الموضة دائرة مغلقة تدور بنا عجلتها، لتعود بالزمن إلى حقبات ماضية، ولكنها تتجدد وتتطور، فلا تعود بالصيغة القديمة نفسها، وقد سجل العام 2023 عودة قوية لموضة التسعينيّات بطابعها المينيمالي، الذي يحاكي إيقاع العصر السريع مع مواكبة للتكنولوجيا الحديثة. لنفهم أكثر بأي حال عادت إلينا موضة التسعينيّات، يجب التذكير بمفاتيح الموضة وأساسياتها في تلك الحقبة، مع المصمم حسين بظاظا، لنتبيّن التطوّر والتعديلات التي لحقت بها، تماشياً مع الألفية الجديدة، وأبرز الوجوه التي طبعت هذا الزمن الجميل. كذلك نستطلع من خبير الموضة خليل الزين ما الذي تغير في تنسيق صيحات التسعينيّات بين الأمس واليوم.
Icons
أيقونات التسعينيّات
عندما نتحدث عن التسعينيّات نستعيد مسلسل Friends ببطلاته، ومنهن جنيفر أنستون Jennifer Anniston. كما نستحضر وجوهاً أخرى مثل الأميرة ديانا Princess Diana، أو الممثلات باميلا أندرسون Pamela Anderson، وميغ ريان Meg Ryan بفساتين ناعمة، وغوينث بالترو Gwyneth Paltrow وبدلاتها المصنوعة من المخمل، وليف تايلر Liv Tyler التي اشتهرت بارتدائها الأسود المينيمالي البسيط على السجّادة الرسمية، والبلوزات الشفافة المصنوعة من الشِباك والتي ترافق التنانير. هي كلها صور محفورة في ذاكرتنا عن زمن جميل لنجمات حقيقيات، فما الذي تغيّر في العام 2023 عندما أطلت علينا موضة التسعينيّات مجدّداً؟
ما رأيكِ بالاطلاع الى اللون النيود في فلك الأزياء Timeless shades
SUPER
MOdel Era
بم توحي هذه الحقبة لمصمم مثل حسين بظاظا؟
حسين بظاظا: «ولدت في التسعينيّات، وهناك فرق كبير بين أيقونيات تلك الحقبة وما نراه اليوم، تلك الفترة مرتبطة لدي بالحنين وبالجمال السرمدي»
يجيب المصمّم: «في العادة، لا أبني مجموعتي مستوحياً من حقبة معيّنة، ولكنني لاحظت أن تركيزي على الدنيم والطابع المينيمالي للقطع التي صمّمتها مؤخراً، هو لتأثري في اللاوعي بسمات التسعينيّات. وعندما أفكر في التسعينيّات تتراءى لي كلوديا شيفر Claudia Schiffer، وكارن مولدر Karen Mulder، وسيندي كراوفورد Cindy Crawford، وكيت موس Kate Moss، فهنّ بالنسبة لي حالات لا تتكرّر، ولا نستطيع مقارنتهنّ بعارضات اليوم، كما أعتبرهنّ مصدر إلهامي. لقد كنّ محاطات بهالة نجحت السوشال ميديا بكسرها اليوم، عندما أزالت مواقع التواصل الاجتماعي السحر عن الواقع المعاش، من خلال نشر كل الأمور، لتنهي عصر السوبر موديل المرتبط بالتسعينيّات، حين كانت العارضة تساهم بإطلاق وترويج صيحات الموضة».
Main Influence
أبرز صيحات التسعينيّات
«التسعينيّات حقبة منسجمة مع نفسها لا تحب التعقيدات»، ويمكن اختصارها على حد قول المصمّم حسين بظاظا بالعبارة التالية Effortless Chic. ومن مفاتيحها نذكر القمصان البيضاء المزدانة برسوم وعبارات، التنانير الطويلة، سراويل Bike shorts، السترات الجلدية، فساتين Slip Dresses، البدلات الواسعة Baggy Suit، طلّة الدنيم Denim On Denim، بلوزات Crop Tops، والمخمل. ولا ننسى الإكسسوارات التي كانت تترافق معها مثل أحذية Combat Boots بطابعها العسكري، وزينة الشعر كالربطات المزمومة Scrunchies وعصابة الرأس Headband ومشبك الشعر الحديدي Claw Clip. ويستطرد المصمّم بظاظا قائلاً: «هي صيحات نشأت عليها فانطبعت في ذاكرتي». ثم يضيف: « ساهمت نجمات التسعينيات في ترسيخ هذه الحقبة في رأسي، لا سيما ناعومي كامبل وهالي بيري وجنيفر لوبيز»، اللواتي شوهدن بسترات واسعة وسراويل عالية الخصر مع ربطات شعر Scrunchies وارتدين البودي سوت الملوّن خلال ممارستهنّ الرياضة،
فجسّدن موضة التسعينيات بامتياز.
شاهدي أيضًا أساسيات موضة ما بين المواسم Transitional Fashion
Work the Trend
التسعينيّات في ربيع وصيف 2023
سراويل Bike Shorts
هي موضة قديمة كانت مرتبطة بزيّ الرياضة، ولكنها تجدّدت مع كيم كارداشيان التي تبنّتها، بخاصة مع إطلاق ماركتها Skims. هي سراويل مطاطية بألوان حيادية تقترب من لون البشرة، ويمكن تنسيقها مع تي شيرتات قطنية Graphic Tee مطبّعة برسوم هندسية وعبارات، أو مصحوبة برسائل مبطّنة لدعم البيئة، أو لتمكين المرأة.
