يستعد المسلمون في الوقت الحالي لشراء الأضاحي، وذلك تزامناً مع اقتراب عيد الأضحى المبارك لهذا العام 2023م، وهناك العديد من النصائح المهمة التي يجب اتباعها عند شراء الأضحية، وذلك تجنباً لعدم شراء أضحية غير سليمة.
فضل الأضحية وثوابها
تعد الأضحية من شعائر الله التي يجب تعظيمها، فضلاً عن ثوابها الكبير، إذ أنها إحدى الشعائر الإسلامية التي يتقرب بها المسلم إلى الله عز وجل، لقوله تعالى: "ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ".
والأضحية سنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، وهي مشروعة بالكتاب والسنة القولية والفعلية والإجماع.
ويستدل على مشروعية الأضحية في القرآن الكريم لقوله تعالى: "إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ *فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ *إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ"، أيضا في السنة النبوية ما يثب مشروعية الأضحية، إذ ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحي، وكان يتولى ذبح أضحيته بنفسه فمن ذلك: عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: "ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا) متفق عليه، وأجمع المسلمون على مشروعية الأُضْحِيَّة.
ولا بد أن تقدم الأضحية من الأنعام وإن اختلف الفقهاء في النوع الأفضل منها، لكن أرجح القول ما ساقته المالكية إن الغنم (الضأن) يأتي في المقدمة ثم الإبل ثم البقر.
نصائح مهمة لاختيار الأضحية السليمة
- تجنب الشراء من الباعة المتجولين، والشراء من مصدر موثوق منه مثل الجزار أو الشوادر التابعة لوزارة التموين أو وزارة الزراعة.
- فحص الشكل الخارجي للأضحية.
- أن يكون رأس الحيوان مرفوعا لأعلى وليس متدليا لأسفل.
- التأكد من أن الأضحية، قوائمها سليمة ولا يوجد عرجًا ظاهرًا.
- التأكد من أن أنف الأضحية غير مصاب بالرشح أو الإفرازات.
- التأكد من أن فم ولسان الأضحية خالى من الالتهابات.
- ينصح أن تكون لية الخروف صغيرة أو متوسطة بالنسبة لحجم الخروف.
- اختر الأضحية التي تكون العينان لامعتان براقتان، ولا يوجد بهما أى إصفرار أو إحمرار وأن تكون خالية من الدموع والإفرازات.
- فحص أسنان الأضاحي اللبنية عند الشراء، ويفضل اختيار تلك التي استبدلت زوجا واحدًا من الأسنان الدائمة.
- يجب أن يكون تنفس الأضحية طبيعى لا يعاني من النهجان أو السعال.
- أن يكون الصوف أو الشعر ناعم الملمس، نظيف، متكامل وغير ناحل، وقوى عند محاولة نزعه باليد.
- التأكد من أن الجلد خالى من الجروح والبقع أو التشققات، ولامع مع عدم وجود أى تقرحات أو تقيحات أو دمامل أو تورمات.
- أن يكون نشيط الحركة ذو شهية مرتفعة وغير كسول.
- فحص قوائم الأضحية، وأن تكون ممتلئة وغير نحيلة، بل مستقيمة وقوية.
- ضع يدك في كل من منطقة الرقبة والظهر ومقدمة الصدر ممتلئة باللحوم، فلا تكون العظام فى هذه المناطق بارزة تحس باليد عند لمسها.
- ألا يكون الكرش ممتلىء بشكل غير طبيعى عند الضغط عليه من جانبيه، حيث يلجأ بعض الباعة إلى وضع شراب المياه مع الملح لزيادة وزنه.
الحكمة من ذبح الأضحية
وقد شرع الله سبحانه وتعالى الأضحية لحكم كثيرة منها:
- إحياء سُنّة النبي إبراهيم عليه السلام، لقوله تعالى: (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا)، وقال ابن الجوزي: "إنّ الاتباع يكون في جميع ملته، وقد أمرنا الله باتّباعه؛ لسبقه إلى الحقّ".
- تعلّم الصبر والامتثال لأوامر الله تعالى؛ فالمسلم حين يُضحّي يتذكّر تضحية وثبات إبراهيم عليه السلام لمَّا أمره الله بذبح ابنه إسماعيل، وتقديمه لطاعة الله سبحانه وتعالى على كلّ شيءٍ.
- التوسعة على الناس؛ وخاصةً الأهل والأقارب، وذلك ممّا يزيد المحبة بين المسلمين.
- شكر الله سحانه وتعالى على نعمه، كما أنّ في الأضحية اعترافاً لله تعالى بفضله ونعمه.
- امتثال لأوامر الله تعالى، وتطبيق لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، إذ ضحى النبي عنه وعن أهل بيته وأمته بكبشين أقرنين، فعن أنس بن مالك ضي الله عنه قال، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم: (ضَحَّى بالمَدِينَةِ كَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ).
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر