لم تمنع أمطار الرباط من تقاعس الناس للحضور بكثافة إلى موعد الوقفة التضامنية مع شهيد الترامواي التلميذ أيوب الرحموني، فقد توافد عدد كبير من الآباء والأمهات والتلاميذ، وكذلك بعض الفنانين والإعلاميين الذين لبوا نداء العائلة لتخليد مرور أسبوع على الحادثة الأليمة، ففي التوقيت نفسه واليوم ذاته الذي وقعت حادثة أيوب انطلقت الوقفة التي مرت في هدوء مع ترديد سور من القرآن الكريم والترحم على روح أيوب الذي فجعت وفاته المغاربة جميعاً، وبصفة خاصة سكان حي حسان حيث سجل الأربعاء 26 مارس (آذار) الماضي أبشع صورة لحادثة الترامواي، خاصة وأن ما حز في النفوس أكثر أن الطفل أيوب بقي أزيد من الساعة انتظاراً للرافعة التي كان عليها أن ترفع الترامواي لتنتشل جزءاً من جسمه من تحت الترامواي دون أن يتمكن أحد للتدخل لإنقاذه بالفعالية المطلوبة، فقد كان حسرة المارة وألمهم فظيعاً وهم يرون الطفل يئن تحت السكة الحديدية من دون أن يستطيعوا فعل شيء. تقول والدته نعيمة الصيفي: لا أريد شيئاً، نظمنا هذه الوقفة ترحماً على روحه البريئة أولاً، وإشارة منا كعائلة فجعت في فلذة كبدها للمسؤولين لتنظيم حملات توعوية مكثفة وإشعار الناس بخطورة هذه الوسيلة الجديدة للنقل، خاصة وأنها تقل عدداً كبيراً من القاصرين، لابد من التوعية حتى لا تتكرر المأساة و لابد في التفكير لإيجاد الإمكانات والوسائل الناجعة للإنقاذ، ليكون التدخل سريعاً وإيجابياً، لقد فقدت فلذة كبدي وكل ما أنشده أن تكون وفاة أيوب رحمه الله عبرة، ويتخذ المسؤولون إجراءات عملية وسريعة حفاظاً على أرواح الناس خاصة الأطفال منهم، لا أريد شيئاً فقط أن نترحم جميعاً على أيوب الذي مات وهو يردد الشهادة كما شهد بذلك جميع من حضروه، و ألا تتكرر المأساة.