يضم معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ32 والذي انطلق صباح اليوم الاثنين الموافق 22 مايو ويقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك"، ويستمر حتى 28 مايو الجاري العديد من الفعاليات الثقافية والترفيهية المتنوعة والتي تناسب كافة الأعمار والفئات.
ولعل من الفعاليات التي سيشهدها المعرض احتفاؤه بإنجازات الفيلسوف العربي من القرن الرابع عشر "ابن خلدون" باعتباره "الشخصية المحورية" لهذه الدورة، وستستضيف هذه الفعالية مناقشات متعمقة تركّز على أعمال ابن خلدون وإرثه الفكري.
ابن خلدون
يذكر أنّ "ابن خلدون" يعد عالم من علماء العرب والإسلام برع في علم الاجتماع والفلسفة والاقتصاد والتخطيط العمراني والتاريخ، وقد بنى رؤيته الخاصة في قراءة التاريخ وذلك بتجريده من الخرافات والروايات التي لا تتفق والمنطق؛ ليكون أوّل من طبق المنهج العلمي على الظواهر الاجتماعية. امتهن الكتابة في ديوان الرسائل في شبابه وأصبح رسولاً بين الملوك في بلاد المغرب والأندلس قبل أن يهاجر إلى مصر ويُقلد قضاء المالكية على يد السلطان الظاهر سيف الدين برقوق؛ ترك مُراسلة الملوك وانصرف للدراسة والتصنيف وألّف عديد الكُتب كان من أهمها كتاب: العبر، وديوان المُبتدأ والخبر في أيام العَرب والعَجم والبَربر وَمَن عاصَرَهُم من ذَوي السُلطان الأكبر والذي عُرف اختصارًا بـ"تاريخ ابن خلدون". ومقدمة هذا الكتاب الشهيرة بـ"مقدمة ابن خلدون" والتي تعد كتابًا بذاتها.
ولمؤلفات "ابن خلدون" أثرٌ كبير في الفكر العالمي إذ يُعدُّ أول من درس نشوء وتفكك الدوّل وفق رؤيةٍ كاملة شملت النُظم السياسية والاجتماعية والسياسات الاقتصادية والنقدية إضافة لمستوى التقدم في العُمران المدني، هذه الأفكار جعلت منه شخصيةً مركزيةً في الدراسات المعاصرة، وشكّل عند الغرب منارةً علميةً في العلوم السياسية والاقتصاد فدُرست مؤلفاته وتُرجمت إلى عدّة لغات.
كما يُعدُّ "ابن خلدون" أوّل عالمٍ دوّن سيرته الشخصية كاملةً حيث اشتملت أجزاء تاريخه -مؤلفه الأكبر- على تفاصيل حياته كلِّها، وما عاناه أثناء ولادة وموت الممالك في المغرب العربي إضافةً لما رآه أثناء الإقامة في مصر ووساطته مع تيمور لنك ورحلته لأداء فريضة الحج.
معرض أبوظبي الدولي للكتاب
تجدر الإشارة إلى أنّ معرض أبوظبي الدولي للكتاب هو مِنبر ومنصة إقليمية ودولية رائدة، تُمثل مظلة رئيسية تجمع سنويًّا أقطاب صناعة النشر والصناعات الإبداعية. يُوفَّر المعرض فرصاً واعدة للمُنتمين لهذا القطاع لعقد شراكات جديدة والاطلاع على أحدث اتجاهات وتطورات هذا السوق الواعد ومناقشة أولوياته الأساسية.
وقد انطلق معرض أبوظبي الدولي للكتاب من بدايته، تحت اسم "معرض الكتاب الإسلامي"، في عام 1981، تحقيقاً لرؤية "الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان" رحمه الله.
وتؤكد انطلاقة المعرض على أنّ التعليم والثقافة هما الدعامتان الأساسيتان لبناء دولة قوية متطورة، إلى جانب تطوير علاقات دولية، ومَد جسور التواصل بين مختلف دول العالم، حيث شكَّل المعرض حافزاً لتأسيس نقطة التقاء وسوق لدور النشر في العالم العربي.
وأسهم توالي الدورات الناجحة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، في ترسيخ مكانته لدى أقطاب صناعة النشر على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وتنامت مُقوّمات جَذبه لصانعي المحتوى والمبدعين ومحبي القراءة، عبر مُختلف وسائط النشر التقليدية والرقمية.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر