أحبَّت الفن كثيراً، فغنَّت ومثَّلت، وقدَّمت نفسها موهبةً جديدةً، واستطاعت ترك بصمة جميلة في عديدٍ من الأعمال الناجحة. عملت كذلك «موديل» وممثلة إعلانات، لكنها انتقلت إلى الساحة الفنية نظير ما تمتلكه من موهبةٍ، لفتت بها الأنظار. وتعمل حالياً على اقتحام مجالٍ جديدٍ، وهو الذكاء الاصطناعي عبر برمجة شخصيةٍ تشبهها، تدعى «أنور». قدَّمت أخيراً مسلسل «عودة خالتي» مع هدى حسين، التي اجتمعت معها في خمسة أعمالٍ مميزةٍ، أسهمت في بناء وتطوير خبرتها الدرامية والفنية، كما تؤكد دائماً. الفنانة الكويتية نورا بالألف، حلَّت ضيفةً على «سيدتي»، فتحدَّثت عن زيارتها إلى مدينة جدة السعودية، وأفردت أوراقها الفنية غناءً وتمثيلاً.
هناك أسماء كثيرة قريبة مني، مثل هبة الدري، فهي إنسانة لطيفة، وداود حسين، إذ إن رؤيته تحقق لي السعادة
انتهى أخيراً عرض مسلسلكِ «عودة خالتي» مع الفنانة هدى حسين، حدِّثينا عن التجربة؟
«عودة خالتي» من التجارب الجميلة في مسيرتي الفنية، خاصةً أنه جمعني بالأستاذة هدى حسين، التي أحبُّ العمل معها، وأشعر حينما أمثِّل إلى جانبها بأنني أقطع أشواطَ تعليمٍ كبيرة. صدقاً أتعلَّم من كل مشهدٍ يجمعني بها، أتعلَّم الصبر، والالتزام، وتقمُّص الشخصية بشكلٍ تامٍّ، أتعلَّم من حركاتها في التمثيل، وكيف تتغيَّر حسب اللقطة، وسعيدةٌ بالتجربة الفنية الخامسة معها، إذ سبق أن قدَّمنا سوياً «إقبال يوم أقبلت»، وجسَّدت فيه دور «هدى»، وهي فتاةٌ صغيرة، وقد لقي قبولاً جيداً وثناءً كبيراً من النقاد والجمهور، وأعدُّه نقطة انطلاقتي وشهرتي درامياً، و«عطر الروح»، و«غصون في الوحل»، وجسَّدت فيه دور فتاةٍ صغيرة أيضاً، ولاحظت أن المخرجين يتواصلون معي إذا كان هناك عملٌ لهدى، ويحتاجون إلى ممثلةٍ، تؤدي فيه مثل هذا الدور، إذ يقولون لي إنني أرتبط بها روحياً، والحقيقة أحرصُ دائماً على أن أنهل من خبرتها، لذا أتابع أعمالها التي تعرض على الشاشة، وأشعر بأنني أتطبَّع بها. كذلك شاركت معها في مسلسل «شغف»، ولا أخفيكم، أصعبُ المشاهد التي تجمعني بها حينما تأخذ دور أمي في العمل، إذ تكون صعبةً نفسياً لوقوفي أمام قامةٍ كبيرة.
وعملت أيضاً مع شقيقتها الفنانة سحر في مسرحية «البنات»، و«الساحر»، وأعجبتني روح الطفولة التي تتميَّز بها، وطيبة قلبها مثل هدى.
مشاهد «عودة خالتي»، تطلَّبت إبراز حنان الأم، وصادف تمثيلي فيه دخول والدتي في غيبوبةٍ بالمستشفى، وهذا الأمر جعلني أتفاعل مع الدور، لأنني عشت اللحظة على أرض الواقع.
انبهرت بجمال المدينة
زرتِ مدينة جدة السعودية في الفترة الماضية، هل تحضِّرين لعملٍ فني؟
وجودي في جدة، جاء بالمصادفة، وللعلم لدي قناعةٌ بأن المصادفة، تمنح الإنسان أموراً جميلة.
