غالبية الأطفال يُمضون أوقاتهم في الإجازة ما بين مشاهدة الأفلام واللعب بالإلكترونيات، والسهر لأوقات متأخرة من الليل أمام الشاشات؛ مما يحوّل الإجازة إلى وقت ضائع مغلف بالملل والتكرار من جانب الأطفال.. وأمنيات من الأهل بانتهاء هذا الحِمل الثقيل.. والعودة للمدرسة والدراسة والواجبات الإلزامية من جديد، والسؤال: هل ستتركين طفلك طوال أشهر إجازة المدرسة من دون إضافة جديد؟ لا تتحيري.. الأفكار كثيرة.. وكلها تحمل الحرية والانطلاق واكتساباً للمهارات.. ومعها أفكار جديدة مفيدة لطفلك، وما عليك سيدتي الأم، إلا التخطيط لبرامج الإجازة، والاختيار بينها لاستثمارها والاستفادة منها.. اللقاء وأستاذة علم النفس ومحاضرة التنمية البشرية، الدكتورة فاطمة الشناوي؛ للشرح والتفصيل.
دراسة تهمك
أجمعت عدة دراسات تربوية على أن نسبة كبيرة- 87%- من طلاب المدارس بكافة مراحلها، يحدث لهم هبوط وتراجع في مهاراتهم الأكاديمية مع بداية كل عام دراسي جديد؛ لتبدأ معاناة العودة بالطفل لمستواه السابق، من جانب الطفل والآباء والمدرسين.
بينما يمكن للآباء والطلبة معاً.. تفادي كل هذه المعاناة، بمحاولة استثمار الإجازة الصيفية بعدة طرق؛ كي ننمي مهارات صغارنا، وتكون إجازة ممتعة ومسلية في نفس الوقت.. بقراءة القصص، أو تعلم رياضة أو لغة جديدة، تجربة التصوير بالموبايل، وربما بجدول لزيارة معالم ومتاحف البلد.. إلخ.
الأمر في البداية والنهاية لا يتطلب سوى إعداد وتخطيط، ويتم بعقد جلسة عائلية تضم الطفل أو الإخوة كلهم إلى جانب أحد الوالدين أو كليهما وطرح الفكرة.. ثم مشاركة كل فرد برأيه، بحُلم يريد تحقيقه، بفن وحرفة يدوية ما، كان يريد تعلمها، كل ذلك بهدف استغلال واستثمار وقت الإجازة الطويل.
أهمية تنظيم وقت طفلك في المنزل
طرق عديدة لاستغلال الإجازة للأطفال
نظمي وقت طفلك.. بمرونة
- على الأسرة تنظيم وقت أطفالها أثناء العام الدراسي؛ حتى يساعدوهم على رفع كفاءتهم وزيادة تحصيلهم الدراسي، مع الحرص على النوم المنتظم بمواعيد محددة؛ مما يَزيد من تركيز الطفل ورفع نشاطه الجسدي والعقلي وتحسين حالته النفسية.
- وبنفس الطريقة، يجب وضع جدول لتنظيم وقت الطفل أثناء الإجازة؛ كي تتحقق الاستفادة القصوى ولا تضيع هباءً، ومعها تنظيم أوقات الأمهات المنشغلات بالواجبات الأسرية، وذلك بعمل جدول للروتين اليومي يسري على الجميع بالمنزل.
اختاري القصص لطفلك
- يتعلم الطفل بالمشاهدة والتقليد أكثر من تلقي وتنفيذ الأوامر؛ فلو أردت أن يواظب على القراءة، يجب عليك أن تقرأ أولاً، سواء أن تقرأ لهم، أو أن تساعدهم في اختيار قصص مفيدة لهم، وأن تشاركهم الحديث حول ما يقرأون؛ فالقراءة بانتظام للطفل، تجعله يتعلم القراءة بسهولة كبيرة وبسرعة.
اتركيه يلعب في الهواء الطلق
- اللعب في الهواء الطلق يساعد الأطفال على تجديد طاقتهم العقلية والجسدية، كما يمكنك الاشتراك لطفلك في بعض الأنشطة الخارجية ليتعلموا بعض العلوم، كالدوائر الكهربائية، وتصميم الروبوتات، أو الاشتراك في تعلم اللغات، والأهم الاشتراك في نادٍ؛ كي يلعب طفلك لعبة رياضية، تنشّط جسده وتحافظ على صحته وتنظم وقته.
