تسعى المنظمات التجارية منذ تأسيسها إلى التطور والنمو؛ لتحقيق الأمر، تتعدد المفاهيم الحديثة المساهمة في جعل الأعمال تسير بشكل أسرع وتتقدم. لذا، لا مناص من إدراك رائد الأعمال لهذه المفاهيم، وتبنيها. تشتمل المفاهيم المذكورة، على: النضج المؤسسي الذي تتطرق السطور الآتية إلى ماهيته وأهميته ومستوياته.
ما هو مفهوم النضج المؤسسي؟
حسب خبير التخطيط الاستراتيجي والتطوير المؤسسي أحمد الحداد، فإن النضج المؤسسي "مفهوم يشير إلى درجة نضج ونمو الشركة على المستوى الإداري والتنظيمي والبنيوي، كما إلى القدرة على التكيّف مع المتغيرات، والتغيير لتحسين الأداء وتحقيق الأهداف الاستراتيجية والاستمرارية في ظل الأزمات".
ويعدّد الحداد بعض الأمثلة عن مظاهر النضج المؤسسي في الشركات، مثل:
- حداثة الهيكلية الإدارية والتنظيمية.
- تطبيق العمل المؤسسي.
- تبني الشركة لأنظمة الجودة والمخاطر.
- امتلاك الشركة كفاءات مرجعية في العمل المؤسسي.
- مواكبة تحولات السوق والمتغيرات التقنية.
- وجود بنية تحتية حديثة.
عن أهمية النضج المؤسسي، يشير موقع البرمجيات السحابية Vmware إلى ضرورة قيام كل شركة بقياس النضج المؤسسي ورفع مستواه، لأنه من دون مستويات كافية من النضج، لا يمكن تنفيذ العمليات والوظائف والقرارات، بشكل قوي وفعّال، فالنضج التنظيمي هو مقياس لاستعداد المنظمة وقدرتها التي يتم التعبير عنها من خلال أفرادها وعملياتها وبياناتها وتقنياتها وممارسات القياس المتسقة المعمول بها.
تشتمل فوائد تطبيق النضج المؤسسي، على:
- تحسين الإنفاق، وذلك بعد تقييم احتياجات المؤسسة بشكل أفضل وتعيين المواضع التي ينبغي الصرف فيها، بالفعل.
- زيادة الإنتاجية وتقليص الأوقات المخصصة للعمليات غير الفعالة.
- تحصيل معلومات موثوقة عن كل العمليات.
- زيادة رضا العملاء وتحسين العلاقات التجارية.
مستويات النضج المؤسسي
من جانب د. محمد العامري، المدرب المعتمد والخبير التعليمي، فإن مستويات النضج المؤسسي الخمس، هي:
1. المستوى الأول أو الأولي يتمثل في منظمة غير مدركه تمامًا لأدواتها وكيفية إدارة الأداء، مع التركيز بشكل مفرط على النتائج الفورية، وملاحظة أن الشفافية محدودة في الإجراءات ومستويات الأداء، وأن العمليات غير متسقة وأن هناك انقطاع في التواصل واضح بين العمليات والأنشطة الداخلية. إلى ذلك، هناك عدد محدد من الموظفين، وغياب دعم الإدارة العليا لمشاريع إدارة الأداء.
2. المستوى الثاني هو النامي، ويصف المرحلة، التي تبدأ خلالها المنظمة في اكتشاف أدوات الأداء وتجربتها، مع الإعلان عن الحاجة إلى التحسين وتبني بعض
ممارسات قياس الأداء الأساسية. لكن، لا تزال المنظمة، في المرحلة النامية، تشكو من عدم التنسيق في ما يتعلق بالعمليات الداخلية ومن أن استراتيجية المنظمة مجرد وثائق رسمية وأن اجتماعات مراجعة الأداء لا تقدم المعلومات الكافية وان أدوات إدارة الأداء غير موحدة. كما تبدو الأهداف التنظيمية غير مصاغة بصورة واضحة، في هذه المرحلة، مع ثقافة موجهة نحو الأداء لكن غير مدعمة بمبادرات واضحة.
3. المستوى الثالث أو المنظم يشير إلى اختيار أدوات الأداء الرئيسية، كما دعم ثقافة الأداء من الإدارة العليا وحوكمة محددة بشكل جيد وسيطرة على العمليات الرئيسة وعملية موحدة لإعداد التقارير، مع ملاحظة أن مستوى الوعي بين الموظفين متوسط إلى مرتفع وأن المكافآت تُقدم للموظفين، وكذلك فرص التدريب، وأن هناك جهد منسق في توحيد ممارسات الأداء، كما أن الاجتماعات للمراجعة تُعقد، بشكل دوري، مع وجود قوالب وإجراءات لدعم قياس الأداء والعمل من خلال أدوات وتقنيات إدارة الأداء. لكن، في هذا المستوى، منهجية الأداء لا تنسحب على المستويات التشغيلية.
4. المستوى الرابع "المتكامل" يفيد بأن هناك عملية مستمرة للتغيير وجهد شامل لزيادة الكفاءة، مع تركيز المؤسسة على التتالي والمواءمة وعلى الاختيارات المتكاملة لمؤشرات الأداء الرئيسية "KPIs" والوصول إلى كل أصحاب المصلحة الداخليين والخارجيين. إلى ذلك، هناك عمليات إدارة الأداء متعددة الوظائف والمبسطة وقياس الأداء أي العملية التي تضيف قيمة للمنظمة، مع استخدام فعال لأدوات إدارة الأداء والحوكمة، كما أدوات تقنية وذكاء الأعمال لإعداد التقارير، ودمج قياس الأداء بالأنشطة العائدة إلى المستويات التنظيمية. في هذا الإطار، قد يهمك الاطلاع على مفهوم ذكاء الأعمال بشكل مفصل.
5. المستوى الخامس "المثالي" يتكشف عن استخدام نماذج إدارة الأداء القياسية وشفافية النظام والتحسين المستمر للأداء والوعي المرتفع لموظفي المنظمة، مع عرض نتائج مؤشرات الأداء في لوحات المعلومات واختيار عمليات إدارة الأداء وتجربتها ومواءمة التخطيط الاستراتيجي مع العمليات الرئيسية.
باختصار، هناك دورة حياة قياس أداء متكاملة. إلى ذلك، تعتمد الاستراتيجية على أدوات بسيطة وواضحة، مع ملاحظة أن الأنظمة متكاملة وتعتمد على أحدث التقنيات والمؤشرات تتناول كل المستويات.