بجزيرة صغيرة في جنوب هونغ كونغ جنوبي الصين، عاد مرة أخرى بعد غياب أكثر من ثلاث سنوات مهرجان «تسلق الكعك» هذا العام، وتم إدراج مهرجان «الكعك»، الذي يُعد أحد الاحتفالات الثقافية ذات الفعاليات الأكثر تنوعاً في هونغ كونغ، على القائمة الوطنية الصينية للتراث الثقافي غير المادي في 2011.
ووفقاً لموقع «timeout.com.hk/hong» تعود مسابقة «تسلق الكعك» السنوية في هونغ كونغ، بعد توقف دام ثلاث سنوات بسبب وباء كورونا. وتُقام المسابقة السنوية في عيد ميلاد بوذا في جزيرة تشيونغ تشاو.
ويتم وضع الكعك على برج من الخيزران يبلغ ارتفاعه 14 متراً، ويُتاح للمتسابقين ثلاث دقائق لتسجيل أكبر عدد ممكن من النقاط، عبر أخذ أكبر كمية ممكنة من ذلك الكعك.
مهرجان تشيونغ تشاو بون «مهرجان تسلق الكعك»
الإثارة المجنونة في مسابقة التسلق والحصول على الكعك، مع الهتاف الهادر لجماهير المشجعين، بينما يهبط الفائزون. يقدم هذا المهرجان فعالية نادرة، ليس ذلك بسبب الجوانب الرياضية في أثناء منافسة تسلق برج الكعك، ولكن من خلال الأجواء الحميمة والهتافات المثيرة. يصادف هذا المهرجان شهر إبريل أو مايو من كل عام، وقد اعتمد على التاريخ القديم عندما كانت القرابين تُقدَّم لدرء الطاعون في الماضي، كما يتضمن المهرجان احتفالات، ومواكب، ورقصة الأسد.
هونغ كونغ واحتفالها الأكثر تلوناً
في كل عام، تستضيف جزيرة Tiniest في هونغ كونغ احتفالها الأكثر تلوناً، ما لم تكن قد زرت هونغ كونغ؛ فهناك احتمال أنك لم تسمع بـ«تشيونغ تشاو»، وهي جزيرة صغيرة على شكل دمبل تقع على بعد نحو 12 كيلومتراً جنوب بر الصين الرئيسي. مجتمع صيد السمك الذي يعتمد بشكل شبه كامل على البحر من أجل عيشه، تشيونغ تشاو هو مزيج غريب من الحديث والتقليدي. تتنافس سيارات الأجرة المائية والعبارات مع القوارب الفضائية على المساحة في الميناء المزدحم. عادة ما يُفاجأ الزوار الذين يركبون العبارة لمدة ساعة من البر الرئيسي باكتشاف أن المركبات الآلية غير مسموح بها في الجزيرة، لكن ما يجعل تشيونغ تشاو متميزة حقاً هو أنها تحتفظ بمهرجان الكعك السنوي الوحيد في العالم.
مهرجان بون هيلز
مهرجان الكعك، المعروف أيضاً باسم «مهرجان تلال الكعك»، ويشمل الاحتفال لمدة أربعة أيام المسيرات، وعروض الأوبرا، وأطفالاً يرتدون الأزياء الملونة، لكن الميزة الأكثر إثارة حتى الآن هي أبراج بون -وهي عبارة عن هياكل كبيرة من الخيزران تحتوي على عدة طوابق عالية مكدسة بالكعك الحلو. تقع أبراج بون أمام معبد باك تاي، الذي بُني في عام 1783 لإحياء ذكرى باك تاي، قديس البحر الطاوي. هناك العديد من المعابد في هونغ كونغ لتكريم باك تاي، وفقاً للأسطورة، رمى أمير الشر من السماء. غير أن من الأهمية بمكان بالنسبة لسكان تشيونغ تشاو، دوره البارز في إبعاد القراصنة الذين شنوا سلسلة من الهجمات على الجزيرة. ووفقاً للتقاليد المحلية، توقفت الهجمات بمجرد بناء المعبد.
سباق لا للكعك
في إحدى سنوات الاحتفال وتحديداً في عام 1978، انهار أحد الأبراج وأصاب العديد من الأشخاص. عندما تم تسليم الكعك، إلى الناس في اليوم الأخير من المهرجان، تنافس الرجال في سباق لتسلق الأبراج والاستيلاء على أكبر عدد ممكن من الكعك، لكن أجبر الحادث المأساوي السلطات على إلغاء المنافسة. ومع ذلك، أعاد المنظمون إحياء المنافسة في عام 2005؛ لضمان سلامة المشاركين والمتفرجين، أصبحت الأبراج الآن مصنوعة من الفولاذ، مغطاة بسقالات من الخيزران لتبدو أكثر أصالة. يجب على المتسلقين المحتملين أخذ دورة تدريبية لتعلم مهارات تسلق الجبال الأساسية. في نهاية فترة التدريب، يتم اختيار اثني عشر متسابقاً للتنافس في مسابقة تخليط الكعكة. بعد السباق الفردي، تتنافس عدة فرق في التتابع. ابتداءً من عام 2007، تم استخدام الكعك طبق الأصل في مسابقة تخليط كعكة. وهذا لضمان سلامة المنافس؛ حيث يمكن أن تصبح الكعك الحقيقية زلقة في الطقس الرطب. ومع ذلك، سيظل رواد المهرجان قادرين على جمع الكعك من الأبراج الرئيسية الثلاثة.
أصول مهرجان كعكة تشيونغ تشاو
ووفقاً لأحد المصادر التاريخية هناك، فإنه يحتفل بذكرى سكان الجزيرة الذين قُتلوا على أيدي القراصنة، وما زالت أرواحهم تتجول في الجزيرة. كما هو الحال مع مهرجان الجوع الشبح، يقدم سكان الجزيرة الطعام والورق المحترق لتهدئة هذه الأرواح المتعجرفة. ربما صُممت أيضاً لتكريم باك تاي. يقع المهرجان قبل بداية موسم الصيد مباشرة؛ لذا فإن تكريم القديس هو أحد الطرق لضمان الطقس اللطيف والصيد الجيد.