شاركيه التعرف على معالم بلده
- يمكنكم زيارة المناطق الأثرية؛ بدلاً عن الجلوس لمراجعة كتاب التاريخ، أو التنزه في النيل والتنقل بين السهول والهضاب، كما يمكنك الاتفاق مع الأقارب للتجمع؛ لتعزيز العلاقات الأسرية والصداقة بين طفلك وأطفالهم، ولا مانع من زيارة الأطفال في دُور رعاية أو مستشفيات وتقديم الهدايا لهم.
علميه كيفية استخدام كاميرا الموبايل
- عندما تسمحين لطفلك أن يستخدم الكاميرا للتصوير والتقاط بعض الصور والتركيز على أماكن ولقطات بعينها، ومن ثَم مشاهدة تلك الصور والاستفادة من كل لقطة في كل مكان قمتم بزيارته؛ فإن هذا حتماً سيزيد تركيز طفلك، ولن ينسى أبداً هذه الأماكن، وبذلك فسوف يصل للاستفادة القصوى من الزيارات والتجوال.
ازرعي معه وردة
- الزراعة في المنزل من الأنشطة الهامة لطفلك مهما كان عمره؛ فيمكنك تعليم طفلك الفرق بين الحبوب ذات الفلقة وذات الفلقتين، بزراعة الفول والذرة على سبيل المثال، وتعليمه أجزاء النبات وكيفية نموه، وإعطاؤه مسؤولية الاهتمام به، ورعايته بمواعيد محددة، كما أن الزراعة بعامة، تعلم طفلك الصبر، وكيف له أن يفعل شيئاً بسيطاً الآن ليرى ثمرة عمله غداً.
تربية حيوان أليف
- تَزيد الحيوانات الأليفة من شعور الطفل بالأمان لامتلاكه كائناً آخر، هو مسؤول عن رعايته، مثل تربية الببغاء أو الطيور، وأيضاً السلحفاة، أو تربية بعض البط والدجاج أو الكتاكيت، ستجدين طفلك يتفاعل معها، شعور الطفل بأن لديه مسؤولية، يَزيد من إحساسه بالأهمية والانتماء، وهذا يَزيد من شعوره بالأمان والاستقرار النفسي.
اتركيه يستكشف الطبيعة من حوله
- يمكن لطفلك أن يقوم باستكشاف كل شيء حوله؛ بدايةً من اختلاف شكل أوراق الأشجار وتعاقب الليل والنهار، والتفاعل مع الحشرات والطيور، ورؤية القمر والنجوم، وما هو الفرق بين النجم والكوكب والقمر، كما يمكنك تعلم الكثير من الاستكشافات البسيطة، والتي تعلم طفلك النظريات العميقة، من دون اللجوء للمزيد من المصطلحات العلمية المعقدة.
قومي بإشراك طفلك بالمعسكرات
- الاشتراك في الأماكن التي تنظم للطفل المعسكرات الصيفية وفرق الجوالة، التي تعلمهم طرق الاعتماد على النفس، وتساعدهم في تكوين صداقات خارج إطار الدراسة والمدرسة؛ إضافة إلى كيفية التصرف من دون وجودك بجانبه، والمزيد من الأفكار والأعمال اليدوية التي تقترحها المعسكرات الصيفية؛ حيث تَزيد من شعورهم بالإنجاز خلال الإجازة الصيفية وتستثمر وقتهم.
العمل التطوعي
- العمل التطوعي في الجمعيات الخيرية وتقديم المساعدات لغيرهم، من أهم إنجازات طفلك الذي يبلغ من العمر 10 سنوات فيما يزيد، يتعلم منها كيفية مساعدة الغير؛ فاحرصي على اشتراكه، أو يمكنه العمل بأجر بسيط إن كان متاحاً له مكان آمن مِن وجهة نظرك.
استغلي معه الإنترنت والسوشيال ميديا
- يمكنك تعليم طفلك لغات الحاسوب وكيفية استخدام برامجه، والبحث على الإنترنت، إنه يوجد على الإنترنت الكثير من المشروعات الصغيرة التي يمكن لطفلك تنفيذها، يعِد وحده الصلصال المنزلي ويبيعه لأصدقائه وجيرانه، أو تصميم وعمل الإكسسوار للبنات أو الأعمال اليدوية، من كروشيه وتطريز وما إلى ذلك.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.