الشهرة عالم براق المظهر، لكنه يحمل في ثناياه الكثير من القواعد والتحديات، الصعبة أحياناً، لا سيما في ما يتعلق بالحفاظ على التوازن بين المظهر الخارجي الجيد وجودة المحتوى أو العمل الذي تقدمه الشخصية.
والحفاظ على المظهر الجيد، يعني متابعة مستجدات الموضة والجمال، واقتناء ملابس جديدة، وتنسيقها مع الملحقات والإكسسوارات وتسريحة الشعر والمكياج، وكل ذلك يتطلب جهداً كبيراً ووقتاً وتكاليف عالية.
من هذا المنطلق تتوجه معظم الشخصيات نحو التسوق الإلكتروني كونه يوفر الوقت والجهد، وقد يترافق أحياناً مع العروض والتخفيضات التي تعد نوعاً من أنواع المغريات الجاذبة التي تؤدي بالشخص أحياناً إلى الانغماس في عمليات التسوق إلى حد الإدمان.
لمناقشة هذا الموضوع كان لنا حديث مع الإعلامية السعودية نوف خالد، التي يعرف عنها حبها للتسوق ومتابعة مستجدات الموضة والجمال لا سيما وأنها في مجال يتطلب منها دائماً الظهور بأفضل مظهر، لكنها في الوقت نفسه لا تقع أسيرة لهذا الواقع وتعرف كيف تترك مسافة آمنة بينها وبين العالم الرقمي، وكيف تدير المال وتحدد الأولويات.
متطلبات المجال الإعلامي
المجال الإعلامي من المجالات التي تتطلب الظهور بأفضل مظهر، كم يأخذ هذا الأمر من اهتمامك ووقتك ومالك؟
بالتأكيد الاهتمام بالمظهر يتطلب مجهوداً في اختيار وتنسيق القطع كما ويستهلك الكثير من المال، ومن صعوبات الأمر أنني أحياناً أحتاج إلى عمل ذلك بوقت قصير ويتطلب مني البحث لأجد القطع المناسبة.ما أكثر القطع التي تحبين متابعة الاصدارات الجديدة منها؟
المفضلة عندي هي الملابس الرسمية مثل suits وأيضاً pump shoes لأنها الأكثر استخداماً ويمكن أن أستفيد منها على المدى الطويل.يعرف عنك حبك للتسوق ومتابعة الموضة، هل أنت من المدمنات على التسوق؟
نعم، ولكن دائماً ما أضع خطة استراتيجية عند الشراء كي لا أنفق أموالي وأندم بعد ذلك.التسوق الإلكتروني
التسوق الإلكتروني: هل سلبياته أكثر من إيجابياته؟
يعتمد ذلك على الموقع الذي نتسوق منه، فهناك بعض المواقع تكون محل ثقة لدى العميل وفيها سهولة في التعامل مع التطبيق وأمور الطلب والاسترجاع وجودة المنتجات، والعكس تماماً في البعض الآخر من المواقع، حيث السلبيات موجودة بشكل متفاوت مثل التأخير في استرجاع المال وأن يكون المنتج مختلفاً عن الصورة وغير ذلك، لكنه في الحقيقة جعل التسوق أسهل ويمكن أن تتم في أي وقت وأي مكان.
مع التكنولوجيا، هل تحول التسوق إلى عادة أو نوع من الإدمان؟
نعم، هناك ضرورة للاعتراف بأن نوعاً جديداً من الإدمان، أصبح موجوداً في مجتمعاتنا، وهو الإدمان على التسوُّق في ظل الصورة النمطية للمظهر المثالي الذي تروِّج له مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الحديثة، وكل التسهيلات التي تقدِّمها التكنولوجيا والإنترنت للمتسوقين، وإطلاعهم على إصدارات العلامات التجارية المعروفة، ومراكز التسوُّق بشكلٍ دائم ولا محدود.
