أعده للنشر- عواطف الثنيان
من أجل ترسيخ قيم التعايش، ودمج الحضارات، تصدر فيلم أنيميشن سعودي قصير( سليق ) للمخرجة أفنان باويان ، قائمة مهرجان أفلام السعودية في دورته التاسعة ،بتنظيم جمعية السينما وبالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وبدعم هيئة الأفلام في وزارة الثقافة واختير لعرضه في افتتاح حفل التدشين المهرجان لأول مرة.
وعبرت المخرجة السعودية أفنان باويان لـ سيدتي عن سعادتها لمشاركتها في هذه الدورة بفيلمها الأول (سليق ) من نوعية "ستوب موشن أنيميشن" واختياره لعرضه في افتتاحية مهرجان أفلام السعودية ، وأرجحت سبب اختياره من قبل لجنة التحكيم لموافقته شروط ومعايير التحكيم وبكونه سعودياً وعالي الجودة .
وقالت أفنان باويان لـ سيدتي بأن فكرة فلم ( سليق ) يحكي قصة امرأة كبيرة في السن اسمها هاجر من مدينة (جدة ) تعيش وحيدة بعد أن غادرها أبناؤها إما للزواج أو العمل أو الدراسة وقد اعتادت من ابنها الكبير زيارتها مع حفيدتها ( لولو ) التي تحب طبق السليق وفي اليوم المتوقع قدومهم تبدأ هاجر بإعداد السليق ، لكن اتصالاً مفاجئاً من ابنها يعتذر عن زيارتها لظرف طارئ أحزنها كثيرا ،وعليها أن تواجه طبيعتها المستقلة بعناد ، عندما تتسبب بطريق الخطأ دخول طيور إلى المطبخ أثناء انشغال هاجر بالمكالمة ، وتسقط الأرز من قدر السليق ويتراكم فائض قدر الأرز المغلي ، ويتحول إلى فيضان يهدد منزلها ، وتقع كارثة في منزلها ، فكيف ستحل هاجر المشكلة وهي تقطن في حي رحل عنه معظم سكانه المحليين وتسكنه جاليات من جنسيات مختلفة مليء بالغرباء مما جعل التواصل معهم صعب لاختلاف اللغة ، فهذا ما سوف يطرحه الفيلم .
تابع المزيد :698 مشاركة تتنافس على خمس مسابقات للدورة التاسعة من مهرجان أفلام السعودية التي تنطلق في 4 مايو
وفي سؤال طرحته سيدتي حول فكرة الفيلم كيف تبلورت؟ أفادت أفنان باويان بأنها استلهمت فكرت الفيلم من الواقع بعد وفاة والدها - رحمه الله - والتحول الكبير في شخصية والدتها ( هاجر ) القوية أن تمسك بزمام الأمور، وتابعت:" ولكنني صدمت بأنها تغيرت وأصبحت أكثر عناداً وتمسكاً بالعادات والتقاليد ومقاومة للتغييرات الجديدة"، مضيفة: "تأملت كثيراً وتساءلت حول لماذا الكبار في السن أقل مرونة في التكيف والتأقلم مع المتغيرات الجديدة وهكذا وضعت الفرضية الأولى للفيلم وبنيت الشخصية الرئيسة هاجر تحت ظرف أو حادثة تجعل تغيرها أمرا حتميا وصنعت نهاية جميلة اتمنى أن يتعلم ويستفيد منها في الواقع".
إلى ذلك يحمل الفيلم رسالة التعايش والانفتاح الثقافي على الآخر فنرى بطلة الفيلم تواجه موقفاً محرجاً وتضطر للتفاهم مع جاراتها اللاتي لا يتحدثن لغتها العربية، فضلاً إلى أن الفيلم يطرح مفهوم الطعام والطبخ كلغة ووسيلة للاندماج بين الحضارات.
الجدير بالذكر : بأنه تم عرض الفيلم (سليق) في مهرجان آنسى الجولي للأفلام الأنيميشن بفرنسا كعرض دولي أول، وللمنافسة على جائزة أفضل فيلم أنيميشن قصير في قسم وجهات نظر ، كما يعد المهرجان أحد أقدم وأكبر مهرجانات الأنيميشن في العالم .