أصدرت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة المصرية، قراراً بتولي المخرج يسري نصر الله، رئاسة المهرجان القومي للسينما المصرية، في دورته الخامسة والعشرين ضمن خطة موسعة للاحتفال باليوبيل الفضي.
خلال لقائهما، عبر نصر الله عن تقديره لهذه الثقة خاصة أن هذه الدورة تُمثل «اليوبيل الفضي» لواحد من أهم مهرجانات السينما، مؤكداً أنه سوف يبدأ أول اجتماعاته مع فريق عمل المهرجان؛ لمناقشة تصورات الدورة المقبلة، والعمل على تطوير المهرجان، واستيعاب كل التجارب السينمائية والأفكار الجديدة، خاصة بين شباب السينمائيين.
منح يسري نصر الله جائزة الهرم الذهبي التقديرية
وسبق أن قرر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تكريم المخرج الكبير يسري نصر الله، بمنحه جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر، خلال فعاليات دورته الـ45 المقرر إقامتها في الفترة من 15 وحتى 24 من نوفمبر المقبل؛ وذلك تقديراً لما قدمه طوال مسيرته الفنية الحافلة.
وعن قرار التكريم قال الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي: «سعيد جداً بأن المخرج المصري يسري نصر الله سيكون معنا في هذه الدورة، وسعيد أيضاً بهذا التكريم؛ فهو مخرج متميز جداً وله أعمال مهمة لا يمكن نسيانها، فتلك الأعمال دخلت تاريخ السينما من أوسع الأبواب، كما أنه صديق عزيز جداً وأيضاً زميل».
وأضاف حسين فهمي: «علاقتي بيسري تعود إلى مدة طويلة، وبالتحديد الفترة التي عملت فيها مع المخرج الكبير يوسف شاهين، وكان يسري وقتها مساعداً له، وعملت أنا أيضاً مساعداً لشاهين في فترة من الفترات؛ فنحن تقريباً من مدرسة واحدة، فلنا أفكار وأحاسيس واتجاهات فنية متقاربة أو متشابهة؛ لذلك في الحقيقة سعادتي بتكريمه لا تُوصف، كما أني سعدت بموافقته على التكريم بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي».
أمير رمسيس: يسري نصر الله ساهم في تكوين شخصيتي السينمائية
كما أشار المخرج أمير رمسيس مدير المهرجان إلى أن المهرجان يفخر بتكريم المخرج المصري الكبير يسري نصر الله ومنحه جائزة الهرم الذهبي، قائلاً: «إن يسري نصر الله هو أحد أكبر المخرجين المصريين الذين حققوا علامات سينمائية شهدت نجاحاً عالمياً كبيراً ومن المخرجين المجددين الذين حملت أفلامهم لغة سينمائية خاصة جداً وتجريباً جريئاً في مفردات السينما المصرية ساهم في التأثير في عدد كبير من شباب المخرجين، سعيد وفخور بشكل شخصي بتكريم الأستاذ والصديق يسري نصر الله، الذي ساهم في تكوين شخصيتي السينمائية مثل العديد من أبناء جيلي».
يسري نصر الله: ما وصلت إليه بفضل صناع السينما المصرية
وحول تكريمه بمهرجان القاهرة قال يسري نصر الله: «أنا سعيد جداً بجائزة الهرم الذهبي وتكريمي بمهرجان القاهرة السينمائي، وفي مثل هذه اللحظات أتذكر حياتي مثل شريط من أين جئت وإلى أين وصلت؛ فلم يكن ما وصلت إليه ليحدث دون عدد كبير من الأشخاص سواء من الأصدقاء أو العاملين في صناعة السينما المصرية العظيمة، فمنهم من وقف بجانبي، ومنهم من تعاون معي، ومن عملوا معي، وجعلوني أكون الشخص الذي أنا عليه الآن؛ ولذلك أتوجه لهم بالشكر، كما أن هناك الكثير منهم يستحقون التكريم أيضاً».
مَن يسري نصر الله؟
وبدأ يسري نصر الله مسيرته الفنية عام 1985 ضمن فريق «مساعدي المخرج الراحل يوسف شاهين»، بالمشاركة بوصفه مساعد مخرج في فيلم «حدوتة مصرية» ثم «وداعاً يا بونابرت» من بطولة ميشيل بيكولي وباتريس شيرو ومحسن محيي الدين، وشارك يسري في كتابة سيناريو الفيلم؛ وذلك تمهيداً لخطواته التالية بوصفه مخرجاً سينمائياً ينتمي لتيار سينما المؤلف.
وكانت خطوته الأولى بوصفه مخرجاً عام 1988 بفيلمه الأول «سرقات صيفية»، الذي عُرض أولاً في افتتاح تظاهرة «نصف شهر المخرجين» في مهرجان كان الدولي 1988، ومن ثَم انطلق إلى بقية المهرجانات الدولية وطاف دول العالم من خلالها، وحصل على الكثير من الجوائز، ثم عاد للعمل ضمن فريق يوسف شاهين وشارك بوصفه مخرجاً منفذاً في فيلم «إسكندرية كمان وكمان» عام 1990، كما شارك في كتابته، وهو الجزء الثالث من السيرة الذاتية لشاهين بعد فيلمي «إسكندرية ليه؟»، و«حدوتة مصرية»؛ ليكون عين يوسف شاهين وراء الكاميرا في ظل تمثيل يوسف شاهين الدور الرئيسي في الفيلم.
