إتيان بسطرمجي، معماري ومصمم داخلي ومصمم منتجات وأستاذ جامعي وباحث لبناني، يؤمن بالمفاهيمية منهجاً في العمل، ويغوص في علاقات البشر مع الفضاءات المعمارية والأشياء. عام 2017، شارك بسطرمجي مع ندى برجي، في تأسيس علامة BoBa التجارية لصنع منتجات متعددة الوظائف غالباً، تتكيف مع مساحات الفراغات المعمارية الصغيرة وطرق حياتنا الجديدة. كان بسطرمجي يتجهز للسفر إلى ميلانو، للمشاركة في النسخة الواحدة والستين لـ «مهرجان ميلانو للأثاث» Salon Del Mobile، عبر مجموعة، بعنوان «°660.3 - قصائد مصبوبة»، حين تواصلت «سيدتي» معه. عن المجموعة، ومجموعات أخرى، والأسلوب في العمل متعدد الوسائط، يتحدث بسطرمجي، في هذا اللقاء.
طريقة معيشة البشر في المدن محرّك لأعمالي التصميمية
هل للنوستالجيا تأثير حاسم في أعمالك؛ بعبارة أخرى كيف تصف أسلوبك التصميمي؟
أعتقد أن كل امرئ يستوحي من النوستالجيا، من دون أن يرسم عمله ذلك، بصورة مباشرة، بالضرورة، لكن أرى أنني أنحو أكثر منحى الحدّ الأدنى والوحشية (اتجاه في العمارة والتصميم يبعد عن الزخرفة ويوظّف المواد الخام ويركز على النفعية في التصميم)، في أعمالي.
ما هو تأثير مدينة بيروت عليك وعلى تصاميمك؟
المدينة ملهمة وجامعة للخبرات ومصدر يوجه الأعمال.
عملت لأعوام مع ندى برجي، في إطار التعاون على صعيد تصميم المنتجات. أخبرنا المزيد عن هذه الشراكة.
كان التعاون مثمراً للغاية، وهو دام لأعوام، طورنا خلالها منتجات عدة؛ كانت النقاشات ممتعة، فكل منا أفاد من وجهات نظر الآخر، وأفكاره التصميمية.
تابعي المزيد: المصممة Bani Singh: أعمالي تجعل المساحات «تهمس» وتثير المشاعر
زوايا المباني القائمة
تنتمي المرآة إلى مجموعة Shaping 90° ، وهذه الأخيرة ثمرة عمل تعاوني مع ندى برجي، ومستوحاة من زوايا المباني القائمة. المرآة عبارة عن صفيحة معدنية واحدة متوافرة بحجوم مختلفة (صغير ومتوسط وكبير)؛ ومدمج بها رفّ وشمّاعة، أي هي متعددة الوظائف، فأنا دائم التمسك بهذا النهج في أعمالي التصميميّة.
ماذا عن مجموعتك من تصاميم الطاولات والمحملة بعنوان Array؛ في إطار أخذ الاستدامة في الاعتبار؟
كانت مجموعة Array بدورها، عملاً تعاونيّاً مع ندى برجي؛ استخدمنا في التصاميم، أنواعاً مختلفة من المعادن، وفكرنا في كيفية الإفادة من ألواح عدة منها، حتى الحد الأقصى، ما قدم نهجاً مستداماً للمنتج.
الأشكال المنحنية واضحة في تصاميمك، لا سيما المنتجات منها؛ هل يتعلق الأمر بمسايرة الموضة، أم هناك ميل آخر متعلق؟
تتخذ عناصر الطبيعة أشكالاً منحنية وعضوية؛ ينعكس هذا الإلهام في الأعمال التي أطوّرها، على الدوام، سواء بصورة واعية أو غير واعية.
تابعي المزيد: المصممة جودي زيدو: المساحات الواسعة تعطي مجالاً أكبر للإبداع
طريقة المعيشة في المدن
نظراً إلى ضيق حجوم الشقق أو «الاستديوهات» التي يسكنها الأزواج راهناً، هل تراعي المنتجات التصميمية هذا الأمر؟
في بعض الأحيان، يضع المصمم هذا الأمر في الحسبان؛ فقد طوّرت وفق ذلك، منتجات مجموعة Shaping 90°، المناسبة لزوايا المنزل، والقادرة على التكيّف مع الشقق الأصغر. لكن، ليس صغر حجوم الشقق هو المحرك الرئيس الذي تُصمّم المجموعة بناءً عليه على الدوام، الأمر الذي آخذه أكثر فأكثر في الاعتبار هو طريقة معيشتنا في المدن.
هل تُفضّل العمل على مشاريع التصميم الداخلي السكنية أو التجارية أو على تصميم المنتجات؟
كما تعلمين، فإن «الاستوديو» التصميمي الخاص بي متعدد التخصصات، إذ يتولى مشاريع العمارة والتصميم الداخلي، كما صنع المنتجات؛ صراحة لا أفضل العمل في مضمار أكثر من آخر، فالفكرة تقود كل أعمال «الاستوديو». وأعتقد أن المرء يثري ذاته، عندما يوظف مهاراته المكتسبة من تصميم أو مشروع ما، في تصميم آخر أو مشروع آخر.
كل قطعة في مجموعتي الجديدة عبارة عن لغة بذاتها
«قصائد مصبوبة»
أطلق المصمم إتيان بسطرمجي، وحده، في النسخة الواحدة والستين لمهرجان ميلانو للأثاث Salon Del Mobile، مجموعة، بعنوان «°660.3 - قصائد مصبوبة» تشتمل على تركيبات الإضاءة الجدارية والمنضدية والمنسدلة والأرضية، بالإضافة إلى مرآة مصنوعة بالكامل من المعدن. عن المجموعة يقول لـ «سيدتي»: «طالما كنت مفتوناً بالقمر؛ استدارته وملمسه وظله وضوءه، فهو ألهم العديد من الشعراء والمغنين، مثل: فان موريسون الذي غنى Moondance البديعة». ويضيف: «عناصر المجموعة تغوص في معاني القمر الباطنية والملهمة، هي بمثابة رحلة لاكتشافه. قطع المجموعة المفاهيمية ذات الأوزان الخفيفة تدفع إلى استكشاف كل إمكانات مادة الألمنيوم عن طريق اللمس، كما إعادة النظر في الجاذبية وتحديها بصورة تقنية، وتركز على الظلال والقوام». القمر حسب بسطرمجي يخفي أحياناً أسراره ويكشف عنها في أحيان أخرى؛ يُفسّر هذا النهج علاقتنا بالكون في وقت أصبح فيه السفر عبر الفضاء متاحاً، والبشر يسعون إلى فهم الكون حولهم. كل قطعة في المجموعة حسب تعابير المصمم اللبناني لغة بذاتها، تندمج بعين المراقب؛ «الكائن» المطوي على الحائط أو المنسدل، يدخل في اتصال مباشر مع الهندسة المعمارية. يقوم الظل، انعكاس «الكائن» بفك تشفير العمارة، مع خلق مساحة فرعية داخلها.
تابعي المزيد: المصممة روزان نشار: أحب أن تندمج قطعي بأي منزل مهما كان طرازه