لدي صديقاتٌ من جدة موجوداتٌ في مصر، واتَّفقت معهن على الالتقاء هناك، حيث كنت أصوّر فيديو كليب أغنيتي الجديدة باللهجة المصرية «اتدلع» مع فريق مصري، يقرب من 500 شخصٍ بقيادة أحمد بيجو الرائع، والمخرج البحريني امتياز البلوشي، وبعد انتهائي من تصويره في أحد الأماكن التراثية، قرَّرت العودة إلى بلادي، لكنني لم أجد حجوزاتٍ بسبب عودة المعلمين المصريين إلى الكويت عقب انتهاء الإجازة، وكان أقرب موعدٍ بعد 15 يوماً، فاقترحت عليَّ إحدى صديقاتي الذهاب معهن إلى جدة، واكتشاف الأجواء فيها، خاصةً أنني لم أحضر إليها من قبل، فرحَّبت بالفكرة، وتوجَّهنا إلى عروس البحر الأحمر، وكان من المفترض أن أعود بعدها بيومٍ، لكنني انبهرت بجمال المدينة، وجوها الرائع، فقررت التعرُّف إليها، لا سيما أنني لم أزر من قبل في السعودية سوى الطائف، وأعجبني فيها طعامها مثل طبق العريكة، ولم أنتبه لنفسي إلا وقد قضيت 14 يوماً في ربوعها، وأجريت خلالها جلسات تصويرٍ جميلة.
هل تقبلين بتجسيد مرحلةٍ عمريةٍ أكبر من عمركِ إذا طُلِبَ منكِ ذلك؟
إذا تطلَّب العمل ذلك، وكنت أستطيع تقديم الدور فبالتأكيد سأوافق، وقد خضت هذه التجربة في مسلسل «لعبة السعادة»، إذ أدَّيت دور الجدة، بينما مثَّلت في «إقبال يوم أقبلت» دور فتاةٍ تبلغ 17 عاماً، وأنا في الـ 27 من عمري.
بالصور.. نورا بالألف تكشف لـ "سيدتي" عن تفاصيل أغنيتها المصرية اتدلع
والدي يدعمني كثيراً
ما رأيكِ في عمليات التجميل التي تجريها بعض الفنانات، وهل خضعتِ لها؟
كلا، لم أخضع يوماً لأي عملية تجميلٍ، ومَن يتابعني يعلم ذلك. لم أتلقَّ حقنةً في جسمي، أو وجهي، بل إنَّ لدي «فوبيا» من هذه الأمور، خاصةً الإبر، لكنني لا أعلم إن كنت سأجري عملية تجميلٍ مستقبلاً أم لا، وأرى أن الخضوع لها حرية شخصية.
ما رأيكِ فيما تشهده مواقع التواصل الاجتماعي حالياً؟
الـ «سوشيال ميديا» قد تُشهر شخصاً من مقطعٍ واحدٍ على الرغم من عدم امتلاكه محتوى هادفاً، وهذه الإشكاليةُ فيها، لكنها في المقابل تقرِّب النجوم من متابعيهم، وهذا أمرٌ جيد.
هل دعمتكِ أسرتكِ عند دخولكِ الفن؟
والدي يدعمني كثيراً، ويتابعني، ويعطيني رأيه في أعمالي على الرغم من معارضته دخولي الفن في بداياتي.
ألا ترين أن التمثيل أبعدكِ عن الغناء؟
نعم، أخذني منه، وأجهدني أيضاً، لكنه في المقابل أعطاني أموراً لم أحلم بها، حيث وقفت أمام قاماتٍ فنيةٍ مرموقة، مثل سعاد عبد الله، وحياة الفهد، وهدى حسين، وجمال الردهان، وداود حسين. في الحقيقة، أنا أميل للغناء أكثر، وهو هوايتي الأولى، لكن جمهوري في التمثيل أكبر، وبإذن الله سأتجه في الفترة المقبلة للغناء، خاصةً أنني «حاربت أسرتي» في بداياتي من أجله.
كيف تتغلَّبين على لحظات الضعف والاكتئاب إذا مررتِ بها؟
بالبحث عن شخصٍ أحبه، أو قضاء الوقت مع المتابعين غناءً ورقصاً وبثاً مباشراً.
هل تفكرين في احتراف التمثيل خارج الكويت، وهل عُرِضت عليك أدوارٌ بالفعل؟
ليست لدي مشكلةٌ بالمشاركة في أي عملٍ خارجي، وسبق أن عُرض عليَّ العمل بمصر، لكنني لم أحبذ وقتها الابتعاد فترةً طويلةً عن الكويت.
القميص الأزرق
ظهرتِ في صورةٍ وفيديو ترتدين قميص نادي الهلال، ما قصة هذا الظهور؟
تعلُّقي بالهلال جاء مصادفةً، إذ كنت أرتدي قميصاً باللون الأزرق، وحينما سألت عن الفريق الذي يرتدي هذا اللون، قالوا لي الهلال، فصرت أتابع مبارياته، وأرسل لي أحد المتابعين قميص «الزعيم»، وأصبحت هلالية.