وفي عام 1993 قام نصر الله بتأليف وإخراج فيلمه الثاني «مرسيدس»، وحصل الفيلم على الجائزة الفضية عام ١٩٩٤ من مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية بالمغرب، وجائزة أحسن فيلم عام ١٩٩٤ من مهرجان جمعية الفيلم العشرين، كما حصلت الفنانة يسرا عام ١٩٩٥ على جائزة أحسن ممثلة في مهرجان واجادوجو ببوركينا فاسو، عن دورها في الفيلم.
عام 1995 قدم يسري نصر الله فيلماً سينمائياً وثائقياً بعنوان «صبيان وبنات» من تأليفه وإخراجه، وبطولة باسم سمرة وتدور قصة الفيلم حول حياة باسم نفسه الذي كان آنذاك يعمل مدرساً في إحدى المدارس الصناعية، ويتخذ أولى خطواته في مجال الفن مع المخرج يسري نصر الله، كما يلتقي الفيلم بدائرته المقربة من العائلة واﻷصدقاء، وعام 2000 قدم يسري نصر الله أحد أهم أعماله «المدينة» ولم ينفرد بتأليفه على غرار الأفلام السابقة حيث شارك ثلاثة مؤلفين في كتابة العمل، هم ناصر عبد الرحمن والمخرجة الفرنسية الكبيرة كلير دينيس ويسري نصر الله، وكان الفيلم من أوائل تجارب السينما الرقمية في مصر وشهد تجارب طليعية كثيرة في تحويل الشريط الرقمي إلى شريط سينمائي وشارك الفيلم في عدد من المهرجانات منها مهرجان شيكاغو وتورنتو وقرطاج، وحصل على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان لوكارنو.
وبعدها قدم يسري عمله الأشهر ثنائية «باب الشمس» المقتبسة عن رواية بالاسم نفسه للروائي اللبناني إلياس خوري، الذي شارك في كتابة السيناريو مع يسري والمخرج اللبناني محمد سويد، وقام بإخراج الجزء الأول «الرحيل» والجزء الثاني «العودة»، وتم عرض العملين معاً لأول مرة بمهرجان كان السينمائي في القسم الرسمي خارج المسابقة الرسمية، ولاقى الفيلم ترحيباً كبيراً من نقاد السينما في فرنسا وأوربا.
وحصل وقتها يسري على وسام فارس في الثقافة والفنون من عمدة مدينة باريس تكريماً له، وهو من أرفع الأوسمة الفرنسية، ولم يحصل عليه من المخرجين المصريين سوى يوسف شاهين، ثم عُرض الجزءان بدور العرض بالتوقيت نفسه بحفلات متزامنة، وتم اختيار الفيلم من قبل مجلة «Time» في قائمة أفضل عشرة أفلام عُرضت في عام 2004، كما حصل الفيلم على المرتبة 42 ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في السينما العربية حسب استفتاء لنقاد سينمائيين قام به مهرجان دبي السينمائي الدولي في 2013 في الدورة العاشرة للمهرجان.
وأعلن مؤخراً مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي عن ترميم الفيلم، وإعادة عرضه هذا العام بجودة 4K ضمن البرنامج الرسمي للمهرجان الذي سيُقام في الفترة من 2 إلى 12 من أغسطس المقبل، وذلك بعد مرور 19 عاماً على عرضه الأول.
كما قدم فيلم «جنينة الأسماك» الذي عُرض عام 2008، حيث شارك في بانوراما مهرجان برلين، وهو ثاني أهم قسم بعد المسابقة الرسمية في الدورة الـ58؛ ليكون الفيلم العربي الوحيد الذي شارك في المهرجان هذه الدورة، واستحق الفيلم ثلاثة مقالات في مجلة فارايتي الأمريكية، وهي المجلة السينمائية الأولى في العالم.
وتعاون لأول مرة مع النجمة منى زكي عام 2009 عندما أسند لها بطولة فيلم «احكي يا شهرزاد»، ولاحقاً قدم فيلمه المثير للجدل «بعد الموقعة»، وحاول فيه توثيق كواليس معركة شهيرة حدثت وقتها واشتُهرت إعلامياً باسم «موقعة الجمل»، وشارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي بدورته الـ65، كما عُرض في تورنتو، وعُرض على هامش المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا، وفي المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته التاسعة.
أما آخر أفلامه فكان «الماء والخضرة والوجه الحسن»، عُرض عام 2016 وكان العرض الأول في المسابقة الرسمية للدورة 69 بمهرجان لوكارنو السينمائي الدولي، وذلك بعد سنوات من غياب الفيلم المصري عن المنافسة، وهي المشاركة الرابعة للمخرج يسري نصر الله بالمهرجان بعد مشاركة أفلامه «المدينة» 1999 و«مرسيدس» 1993 و«صبيان وبنات» عام 1995.
كما أنه يُعد أول سينمائي مصري يتولى رئاسة لجنة تحكيم الأفلام القصيرة بمهرجان كان السينمائي الدولي، المهرجان الأبرز عالمياً؛ ليتوج مشواراً فنياً مميزاً جداً محلياً وعالمياً وإن اقتصر على 13 فيلماً فقط.
وعلى الجانب الآخر درس يسري العلوم السياسية والاقتصادية في جامعة القاهرة، ثم درس السينما في المعهد العالي للسينما وانتقل إلى بيروت ليعمل ناقداً سينمائياً فى صحيفة السفيـر اللبنانية لمدة أربع سنوات خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية، كما عمل مساعد مخرج في بيروت مع المخرج اﻷلماني فولكر شلوندورف في فيلم «المزيف» والمخرج السوري عمر أميرالاي في الفيلم الوثائقي «مصائب قوم»، عاد إلى مصر عام ١٩٨٢ ليبدأ رحلته مع السينما.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».