غالباً ما تشكو بعض النساء من صعوبة التركيز وكثرة النسيان أثناء فترة الحمل، ليس بسبب قلة الراحة والنوم أو التوتر فحسب، بل نتيجة لتأثير تسارع هرمونات الحمل على الدماغ والتسبب بتغيرات فيه، حيث كشفت دراسات جديدة وجود علاقة ما بين التغيرات الهرمونية والعصبية الكبيرة التي تحدث أثناء الحمل، وحدوث تغيرات في دماغ المرأة الحامل وخصوصاً في مناطق مسؤولة عن التأمل والتفكير وأحلام اليقظة..ومن هنا كان تعبير"حمل الدماغ". للإجابة على سؤال: هل يؤثر "حمل الدماغ" على الذاكرة والتذكر؟ كان اللقاء واستشاري النسا والولادة الدكتور أحمد الجزار.
دراسة طبية عن ذاكرة الحامل
- شارك في هذه الدراسة 40 أمرأة حامل، تم تصوير أدمغتهن، بالرنين المغناطيسي قبل الحمل وخلاله وبعد الإنجاب لمدة عام كامل.
- كما تم قياس مستويات الهرمونات لديهن من خلال فحص بول أجري كل أسبوعين إلى أربعة أسابيع، وتم سؤالهن عن أنماط النوم والضغط النفسي.
- واتضح أن النسيان الذي تعاني منه المرأة خلال فترة الحمل أو الرضاعة يشكل 87 %، وأنه أكثر من مجرد كونه إحساساً شخصياً.
- وأن الكثير من النساء يواجهن مشكلة النسيان وبعض الاضطرابات المعرفية الأخرى؛ كالارتباك وفقدان القدرة على استحضار الكلام.
- والمبشر أن اضطرابات الذاكرة هذه.. لا تستمر لمدة زمنية طويلة لدى المرأة.
هل تعرفين..أسباب صداع الحامل في الشهر الثالث؟
معنى "حمل الدماغ" لدى الحامل
- "حمل الدماغ" هو المصطلح الذي أطلقه الباحثون على فقدان الحامل لبعض التفاصيل بالذاكرة أثناء فترة الحمل:
- يبدأ حمل الدماغ في الأسبوع الخامس من الحمل تقريباً.. ويؤدي إلى شرود الذهن، وذلك بسبب التغيرات التي تحدث في الطبيعة الفسيولوجية والنفسية للحامل.
- كما يشير المصطلح..لدماغ الحامل، أو دماغ الأم، أو دماغ الأمومة، أو فقدان ذاكرة الأم، أو إلى حالات النسيان المتقطعة التي تحدث أثناء الحمل.
- وفيه يحدث تغيير ملحوظ أيضاً في الذاكرة؛ بمعنى عدم القدرة على تنفيذ قوائم..المهام المعرفية بكفاءة، وبشكل منتظم تقريباً، ما يحتاج إلى بحث عن طرق للتغلب على هذه الهفوات.
أعراض حمل الدماغ
- تتضمن بعض العلامات والأعراض التي يمكن تحديدها لحمل الدماغ:
- ضعف الانتباه والتركيز.
- إرهاق عصبي.
- قضايا التنسيق.
- مشاكل في تعلم أشياء جديدة.
- مشاكل في تذكر المعلومات.
- مشاكل في الاقتران والتسمية.
- مشاكل في تنظيم المعلومات.
- وضع الأشياء في غير محلها.
أسباب حمل الدماغ
-
التغيرات الهرمونية
تشير العديد من الدراسات إلى أن هذه التغيرات تؤثر على الحُصين، مما يتسبب في فقدان الخلايا وفقدان الذاكرة اللفظية.
-
الإجهاد
يمكن أن تؤدي التغييرات الفسيولوجية والنفسية المستمرة، وقلة النوم الكافي أثناء الحمل إلى تغيير مستويات الكورتيزول في الجسم أثناء الحمل، مما يسبب مشاكل في الذاكرة والتذكر.
-
الحالات الصحية
كما تسبب الحالات الصحية مثل فقر الدم، والمشاكل العصبية، وخلل الغدة الدرقية، وصدمات الرأس، واضطرابات المناعة الذاتية، ونوبات الصرع المتكررة ضباباً.
تشير الدراسات إلى أن تسمم الحمل يرتبط بالتغيرات في أداء الحُصين، مما يجعل الدماغ عرضة للظهور المبكر للخرف عند النساء..بالإضافة إلى ذلك، فإن زيادة إنتاج البرولاكتين، الذي يؤثر على الرضاعة والترابط بين الوالدين والطفل، يلعب أيضاً دوراً في إحداث تكيفات دائمة نسبياً في دماغ الأم.
كيفية التعامل مع حمل الدماغ
-
استخدم القوائم
يمكن علاج دماغ الحمل والانزعاج الناجم عنه؛ باستخدام بعض الاستراتيجيات البسيطة، أولها يمكن أن تساعدك كتابة قائمة بالمهام والمواعيد المهمة والمهام الأخرى على البقاء على اتصال بالعمل الروتيني، بجانب استخدام كتاب وصفات، وعمل قوائم البقالة في تتبع الأعمال المنزلية الأخرى.
-
تحديد الأولويات
رتبي المهام بترتيب تسلسلي بناءً على أهميتها وإلحاحها، وصعوبة تجنب الازدحام، وتعدد المهام، وتأكدي أيضاً من عملية تفويض المهام لآخرين.. والتي لا تحتاج إلى اهتمامك الشخصي.
-
استخدام التكنولوجيا الحديثة
قد يساعدك استخدام الهاتف أو التقويم الاليكتروني لتثبيت الذكريات، وفي تتبع مواعيد مياه الشرب وأوقات الوجبات، والأدوية وممارسة الرياضة لتجنب تخطي الروتين.
-
كوني نشيطة
يساعد النشاط البدني- غير الشاق- في الحفاظ على لياقة الجسم وصحته، بينما يكون مفيداً أيضاً المشي في الطبيعة أو اليوجا؛ لنمو الطفل وتخفيف التوتر.
-
أكل صحي
من المهم الحفاظ على مخطط النظام الغذائي وسجل المياه، للحفاظ على صحتك وصحة طفلك، ما يساعد في تقليل التوتر وحماية الجسم من المخاطر الصحية.
-
الحصول على النوم
يمكن أن يؤثر الحرمان من النوم على أدائك المعرفي ويسبب التوتر، لذا من الضروري الحفاظ على جدول نوم، بما في ذلك القيلولة، حتى لا تكوني مرهقة.
-
استرخي
من الضروري أن تكون الأم بعيدة عن الإجهاد أثناء فترة الحمل، لضمان ممارسة الاسترخاء، والانغماس في الهوايات، والتواجد مع أشخاص يجعلونك سعيدة.
-
اطلبي المساعدة
من الأفضل لك ولطفلك طلب المساعدة، عندما تكونين في ضائقة جسدية أو عقلية أيضاً، ما يريح عقلك بشأن رفاهية الطفل.
هل تعلمين..الأمراض التي قد تصيب المرأة الحامل وطرق الوقاية منها؟
ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.