وقد شهدنا تنسيق هذه السراويل مع بليزرات في العام 2021، ولكنها عادت اليوم لترتبط بالرياضة، مع فارق بسيط بأن الرياضة باتت ترافقنا في نهارنا. لذا، من الطبيعي رؤية النساء ينسّقن التوب الرياضية مع سروال أو شورت أو العكس، فمبدأ الخلط والدمج Mix & Match يفترض التجديد ومزج الأزياء.
سترات جلدية Biker Vest
هي السترات التي كنا نراها منسّقة مع سراويل جلدية، ولكنها اليوم تعتمد مع سراويل من الدنيم أو شورتات.
البدلات الواسعة Baggy Suits
هي بدلات نسائية واسعة، منفّذة بقصّات بليزر واسعة وطويلة، مع سراويل ذات ساقين واسعتين. هي توحي بطابع ذكوري لتعكس بذلك مرآة المجتمع الذي باتت فيه النساء يرتدين البدلة في عالمي السياسة والأعمال.
فساتين Slip Dress
جميعنا نذكر فساتين الساتان التي ظهرت فيها العارضة كايت موس Kate Moss من تصميم جون غاليانو في العام 1995، وقد استعارت هذه الصيحة التي تقترب بمفهومها من اللانجري. تميّزت هذه الفساتين آنذاك بقصة ميدي، أما اليوم فباتت الفتحة بتصميم أكثر جرأة، والفستان تم تنفيذه بأطوال متفاوتة، فهناك الميني والميدي، وأيضاً الماكسي، الذي يتسع من تحت الوركين. يمكن تنسيق هذا الفستان مع بليزر من الكريب بلون يقترب من اللون الأساسي للفستان، ولكن بدرجة أغمق أو أفتح.
التنانير الطويلة Maxi Skirts
غالباً ما تكون مصحوبة مع قمصان بيضاء تزدان بأزرار أو مع كنزات محبوكة، أو منسّقة مع كورسيهات، وقد أطلقها في تسعينيّات القرن الماضي المصمّم تييري موغلر Thierry Mugler، حيث نفذها من القماش المطبع أو من التول القاسي الشفاف مع الدنيم أو سراويل Cargo Pants. أما اليوم، وعلى غرار جيجي حديد، التي تجسّد هذه الصيحة، يمكن تطبيقها مع تنورة مكسرة طويلة أو منفوخة، أو مع سروال عالي الخصر بقصّة مستقيمة.
the Stylist
يفيد خبير الموضة، خليل الزين، وهو استشاري مظهر معتمد لدى النجوم، بأنّ «التسعينيّات هي من الحقبات الجميلة في عالم الموضة، ولكنها تتطلّب دقّة في التطبيق لأنها لا تليق بالجميع. وهي تتّسم بطابع الغلامور لأنّها قريبة بطابعها من أسلوب الفنتدج. فالبدلات الفضفاضة Oversized suits لا تليق بالنساء العربيات عموماً، لأنهنّ متوسطات الطول، إلا إذا تم تنسيقها مع حزام لتحديد الخصر، مع كعب بلاتفورم لإضافة بضع سنتمترات على القامة». وعن الصيحات التي عادت إلينا في عام 2023، يقول خليل الزين: «أول ما يتبادر إلى ذهني عندما أستعيد التسعينيّات، هي الكورسيه الأنثوي والأزياء المنقطة وتنانير الميدي». أما بالنسبة إلى تقنية الزين الخاصة في تنسيق هذه القطع، فهو يمتلك لمسة سحرية يبثها حتى في قطع الفنتدج التي تنتمي إلى العشرينيّات من القرن الماضي. وهو أمر واضح إذا نظرنا إلى حيله الذكية في تنسيق أزياء نجمات الصف الأول، ومنهنّ هيفاء وهبي، وبلقيس فتحي التي يعتبر أنها تجسّد بجمالها وشخصيتها تلك الفترة. وعن هيفاء، يكشف لنا الزين أنه ألبسها خلال تعاونهما الأخير والذي لم يبصر النور بعد، من وحي التسعينيّات، إذ ارتدت هيفاء التنورة الميدي والفستان بقصّة أوف شولدر مع أكمام مطرّزة بالدانتيل.
ونسأله عن طرق تنسيقه الصيحات الثلاث التي اختارها، فيقول: «أحب دمج عدة صيحات في لوك واحد، فقد ألجأ إلى الكورسيه فوق قميص من الموسلين المنقّط مع سروال عالي الخصر، وهي كلها قطع من وحي هذه الحقبة. كما أحب فساتين الدانتيل الميدي، والبلوز المخرّمة مع سراويل واسعة القصّة أو مستقيمة. وأحب كذلك تنسيق التنانير الميدي المخرّمة بالدانتيل مع أحذية Western Boots جلدية. إنّ جدارة منسّق الأزياء تكمن في دمج القطع وليس في استخدام قطعة واحدة، وكأنها لعبة Puzzle، فقد تبدو القطع متنافرة، ولكنّ دمجها يؤدّي إلى ابتكار لوحة فنية مركّبة، تستحق منا الجهد الذي بذلناه».
ما رأيكِ بالاطلاع إلى الزهور لإطلالات صيفية منتعشة Full BLOOM