ساعات قليلة تفصلنا عن مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث مع الملكة القرينة كاميلا، ومع مناسبة بهذا الزحم، يتساءل الكثيرون عن المجوهرات والتيجان التي سنراها خلال حفل التتويج، ومما لا شك فيه بأنه سيتم تتويج الملك تشارلز بمجوهرات العائلة الملكية المعروفة باسم \"مجموعة مجوهرات التاج the Crown Jewels\" ومن ضمنها التيجان التي ترافق تتويج ملوك وملكات بريطانيا، في هذا المقال، لن نتحدث عن كافة التيجان والصولجانات والمجوهرات الخاصة بهذه المراسم، بل سنركز على ألماستين، الأولى اسمها كولينان الأولى Cullinan I ترصع صولجان السيادة Royal Sceptre، أما الثانية اسمها كولينان 2 Cullinan II وترصع تاج الدولة الإمبراطوري The Imperial State Crown، من الشيق معرفة بأن هاتين الألماستين كانتا في الأساس ألماسة واحدة هي الأكبر في تاريخ البشرية حتى اليوم واسمها بالطبع Cullinan قبل أن تقسم لأجزاء منها الألماستين سابقتي الذكر. فما هي قصة ماسة كولينان؟ كم وزنها؟ وكيف وصلت للعائلة الملكية البريطانية؟
ماسة كولينان.. أكبر ألماسة في تاريخ البشرية
في البداية دعينا نعرفك بالسيد ثوماس كولينان، رئيس شركة التعدين Premier Diamond Mining التي أُنشئت عام 1902 والتي أصبحت لاحقاً تُعرف باسم Cullinan Mine، ثوماس كولينان هو بريطاني عاش حياته في جنوب إفريقيا، وقد اكتشف المنجم الذي اختبأت في أعماقه أكبر ألماسة في التاريخ في بريتوريا; عاصمة جنوب إفريقيا الإدارية. في تاريخ 25 يناير من عام 1905، كان أحد مدراء المنجم واسمه فريدرك ويلز Frederick Wells يتجول في أعلى المنجم، ورأى بريق كريستال يتلألأ مع أشعة الشمس في حفرة يصل عمقها إلى 18 قدم في الأرض، حمل ويلز الحجر وأزاح التراب عن سطحه باستخدام سكينه، فوجد ألماسة كبيرة جداً، حملها لمكاتب المنجم وهنا كانت المفاجأة، فهذا الحجر لم يكن مجرد كريستال، بل هو حجر ألماس يصل وزنه إلى 3.106 قيراطاً، أي حوالي 600 غراماً، وهو أكبر حجر ألماس مكتشف حتى يومنا هذا، وقد أسمتها الصحف والتقارير آنذاك بـ\"ماسة كولينان\" كناية عن اسم صاحب المنجم ثوماس كولينان. ما هو مصير هذا الحجر الكريم النادر؟ سؤال استغرقت إجابته ما يقارب العامين من الزمن، حتى تقرر في النهاية إهدائها من قبل جمهورية ترانسفال \"الجمهورية الأفريقية الجنوبية\" التي اشترتها مقابل 150 ألف إسترليني آنذاك، إلى الملك إدوارد السابع في عام 1907 كبادرة مصالحة بعد حرب البوير الثانية التي استمرت من عام 1899وحتى عام 1902. تم تقطيع ألماسة كولينان إلى 9 قطع كبيرة وحوالي 100 قطعة صغيرة. ومن ضمن القطع الكبيرة والشهيرة هي نجمة أفريقيا الكبيرة والصغيرة وكولينان الأولى والثانية.
ألماسة كولينان الأولى والثانية
نرى تاج الدولة الإمبراطوري مرصع بعدة أحجار فريدة من بينها ألماسة كولينان الثانية التي يبلغ وزنها 317 قيراطًا، وهي ثاني أكبر ماسة مقطوعة في العالم، أما صولجان السيادة فرُصع بماسة كولينان الأولى بوزن كولينان الأول، بوزن 530.2 قيراطاً. ويقال بأن ماستين من مجموعة كولينان سيجري إضافتها إلى تاج الملكة ماري الذي سترتديه الملكة كاميلا اليوم وذلك تكريماً للملكة الراحلة إليزابيث.