عمر وماجد صديقان فرقتهما السمنة وجمعتهما حملة «سيدتي»

6 صور

عمر وماجد تربط بينهما صداقة 30 سنة، لكن السمنة فرقتهما وأبقت كليهما في منزله، ولم يكن يتوقع الصديقان أن يصل وزناهما إلى هذا الحدِّ، وبشكل لافت أجبراهما على اعتزال المجتمع. عمر لم يكن يشعر بالحياة فضاقت أنفاسه حتى في نومه، وكان صديقه ماجد ينصحه بالمشي دائماً.

وبعد قيام عمر بالعمليَّة أحبَّ الخير لصديقه، فكان نعم الصديق له في وقت الضيق، وقرر ماجد أن يجري العمليَّة، فتوجه إلى حملة «سيدتي» (لا للسمنة)، فإليكم تفاصيل القصة. يقول عمر، الذي يبلغ طوله 174 سم، إنَّ السبب في وصول وزنه لما يقارب 200 كيلوغرام هو الإهمال، ويعترف لـ«سيدتي»: «كنت أتحايل على نفسي لمدَّة 3 سنوات، ولم أكن أهتم بصحتي ووزني، كنا نبحث عن المأكولات الدسمة المقلية الضارة، وكنا نتلذذ بها فأثَّرت في صحتي، فما عدت أشعر بالحياة».

أما اعتراف ماجد فجاء كالتالي: «التسويف كاد يشل حركتي، فكل يوم أقول لنفسي لا تهتم، وأحاول التقليل من الأكل وأمارس الرياضة، لكن لم يفدني ذلك كثيراً، ولم أستمع لنصائح عمر منذ بدايتها حتى أصبح وزني 243 كيلوغراماً، مع العلم أن طولي 181 سم، ووصلت لمرحلة لم أعد فيها أستطيع الحركة نهائياً».

داهمتني الأمراض وزادت نظرات الشفقة
يقول عمر: «بسبب السمنة داهمتني أمراض السكري والضغط والكوليسترول وآلام المفاصل والظهر، وأصبت بجلطة وكذلك الربو وانقطاع التنفس أثناء النوم، فأصبحت لا أستطيع النوم إلا بجهاز تنفس، وهذا حالي لمدَّة سنة ونصف، وكل هذه الأمراض التي سببتها السمنة زادت صعوبة حركتي، ونظرات الناس تقتلني، فالكل ينظر إليَّ بعين الرحمة والشفقة، فكنت لا أشعر بطعم الحياة».

نظرات تطاردني
أما ماجد، الذي فاق وزنه وزن صديقه، فيقول: «كنت أمارس الرياضة عندما كان وزني 120 كيلوغراماً، وهذا أفادني كثيراً، فلم يصبني أي مرض سوى شلل الحركة وصعوبتها، لكن الرياضة أرهقتني وأتعبت مفاصلي كلما زاد وزني، وكنت أجد إحراجاً كبيراً في تنقلاتي، حتى في دخولي للسوبر ماركت للتسوق، وأعتذر عن عدم الذهاب لكثير من المناسبات حتى العائليَّة، وأختلق الأعذار، فكانت النظرات كالوحش؛ تطاردني من مكان لآخر، نظرات تشعرني بالإحراج والذل».

أبنائي هم آبائي
يقول عمر: «أنا متزوج، وأب لولدين وثلاث بنات، وأكثر ما يشعرني بالألم هو نظرة أسرتي وولديّ وبناتي لحالتي، كنت أشعر أنني أصبحت ثقيلاً عليهم، لم أكن أشعر بأنني والدهم، كانوا هم آبائي؛ يعتنون بي ويقومون بواجبي، لم أكن أستطيع أن ألعب دور الزوج لزوجتي، أو حتى الأب الحقيقي لأولادي. مُنعت من الخروج واللعب معهم، حتى صلاتي لم أكن أستطيع إتمام ركوعها وسجودها، وموقف سيارتي كان قريباً من باب منزلي؛ حتى لا أجد صعوبة في الطلوع والنزول».

أتلفت كثيراً من الكراسي
يقول ماجد: «وزني لم يكن زائداً فقط، بل إنه لم يكن وزن إنسان طبيعي، حتى الميزان لم تستطع إشارته معرفة وزني، وكنت محرجاً وخائفاً من معرفته؛ لأن ميزان الإنسان العادي حده 200 كيلوغرام. عانيت كثيراً في منزل والدتي ومنزلي، الكراسي التي كنت أجلس عليها تتكسر. خصصت لي الوالدة -حفظها الله- كنبة خاصة، لكنَّها تكسرت أيضاً قبل العمليَّة بأسبوع، ولم أكن أستطيع الجلوس سوى على الأرض، وهذا كان يسبب لي صعوبة فائقة في القيام. شعرت بانزعاج والدتي وزوجتي، حتى سيارتي لم أكن أستطيع دخولها والخروج منها بسهولة، وأكثر ما يزعجني عندما تقف سيارة بجانب سيارتي فلا أستطيع الدخول؛ بسبب حجم جسمي».

