولك.
تابعي المزيد: المصممة ماريان صموئيل: مجوهراتي تجسد مفاهيم الحقيقة والفرح والجمال
مميزات العلامة
ما هي الخطوط المميزة التي تتسم بها العلامة؟
تتسم لغة التصميم لديّ بالمزج بين التراث والحداثة، حيث إنني أستلهم التصاميم من الطبيعة والعمارة القطرية التراثية. هذه العناصر تتجسد في المجوهرات بطريقة حديثة يمكن ارتداؤها بطرق مميزة. كما وتتسم خطوطنا بالعملية، حيث يمكن لبس المجوهرات بطرق مختلفة، ويمكن تغيير المظهر من صباحي هادئ إلى مسائيّ راقٍ.
أي أحجار تفضّلين اعتمادها لترصّعي بها مجوهراتك؟
استخدم حجر الأوبال بكل أنواعه، المستخرج من المكسيك وأثيوبيا وأستراليا والبرازيل، وخصوصاً الأوبال الأسود. كما نستخدم في القطع المميزة أحجاراً كريمة نادرة مثل الألكسندرايت. كما أننا نستخدم اللؤلؤ في أغلب تصاميمنا، سواء اللؤلؤ الطبيعي أو المزروع.
لماذا تتخصصين في هذا النوع من التصاميم؟
كما ذكرت سابقاً، أغلب تصاميم «هيرات» تجمع بين التراث والمعاصرة، وأنا كمصمّمة قطرية أود أن أعكس تراث المنطقة العربية التي أنتمي إليها، وبالأخص بلدي قطر، وتفاصيل جماله المخفي من خلال شغفي، وهو المجوهرات. هذا الدافع أتى بعد استقراري في أوروبا، والتدرب في إحدى دور المجوهرات العريقة خلال بداية مسيرتي. وكنت دائماً أتساءل ويزعجني أن تراث وجمال بلدي لا ينعكسان في المجوهرات، ويمكننا فقط رؤيتهما عن طريق المتاحف، أو الأماكن التراثية، من هنا أحببت دائماً أن أقوم بهذا الدور وعكس جماله في الحلي والمجوهرات.
تصاميمنا تجمع بين التراث والحداثة في لغة التصميم
بذرة الإلهام
كل قطعة من مجوهراتك وكأنها تحكي قصة أو تحتفي بمناسبة، هلا تحدثينا عنها؟
بالطبع، كل الأشياء العظيمة تبدأ ببذرة الإلهام التي تولد عن طريق ملاحظة، ذاكرة، أو حتى موقف. وتتطلب كل قصة أن يتم التعبير عنها من خلال حجر مختلف، لتحقيق انعكاس دقيق لهذه القصة أو الذكرى.
ما هي مجموعتك لعام 2023؟
آخر مجموعة لي أطلقتها مع مهرجان كتارا الدولي للخيل العربية، حيث كانت هيرات الراعي الماسي له. وكان لاسم هذه المجموعة نصيب من هذا المهرجان، ولهذا سمّيت بالمهرة، وهي الخيل الذي يبلغ من العمر سنة أو أقل، كونها مجموعتنا الأولى المستوحاة من الخيول العربية وتفاصيلها، لما تشتهر به هذه الخيول من جمال خلاب.
تابعي المزيد: المصممتان العنود والجازي الثنيان: مجوهراتنا تواكب الجيل الجديد بلمسات راقية
دعم المواهب الشابة
كونك مصممة قطرية ما هي توقعاتك لمجال تصميم المجوهرات في بلدك؟
مجال تصميم المجوهرات في ازدهار مستمر، ونرى العديد من المواهب الشابة والوجوه الجديدة. نحن فخورون بدعمنا للمواهب الشابة، ومنهم الشيخة شعاع، ذات الخمسة عشر عاماً، حيث دعمتها هيرات للبدء في مسيرتها في عالم المجوهرات وتطوير قطع الإكسسوارات الخاصة بها، وتحويلها إلى مجوهرات مستلهمة من الخيول العربية، علماً أنّ الشيخة شعاع تهوى الخيل منذ نعومة أظافرها.
هل هناك اتجاه معين في انتقاء ألوان الأحجار الكريمة المستخدمة في تصاميم العلامة؟
لا، فكل مجموعة تتميز بروح فريدة، ويتم اختيار الألوان على هذا الأساس. وبناء عليه، لكل مجموعة قائمة ألوان خاصة بها، تحدّدها قصّة ومصدر إلهام معيّنان. لهذا السبب لا ننحصر بألوان معيّنة لكل العلامة.
بواقع خبرتك، كيف يمكن العناية بالمجوهرات والحفاظ عليها؟
عن طريق حسن التخزين، السلاسل مثلاً يجب أن توضع بطريقة معينة لتجنب التشابك. أما بالنسبة للأحجار، فكل حجر يحتاج إلى عناية مختلفة، مثلاً هناك أحجار مثل الزمرد والأوبال واللؤلؤ لا يفترض تعريضها للحرارة والمواد الكيماوية، كي لا تفقد رونقها وجمالها.
لا يفترض تعريض الحجارة الكريمة للحرارة والمواد الكيماوية، كي لا تفقد رونقها وجمالها
صعوبة وفرح
ما هما المرحلتان الأكثر متعةً والأكثر صعوبة، في تصميم قطعة مجوهرات؟
المرحلة الأكثر متعة هي عندما أصمم قطعة خاصة، وعندما يكون الشخص الذي طلب التصميم سعيداً بالنتيجة. أفرح أيضاً أمام فرحة العروس وهي ترتدي مجوهراتها. كلّ هذا يجعلنا فخورين جداً وسعداء بما ننتجه. أما أصعب شيء فهو التصنيع، بسبب كلّ الأمور التقنية الدقيقة التي نحرص عليها.
من هو مصمّم المجوهرات الذي يلهمك بتصاميمه ومسيرته؟
هناك أشخاص كثيرون يلهمونني، منهم المصمّم أليساندرو سيباستياني Alessandro Sebastiani، وهو مصمّم إيطالي يعيش في باريس، يعجبني عمله، وأستلهم الكثير منه. كما أنني أعدّ المصمم جويل أرثور روزنتال Joel Arthur Rosenthal المعروف بـ JAR، من الأشخاص الملهمين بالنسبة لي.
كيف يمكن لقراء مجلة «سيدتي» الحصول على تصاميمك ومتابعة جديدك؟
يمكنهم متابعة صفحة «هيرات» على انستجرام Hairaat@
تابعي المزيد: المصمم وسيم عواضة: لدي شغف بالأشكال الهندسية وأعشق زها حديد
