تنتمي روزان نشار إلى فئة المصمّمين السعوديين المفتونين بالتراث، فهي تغوص في مراجع سعودية قديمة، وتقدم أثاثاً وإكسسوارات تجمع بين الماضي والحاضر، وهذه الأخيرة قادرة بالتالي على أن تتخذ مكانها في أي منزل، مهما كان غارقاً في الحداثة. ترى نشار في التصميم متنفّساً، وهي تتحدّى كل قاعدة جامدة وتطوّعها لتقدم بعداً آخر للتصميم التراثي، مع احترام لهجته. في هذا الحوار، تتحدث المصممة السعودية إلى «سيدتي» عن هوى المهتمين بتصاميمها بالهوية العربية والتراث الإسلامي، وعن كيفية تحديث القديم، وجعله يعبّر عن «شخصية» متفرّدة.
بعد دراسة التصميم الجرافيكي في كلية دار الحكمة، سافرتِ إلى بريطانيا لمتابعة دورات في التصميم وتصميم المنتجات؛ هل عالم التصميم الجرافيكي في شقه العملي، لم يرق لك؟
صحيح، بعد دراسة التصميم الجرافيكي، سافرت الى بريطانيا لمتابعة شغفي والتحقت بدورات في التصميم بـ«جامعة سنترال سانت مارتينز»، لأني بعد التخرج والممارسة وإنجاز بعض المشاريع في التصميم الجرافيكي، اكتشفت أن الجلسة المكتبية لا تستهوني وتيقنت أن ميولي تتجه إلى تفقّد وتحسّس الأشياء، رغبةً في تغييرها وتطويرها عن طريق مزج أفكاري بها، لإثرائها بهوية جديدة وفريدة.
«متنفّس»
ماذا يُمثّل لك التصميم؟
أرى في التصميم متنفّساً لي؛ أُعبّر في هذا العالم عن ذاتي وذوقي وشخصيتي ورسالاتي ولغتي الخاصّة... إنه يجعلني أشعر بالحياة.
تُركّز أعمالك على تقديم التراث، بصورة محدّثة؛ من هم المهتمّون بهذا الميل راهناً أو بعبارة أخرى من هم العملاء؟
عملائي مختلفون جداً، سواء تعلّق الأمر بمساكنهم أو أذواقهم أو أعمارهم، لكن يجمع بينهم حبّ الهوية العربية والتراث الإسلامي. لأن تصاميمي مرنة في جمعها بين الحديث والقديم، تمكنت بفضل الله من توسيع دائرة عملائي واستقطاب غالبية الأذواق.
هل يزداد الاهتمام بتصاميمك في مناسبات معينة (رمضان، مثلاً، وعيد الفطر...)؟
في رمضان، تزداد رغبة الناس في اقتناء الأثاث والإكسسوارات لتزيين بيوتهم، ابتهاجاً بالشهر الكريم، كما لتزيين موائد إفطارهم العامرة بالأهل والأصدقاء، إذ يتميز رمضان بطابعه الفني التراثي، كما ببركته على الصعيد الاجتماعي. أضيفي إلى ذلك، في يوم تأسيس المملكة العربية السعودية، يميل كثيرون إلى اقتناء قطع ترمز إلى مملكتنا الحبيبة.
هل يناسب كل من الأثاث والإكسسوارات المحملة بتوقيعك طرز المنازل المختلفة، حتّى لو كانت الأخيرة غارقة في العصرنة؟
من أكثر الأشياء التي ألقي لها بالاً خلال رحلة تصميمي هو أن تكون القطع المنتَجة مرنة و«مخضرمة» لتوائم أي طابع ديكور منزلي. أحب أن تكون قطعي متجددة، فلا تتقيّد بزمن أو ظرف، لذا أحرص على إضافة بصمة مختلفة ومميزة للعمل. أحب أن أنتج، وأحب لقطعي أن تندمج.
تابعي اللقاء مع المصممة جودي زيدو: المساحات الواسعة تعطي مجالاً أكبر للإبداع
كسر القواعد
الخوض في التراث الإسلامي، كما في التراث السعودي، قد يُلزم المصمّم بقواعد محدّدة؛ هل تطبقين ذلك في أعمالك أم هناك مجال للابتكار على الدوام؟
هناك على الدوام مجال للإبداع والابتكار، وشخصية المصممة في داخلي تحب أن تكسر القواعد، مع احترام لهجة التراث وطابع العمل.
ما هي ألوان التصاميم المُعاصرة التي تستذكر التراث؟
ليس هناك لون محدد أود أن أُسلّط عليه الضوء؛ مهما كان اللون الموظّف في صبغ القطعة التراثية، فإن الأخيرة مبهرة بـ «شخصيتها» وطابعها المتفرد، وهذا ما يُميّز التراث.
الحرفيون تفهّموا طبيعة عملي وعرفوا أني دائماً أكسر القاعدة
الحرفية عالية جدّاً
يُلبي الأثاث الذي يحمل بصماتك شروط الراحة، وهو مُنفّذ في السعودية؛ هل تُلاحظين أن الحرفية ماهرة أم يتطلّب الأمر تدريب العمالة اليدوية على الدوام؟
كلمة حقّ تُقال، في هذا الصدد، إن الحرفية عالية جدّاً. مع الوقت، تفهّم الحرفيون طبيعة عملي وطريقتي، وعرفوا أني دائماً أكسر القاعدة بشكل أو بآخر، فتمرسّوا وأصبحوا أفضل في تجاوز التحديات والصعوبات التي يولّدها أي مشروع.
ماذا عن مواد الأثاث والإكسسوارات؟
الخشب هو المتسّيد في غالبية أعمالي، وهو أساس القطع التي أزيّنها بمواد أخرى أستخدمها بحسب نوع المشروع. أحاول على الدوام تجربة أشياء ومواد جديدة ومختلفة حتى أصِل الى منتج خارج عن المألوف.
هوية معاصرة
كيف يمكن تطوير التصميم التراثي، ليواكب الحداثة؟
يأتي التطوير من منظورين: إمّا عن طريق الاستخدام، وإما عن طريق تنوع المواد التي تُضاف إلى العمل لتعطيه هويته المعاصرة.
وفي سياق عالم التصميم والديكورات نقترح عليك متابعة اللقاء مع سيدة الأعمال والمصممة السعودية مي الرفيعي: أحب تصميم أمكنة متحوّرة لا تكبر مع الزمن