لم يكن هناك ما أخسره
يقول عمر: «بعد الضغط الهائل، والحمل النفسي والديني والدنيوي والأسري الذي أرهق عاتقي، قرأت عن كل ما يتعلق بالعملية، وبحثت عن طبيب تسبقه سمعته وإخلاصه في العمل، فقررت أن أقوم بالعمليَّة بعد الاستشارات والتشجيع ومن دون أن أخبر أحداً، حتى صديقي ماجد لم أخبره، رغم نصائحي الكثيرة له بأن يقوم بإجراء العمليَّة بعدما كان ينصحني بالرياضة، ولم يكن هناك شيء لأخسره، فأنا لست على قيد الحياة، فقط بعض إخوتي من أخبرتهم؛ لأنها كانت بالنسبة لي مسألة حياة أو موت».

ماجد كان متردداً ولديه السبب
ماجد يقول: «لم تكن فكرة العمليَّة في الحسبان، وكنت أعتمد على الرياضة والريجيم، ولكن لم تكن النتيجة تفرق كثيراً، كنت أقول لنفسي غداً سأجري العملية، وأؤجل للغد الذي بعده، وهكذا، لقد كنت خائفاً ومتردداً؛ بسبب سماع قصة مؤثرة لشخص قريب لم يفق من غيبوبته حتى الآن؛ بسبب العمليَّة، بالإضافة إلى دكتور سابق حذرني منها، وكنت أقنع نفسي بأنني سأهتم بصحتي وأكلي ورياضتي فقط، وبعد اختفاء عمر عني، وبلا إجابة منه عن اتصالاتي، ظهر فجأة وقال لي «أجريت العملية»، أزعجني لأنَّه لم يخبرني، لكني بعد ذلك تشجعت واتخذت القرار في أسبوع، وبرفقة صديقي عمر حدد الدكتور العمليَّة، وفي الأسبوع الثاني تمت، وكان هذا من حسن حظي».

الحياة تبتسم لي من جديد في 75 يوماً
عن النتائج يقول عمر: «بعد 75 يوماً من نجاح العملية وخروجي من المستشفى، بدأت الحياة تعود لي.. بدأت أتنفس.. شعرت بالراحة في كل شيء، والتي بدأت بالدكتور صالح والفريق الطبي وكأنَّني بين أسرتي، وحتى الآن بدأت الأمراض تختفي تلقائياً، حتى النوم؛ أصبحت أستطيع النوم بهدوء بعد معاناة سنة ونصف، والحمد لله أصبح وزني الآن 158 كيلوغراماً، وأتمنى أن أصل إلى 80 كيلوغراماً. ولم أكن أتوقع أني سأمارس الرياضة في يوم من الأيام، والآن أصبحت أمشي ما يقارب الساعة، وسأحافظ على الرياضة دون انقطاع. شهيتي للأكل لم تعد كما كانت، أصبح القليل يشبعني، وابتعدت عن الأكل الدسم والمضر. وليس هناك أي أعراض. أشعر بالتحسن يوماً بعد يوم».

بدأت أشعر بالألم بعد العمليَّة
بعد 14 يوماً من خروج ماجد من العملية، يقول: «تمت العمليَّة بنجاح، لكني كنت أشعر بالألم في أسفل ظهري وأطراف أصابعي، وقال الدكتور صالح إنَّ ذلك بسبب الفترة التي كنت مقعداً فيها بلا حراك، ما أدى إلى تصلب بسيط في المفاصل، وليس هناك خوف، وسيختفي ذلك مع الأيام».
الدكتور سراج ولي، المتابع لحالة عمر التنفسية، يقول: «إنَّ عمر كان يعاني من مشكلتين؛ تنفسية، وحساسية في الصدر سببت له الربو وانقطاع التنفس أثناء النوم، وكل هذا بسبب السمنة المفرطة، لكن حالته الآن مستقرة جداً، ولم يعد يستخدم جهاز الربو إلا قليلاً، حتى جهاز التنفس لن يحتاج إليه بعد الآن، وتنفسه طبيعي جداً وفي تحسن مستمر».

أصبحنا نمارس حياة طبيعيَّة
يقول عمر: «أصبحت أذهب لعملي بكل راحة، شعرت بفرحة أهلي وزوجتي وأولادي، وأصبحنا نخرج معاً، عدت لأصدقائي بكل فخر، أمارس الرياضة بشكل يومي. الأكل أصبح بحدود وآكل المفيد منه، والحمد لله الأمور في تحسن مستمر، هذا بفضل الله ثم بفضل الدكتور صالح وفريقه، الذين كانوا لي أسرة أخرى في فترة عمليتي، ومن منبر مجلة «سيدتي» أحذر الجميع بألا يصلوا إلى ما وصلت إليه أنا وصديقي».

ولم يختلف ماجد كثيراً عن صديقه عمر في تحسن حالته، إلا أنَّه لم يرَ تغيراً حتى الآن؛ لأنَّه لم يمض على العملية سوى 14 يوماً، والفرق الذي شعر به أنَّ حركته أًصبحت سهلة، ويقضي حوائج أسرته بنفسه، وخطواته وجلوسه ونومه لم تعد عائقاً مثلما كانت، حتى عمله لم يعد يسمع فيه الكلمات المحرجة دائماً؛ وهي كيف يبيع ملابس رياضة وشكله غير رياضي؟! أما الآن فلدى عمر وماجد مشروع يعملان عليه؛ وهو إقناع زميلين آخرين لإجراء العملية.

المزيد:

الطفلة "لينا" نموذج إيجابي للتغذية الصحية

شابات يمارسن الرياضة للتقارب الثقافي في ألمانيا

الغذاء الصحي ينقذ حياة يارا

جراحة تكميم المعدة تعيد الرشاقة لنجوم الكويت