مسافة كبيرة، بل فجوة خطيرة بين ملامح الطفل ضعيف الشخصية وبين الآخر؛ الواثق بنفسه.. القوي الشخصية، والمعروف أن الطفل يكتسب معظم سماته الشخصية وفقاً لأسلوب التربية الذي يتلقاه داخل المنزل، ويلازمه لسنوات طويلة، حتى يصبح شاباً يافعاً.. فيرسم صورة جديدة لنفسه.. بإضافة ما يحب من صفات أو ما يريده من حذف لبعضها الآخر.. لتستقيم حياته.
للتعرف على سمات وعلامات الشخصية الضعيفة، وأسبابها ووضع الطرق لعلاجها يدور التقرير التالي. اللقاء والدكتورة فاطمة الشناوي أستاذة طب النفس للشرح والتفسير.
مظاهر ضعف شخصية الطفل
- شخصية ليست لديها اهتمام أو مساهمة في أي من الهوايات أو الأنشطة.
- شخصية متردّدة لا تستطيع أن تتخذ قراراً ، وتنتظر الغير ليقرّروا عنها.
- شخصية ليست لديها القدرة على المبادرة، أو الشجاعة للتعبير عن مشاعرها.
- شخص مهزوز وخائف، يبتعد إن شعر أن أحدهم يطلب منه شيئاً ما.
- شخصية تمتلك همّة قليلة وحماساً ضئيلاً جداً، وعزيمتها دائماً غير مرتفعة.
- أطفال يتّصفون بالخمول، ويفضّلون الاستماع عن التحدّث؛ لخوفهم من كلامهم.
- ويتهربون من تحمّل أي نوع من اللوم، بل ويلقون أخطاءهم على غيرهم.
صفات الطفل الغير واثق من نفسه..
تابع: طفلة سلبية ومتشائمة ومهزوزة
- طفلة لا تحمل أي طموح، ولا تؤدّي الالتزامات التي تُطلب منها.
- تميل بشكل ملحوظ للعزلة والانطواء، والابتعاد عن الناس وتجنّب مخالطتهم.
- سلبية ومتشائمة معظم الوقت، وتفتقد الصفات القيادية.
- هي شخصية مشتتة فكرياً، ودائماً مشغولة الذهن وتبكي لأتفه الأسباب.
العلاج يبدأ.. بالتشجيع والتكليف والتدعيم
- تشجيع الطفل على الاندماج مع أقرانه، وكسر حاجز الخوف.
- قومي بتعريف الطفل بالمجتمع والناس من حوله، و كسر حاجز الخوف.
- السعي لإشراكه في عدّة أنشطة جماعية عائلية أو مع الأصدقاء حتى يجاريهم.
- كلفي طفلك ببعض المسؤوليات المعينة، وأنت تعلمين أنه قادر على تحقيقها.
- قومي بتدعيم طفلك واجعليه يشعر بمحبتك.. وساعدي طفلك على مخالطة الناس الإيجابيين والمتفائلين دائماً لترتفع معنوياته.
- على الآباء احترام الطفل وتقديره أمام الناس والإعلاء من شأنه، ولا مانع من التحدّث عن إيجابياته، من دون مبالغة.
- محاولة استغلال القدرات التي يتمتّع بها هذا الطفل- ضعيف الشخصية- مهما كانت بسيطة، وكذلك الإمكانيات على أكمل وجه ونشعِرهم بذلك.
هل يحمل طفلك صورة إيجابية عن نفسه؟.
قومي بتدعيم طفلتك وبث الثقة بنفسها
- وتجنبي التدليل الزائد وتلبية المطالب.. فهي السبب الرئيسي لضعف شخصية الطفل.. ومن الممكن أن تكون هذه الصفة موجودة في أحد الوالدين، أو يتصف بها الأخ الذي يكبره.
- وربما كان الضعف بسبب اختلاط المفاهيم في عقل الطفل وتشابهها.. لدرجة أنه لا يفرق بين الشجاعة والعنف، والحرص والجبن، والحياء والخجل.
- كما يأتي ضعف الشخصية نتيجة لضعف ثقافة الابن أو تأخره الدراسي، أو بسبب عدم قدرته على تكوين صداقات.
- وقد يكون سبب ضعف الشخصية؛ ضعف صحي يعتري الطفل، أو لخجله من وجود بعض التشوهات في جسمه، ومن ثمة يخجل من نفسه مفضلاً الابتعاد عن الأطفال.
- وهناك إجماع على أن الحماية المفرطة من جانب الآباء، والقيام بكل شيء نيابة عن الطفل، تعد سبباً قوياً في ضعف شخصية الطفل.
- ولا ننسى أن السخرية من الطفل وتعييره الدائم بضعف شخصيته، وجبنه أمام اتخاذ أي قرار، من الممكن أن يساهم في تكوين شخصية ضعيفة.
علاج لبث ثقة الطفل بنفسه
- الحوار مع الطفل بما يتناسب وعمره، والابتعاد عن التدليل والحماية المفرطة، عدم تعيير الطفل بضعف شخصيته أو جرح مشاعره.
- أن يحرص الوالد على اصطحاب ابنه معه في بعض الزيارات، فيعتاد الخشونة، مع محاولة تعليمه الأسلوب الأمثل للدفاع عن نفسه.
- أن يتركه - والده أو والدته - يعتمد على نفسه في كثير من المواقف، بإعطائه بعض المهام المنزلية، وتشجيعه إن وفق في أدائه.
- مدح الجوانب الإيجابية في الطفل وتشجيعه وإثابته، وأن نشركه في معظم القرارات الأسرية وذلك بقيادة الأب.. مما يمده بالثقة واحترام الذات.
- الحوار مع الطفل بأسلوب يتناسب وعمره حول معنى وأهمية قوة الشخصية، وبيان خطورة التردد والتذبذب، مع تعديل المفاهيم الخاطئة بذهنه.
خطوات تمهد لاسترداد الثقة
- أولاً: يحتاج الطفل إلى التفاعل مع أقرانه لتعلم البعض من المهارات الاجتماعية اللازمة لنموه وتطوره المعرفي، مثل كيفية فهم مشاعر الآخرين والتعامل مع وجهات نظر مختلفة.
- ثانياً: تعلم مهارات الحديث والتفاوض والاختلاف، وكيفية السيطرة على الانفعالات، فالأطفال الذين يفتقدون إلى مثل هذا التواصل الاجتماعي، سيعانون من نقص في خبرات ومهارات الحياة الاجتماعية.
- ثالثاً: محاولة تجنب سمات الطفل الخجول، نظراً لأنه أكثر عرضة للمعاملة السيئة من قبل الأطفال الآخرين، باعتباره هدفاً لسخريتهم وموضوعاً لتندرهم وربما لتعنيفه وضربه، ما يحدث ضرراً واضحاً في صحته النفسية ويقوّض ثقته بنفسه.
- رابعاً: والمشكلة تكون أكبر مع الصبي؛ حيث يواجه صعوبات أكبر، مقارنة بالفتاة بسبب التقاليد والمعايير المتوارثة، والقائمة على تصوير سمات الذكور بالجرأة والحزم والإقدام في المحيط الاجتماعي.
ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.