مَن أقرب الأصدقاء إلى قلبكِ في الوسط الفني؟
الفنانة شيلاء سبت، فقد كانت إلى جانبي في مواقف صعبة، ونحن نشبه بعضنا.
ما ألوانك المفضَّلة؟
الأحمر، والآن الأزرق من أجل الهلال.
حلم تتمنين تحقيقه؟
أحلامي كثيرة، وآمل أن أحققها جميعاً، مثل الغناء مع نبيل شعيل، وفي مسرح أرينا أبو ظبي، ودار الأوبرا المصرية، والتمثيل مع نجوم الفن.
هل يختلف الجيل الحالي عن الأجيال الفنية السابقة، وهل هناك تأثّرٌ بها؟
نعم هناك اختلافٌ. الجيل الجديد لا يحب التعب عكس القديم.
يمكنك الاطلاع بالفيديو نورا بالألف تشجع موهبة الطفل حسن اليوسفي الغنائية
أنا مثل طيور الحب
من أقرب الممثلين والممثلات والمطربين والمطربات لكِ؟
أسماء كثيرة قريبة مني، مثل هبة الدري، فهي إنسانة لطيفة، وداود حسين، فرؤيته تعني لي السعادة، كما أحب سماع صوت أنغام وماجد المهندس.
هل تعيشين حالة حبٍّ، وما مواصفات فارس أحلامكِ؟
أنا مثل طيور الحب، لا أعيش بلا حب، وأبتكر، وأصنع الحب، وأحبُّ الحياة. أتمنى أن يكون فارس أحلامي أنيقاً وناجحاً ومثقفاً وكريماً وحنوناً وطيباً، وأن أتعلم منه الكثير.
ما قهوتكِ المفضَّلة؟
القهوة التي أقوم بصنعها «لاتي بالفانيلا» مع قطراتٍ من الفانيلا والحليب والسكر، فلا أحب القهوة السادة، لأن الحياة مرَّة.
عندما تحزنين، أو تفرحين إلى مَن تذهبين؟
إلى صديقتي فاطمة التي تعرَّفت إليها بالمصادفة قبل 14 عاماً.
أغنية تحبين غناءها دائماً بينك وبين نفسكِ؟
«من بعد مزح ولعب» من التراث الحجازي، غناء فوزي محسون.
أي الأعمال الغنائية تميلين إليها، السعيدة أم الحزينة؟
أحبُّ الأعمال الغنائية الحزينة.
الذكاء الاصطناعي
حدِّثينا عن الشخصية التي سعيتِ إلى برمجتها؟
قمت أخيراً ببرمجة شخصيةٍ تشبهني بالذكاء الاصطناعي، وهي نسخةٌ رجالية، أطلقت عليها اسم «أنور»، سترافقني خلال الفترة المقبلة، ومن المحتمل أن تكون معي في الفيديوهات، وستجيب عن أسئلة المتابعين عبر مواقع التواصل.
«أنور» نسخةٌ رجاليةٌ خيالية، وشخصيته غير متوقعة، %70 منه قريبٌ من نورا، و%10 من أشخاصٍ أحبهم أو قابلتهم في حياتي، و%10 خيالٌ، و % 9 من أبي، و%1 من شخصياتٍ كرتونيةٍ وسينمائيةٍ شريرة، مع أنني كنت أريده أن يكون طيباً %100، لكن لا بدَّ من بعض الشر حتى تكون الشخصية واقعية.
جاءتني الفكرة وقدمتها بهدف المتعة والضحك، والمساعدة، وسحب الطاقة السلبية من الناس، وحل المشكلات، فردوده غير متوقعة، ويحمل كثيراً من المفاجآت.
ما مشروعاتكِ المقبلة؟
لدي عملٌ سينمائي في الإمارات، وسأشارك فيه لأن النص أعجبني، وكذلك الشخصيات، وجارٍ التفاوض مع الشركة المنتجة، وسأكشف عن التفاصيل قريباً بعد توقيع العقد. أيضاً هناك فيديو كليب مصري بعنوان «ادلع»، وأغنية عراقية، هي «اشتاقيت».
يمكنك الاطلاع على ما بين الترحيب والمطالبة بتقنين إعادة إنتاج الأغاني.. نجوم الغناء كيف ينظرون إلى الذكاء الاصطناعي؟