الرابطة بين الأب والابن لا مثيل لها. فالأب أحد المعاني السامية والبليغة في حياة كل منا، هو الضوء الهادي الذي ينير لنا الطريق ليهدينا في ظلمات الحياة الصعبة،.
والأب هو المعين الصافي الذي نرتوي منه حباً وقيمًا وأدبًا وأخلاقًا وسلوكًا حكيمًا، وهو الشجرة الوارفة التي تطيب ثمارها ويفيض عطاؤها ويحلو اللهو بظلها، نتسلق أكتافها بطفولتنا لاهين، ونقيس نمونا بطولها بالغين، نستمد منها الأمن والأمان بطول السنين.
والأب هو العاصفة الحنونة القاسية التي تقتلع أخطائنا وتبتلع ذلاتنا وتلفحنا بقوة لتعيدنا للطريق القويم.
و الأب هو الجبل الصامد الذي لا تحنيه المصائب ولا تفت منه الشدائد، هو القدوة والمثل، وهو السند والقائد.
وفي ظل الاحتفال بيوم الأب، ومع إطلاق السعودية على العام الحالي (2023) عام الشعر العربي، واحتفاءًا بدوره الحضاري وقيمته المحورية في الثقافة العربية سيدتي تقدم لكم أجمل ما قاله الشعراء عن الأب بالسياق التالي:
- يقول الشافعي
وَأَعطِ أَباكَ النَصفَ حَيّاً وَمَيِّتاً وَفَضِّل عَلَيهِ مِن كَرامَتِها الأُمّا
أَقَلَّكَ خِفّاً إِذا أَقَلَّتكَ مُثقِلاً وَأَرضَعَتِ الحَولَينِ وَاِحتَمَلَت تِمّا
وَأَلقَتكَ عَن جَهدٍ وَأَلقاكَ لِذَّة وَضَمَّت وَشَمَّت مِثلَما ضَمَّ أَو شَمّا
- ويقول عبد الملك الأصمعي
مَشَى الطَّاووسُ يوماً باعْوجاجٍ فقلدْ شكَّلَ مَشيتهِ بنوه
فقالَ عَلامَ تختالونَ؟ فقالوا: بدأْتَ بهِ ونَحنُ مُقلِدوه
- ويقول الشَّاعر العراقي بدر شاكر السَّيَّاب
وكَم مِن أبٍ آيبٍ في المساءْ، إلى الدَّارِ مِن سَعيهِ البَاكِرِ
وقَدْ زمَّ مِن ناظريهِ العَناءْ، وغشاهما بالدَّمِ الخاثِرِ
وقد زمّ من ناظريهِ العناء وغشّاهما بالدمِ الخاثرِ
تلّقاهُ في البابِ طفلٌ شَرود يُكركرُ بالضحكةِ الصافية
فتنهل سمحاء ملء الوجود وتزرع آفاقه الداجيه
- ويقول أبو القاسم الشابي
وأودُّ أنْ أحيا بفكرةِ شَاعرٍ؛ فأرَى الوجودَ يَضيِّقُ عَن أحلامِي
إلّا إذا قَطَّعتُ أسْبابي مَعَ الدُّنيا وعِشْتُ لِوَحْدَتي وظَلامِي
في الغابِ.. في الجبلِ البعيدِ عن الورى، حيثُ الطبيعةُ والجمالُ السَّامي
- ويقول محمود سامي البارودي:
وأنتَ ابنهُ، والفرعُ يتبعُ أصلهُ، ومَا مِنْكُمَا إِلّا جَوَادُ رِهَانِهوَ الأولُ السَّبَّاقُ في كُلَّ حلبةٍ وأنتَ لهُ دونَ البريةِ ثاني
- ويقول الشَّاعر أحمد سالم باعطب:
قالتْ: نَعِمَّا أبٌ في الناسِ يا أبتي، جَعلتَ دَربَ الهُدى للخَيرِ مَرْكبتي
وكَمْ حمَلتَ إذا ما النَّصرُ حالفني أزكَى الهَدايا وأغلاها لِتَهْنِئتي
وإنْ بعَثتُ إلى الأحلامِ أغنيةً أسرَجتَ قلبَكَ كي يُصْغي لأغنيتي
- ويقول إيليا أبو ماضى في قصيدته "أبى"
طوى بعض نفسى إذ طواك الثّرى عنى
وذا بعضها الثانى يفيض به جفنى
أبي! خاننى فيك الرّدى فتقوضت
مقاصير أحلامى كبيت من التّبن
وكانت رياضى حاليات ضواحكا
فأقوت وعفّى زهرها الجزع المضنى
وكانت دنانى بالسرور مليئة
فطاحت يد عمياء بالخمر والدّنّ
فليس سوى طعم المنّية فى فمى
وليس سوى صوت النوادب فى أذنى