تأثيرات الرسائل التسويقية
ما تأثيرات ذلك على حياتنا؟
هذا الإدمان، يؤثر سلباً في حياة الكثيرين، لا سيما مَن هم عرضةٌ لهذه الرسائل التسويقية، على الرغم من عدم امتلاكهم الإمكانات المادية المناسبة لملاحقة الموضة وإصداراتها المتجدِّدة دائماً، ويمكن أن يصل هذا التأثير إلى حد تدمير حياة هؤلاء الأشخاص، إن صحَّ التعبير، خاصةً إذا لم يكن لديهم مناعةٌ نفسيةٌ وقناعةٌ بما يمتلكونه.
وهل يحقق التسوق الدائم الرضا للأشخاص برأيك؟
مع الأسف، أصبح معظم الناس، يسارعون للحصول على هذه الصورة المزيَّفة مع أنها مجرَّدةٌ من أي محتوى حقيقي قيِّم، لذا في نهاية المطاف، يجدون أنفسهم غير راضين عن أي نتيجةٍ، وأي منتجٍ، يحصلون عليه، وأي مظهرٍ مهما فعلوا، فدائماً يُقدَّم لهم ما يفوق ذلك، وما يروَّج له بأنه أفضل وأجدُّ وأعلى قيمة.إذا كان الإنسان يعرف كل ذلك، ما أسباب جنوحه إلى هذا النمط من الحياة؟
يمكن عدُّ التسوُّق نوعاً من أنواع الهروب من مشكلات الحياة وضغوطها الكثيرة، خاصةً عند النساء، فالتسوُّق يأتي بمنزلة تخديرٍ موضعي للألم، لكن بمجرد تلاشي مفعول هذا التخدير، يجد الشخص نفسه في نقطة البداية مع المشكلات والضغوط نفسها، ومع الأسف، لا يتعلَّم بعضهم من تجاربه، فيقع في الخطأ نفسه مرةً أخرى، ويحصد النتائج ذاتها من جديدٍ، ما يدمِّر صورة الإنسان أمام نفسه، ويجعله غير مكتفٍ وغير راضٍ مهما فعل.إدارة المال
كيف تتعامل نوف خالد مع المال؟
أتعامل مع المال بحسب الأولويات، وعندي القدرة على إدارته بشكلٍ جيد، وأحدِّد أهدافي حسب متطلبات الحياة، وعلى كل شخصٍ أن يدرِّب نفسه على القناعة، وأن يحمد الله على ما يمتلكه من أشياء قد يفتقدها، ويسعى إليها الآخرون بشدة.
ألا تقعين أحياناً في فخ الرسائل التسويقية؟
بالطبع، في بعض الأحيان، أقع مثل غيري في فخ التخفيضات مثلاً، وأشتري بكمياتٍ كبيرة، وأندم بعد ذلك على ما فعلته، لكن مَن منَّا لا يخطئ، وهذا نوعٌ من التسهيلات التي ذكرتها سابقاً، وتشدُّ الناس أكثر للشراء، بما في ذلك اقتناء أشياء لا يحتاجون إليها بداعي سعرها المخفَّض.في نهاية الحديث ما النصيحة التي توجهينها كنوع من أنواع التوعية؟
أقول للجميع، لا تخدعكم مغريات السوشال ميديا، فمعظم ما فيها ومَن فيها مزيَّفٌ شكلاً ومضموناً! حياةٌ مزيَّفةٌ، أفكارٌ مزيَّفةٌ، رسائل مزيَّفةٌ، لذا تمسَّكوا بعلاقاتكم الحقيقية مع عائلاتكم وأصدقائكم، واستمتعوا بالحياة الواقعية بمرِّها وحلوها، وخوضوا التجارب فعلياً، ولا تجعلوا حياتكم تدور حول عالم الإنترنت والتطبيقات والسوشال ميديا، وما يقدمونه لكم من رسائل، تؤثر سلباً في حياتكم، وترسم لكم خطوطاً وهميةً حول المظهر والعيش المثالي.اقرؤوا المزيد: خبيرة الإتيكيت تُرشد إلى قواعد التسوق اللازمة للبائع والمشتري