وراء كل امرأة رجل

الدكتورة مايا الهواري
مايا الهواري
مايا الهواري

وراء كل امرأة واثقة من نفسها رجل يحبّها ويدعمها ويدلّلها، هل هذه الكلمات صحيحة أم لا؟ فكنا نعلم أنّ وراء كل رجل عظيم امرأة، فهل وراء كل امرأة عظيمة رجل؟

طبعاً وراء كلّ رجل عظيم امرأة ووراء كلّ امرأة عظيمة ناجحة رجل، ولكن ليس شرطاً أن يكون هذا الرّجل زوجاً، فقد يكون أباً، أخاً، عمّاً، ابناً، فسبحان الله رغم ما تمتلكه المرأة من قوّة إلّا أنّها بحاجة لطاقة الرّجل وطاقة الذّكورة في حياتها، علماً أنّ هناك تفاوتاً بين حاجة الرّجل والمرأة كلّ منهما للآخر، فالرّجل دائماً لا يستغني عن المرأة وهي كذلك لا تستغني عنه، إلّا أنّ حاجة الرّجل للمرأة أعمق من حاجتها له، نعم تحتاجه ولكنّ مسيرة الحياة تفرض عليها أن تصبح أرملة، أو تنفصل عن زوجها، أو قد لا تتزوّج أبداً، وهذا يؤوّل لأن الرّجل في حياتها مهمّ ولكنّه ليس أساسيّاً بعض الأحيان، أمّا المرأة في حياة الرّجل كائن أساسيّ مهمّ جدّاً جدّاً، إنّ الحياة عبارة عن عمليّة تشاركيّة بين الرّجل والمرأة ولا تستقيم من دونهما، ولكنّ البعض ينظر للمرأة نظرة قاصرة، وأنّ مكانها المطبخ والمنزل فقط، ولا يوليها أيّ اهتمامٍ وكأنّها قطعة أثاث لا غير، وهذا النّوع من الرّجال لا يستطيع تكوين أسرة ناجحة، والّتي تُعدّ الخليّة الأساسيّة في المجتمع، وذلك لإنهائه دور المرأة، ولو فكّر قليلاً لعَلِمَ أنّها عنصر فعّال، ولَعَلِمَ حكمة الله من خلق الأنثى والذّكر، وأنّ كلّاً منهما يكمّل الآخر بسماته وصفاته المختلفة.

 

في الجهة المقابلة نجد الرّجل الّذي يولي المرأة اهتماماً كبيراً ويكون سندها في هذه الحياة، يعرف قدرها وأنّ الله كرّمها والنّبيّ الكريم أوصاه بها، يقول عليه الصّلاة والسّلام: (رفقاً بالقوارير)، يساندها وقت الحاجة ويكون بمثابة الجبل الصّامد الّذي تستند عليه أثناء تعبها، هذا الرّجل داعم ٌ للمرأة، يدفعها نحو تحقيق النّجاح الباهر، لأنّه يأخذ بيدها ويساعدها على تجاوز المحن والصّعاب، مدركاً أنّهما كائن واحد خلقهما الله ليتكاتفا ويعملا يداً بيد لتحقيق حياةٍ جميلة وأسرة ناضجة، علماً أنّ هذا الرّجل الّذي يساند المرأة لا يكون زوجاً، بل يكون والدها، أخوها، ابنها، عمّها، يكون أباً يساند ابنته وأخته، يكون أخاً يدعم أخته، وهكذا، فكما تقف المرأة مع الرّجل في الأزمات وتكون عوناً على تخطّي الصّعاب، هو بدوره يجب أن يكون داعماً لها ويكرمها، فالرّجل يسمّى رجلاً عندما يعرف قدرَ المرأة ويحترمها لا يهينها ويحطّ من قدرها، وقد قال رسول الله: ( ما أكرمهنّ إلّا كريم وما أهانهنّ إلّا لئيم)، لذا وراء كلّ امرأة عظيمة رجلٌ عظيم تربّى على يد امرأة عظيمة.