رسم الحدود يساعد على حماية ذاتك ويسمح لك بالتحكم في مدى تأثير الأفراد والأحداث والمعلومات على حيزك الشخصي، وهي على قدر من الأهمية أيضًا في الجانب المهني، إذ يُعد وضع الحدود الصحية في العمل مهارة يجب إتقانها لإنقاذ نفسك من الإرهاق المؤدي إلى التعب العقلي والجسدي والمتسبب في حدوث مشاكل صحية أخرى على المدى الطويل.
في الآتي، بعض النقاط الهامة المساعدة في إدارة الحدود في العمل، نقلًا عن موقع شركة Luxafor المختصة في أدوات العمل والإنتاجية:
تحديد الأولويات والتفويض
هي المهارة الأساسية التي تحتاجين إليها للتركيز في الأمور الأكثر أهمية والغير قابلة للتفاوض ولتحقيق أقصى استفادة من جهودك ووقتك ومواردك وكذلك موارد الفريق إذا كنت مديرة أو رائدة أعمال، ويتم القيام بذلك ببساطة من خلال تنظيم قوائم المهام وتفويض الأمور الغير هامة للآخرين.
اطلعي على نظرية إدارة القرود لتفويض المهام.
تفويض بعض المهام
لأنّ التفويض كما ذكرنا سابقًا أمرًا حتميًا للتركيز على الأولويات، فهو يتيح توزيع المسؤوليات بشكل أكثر توازنًا، وبالتالي تعزيز مهارات أعضاء الفريق وتطوير نِقَاط القوة لديهم، كذلك يتيح لهم فرصة المشاركة في مشاريع أخرى تضيف قيمة بشكل أكبر.
التواصل بوضوح
يُعد التواصل الواضح أمرٌ بالغ الأهمية للنجاح التجاري والشخصي، وحتى يتم تطوير هذه المهارة بداية ينبغي إدراك حدودك الشخصية وما الرسائل التي تودين إيصالها إلى الطرف الآخر، وكيف يمكنك نقلها له بطريقة منفتحة وصادقة ومهذبة وحازمة أيضًا، فالتواصل الواضح يساعدك على تحقيق إنجازات أفضل، رفع مستوى الإنتاجية وإنشاء بيئة عمل صحية.
تعرفي أيضًا على مهارات التواصل بين الموظفين، وكيفية تطويرها.
تقدير حجم العمل
يشتكي الكثيرون من الإرهاق المتواصل نتيجة كثرة المهام والواجبات، لذا فإنّ تحديد نطاق المسؤوليات منذ بدء العمل في الشركة يُعد أمرًا ضروريًا للحفاظ على حدودك الشخصية وسلامتك الجسدية والعقلية أيضًا، وفي حال الحصول على الترقية أو منصب جديد، ينبغي كذلك تقدير حجم العمل والحرص على إجراء محادثة مع مسؤولك المباشر حيال ذلك إذا بات الأمر خارجًا عن السيطرة.
أخذ الإجازات
عندما تكون طاقتك منخفضة، سينخفض أدائك للمهام تبعًا لذلك، لذا، فإنّ رسم حدود ثابتة لنفسك يساعدك على التوازن بين العمل والحياة، ويتضمن ذلك عدم العمل لساعات طويلة إلا في الحالات الاستثنائية، وعدم أخذ المهام إلى المنزل أو العمل خلال عطلة نهاية الأسبوع، وكذلك الاستمتاع بإجازاتك بعيدًا عن منصات الاتصال المهني ورسائل البريد الإلكتروني، وفي سياق ذلك، يفضل تعيين بعض التذكيرات أو الإشعارات التي تنبه الآخرين بأنّك في إجازة فلا تزعجك محادثاتهم ويمكنك بالفعل الاسترخاء وإعادة شحن طاقتك.
بدوره، أشار Career Contessa الأمريكي المختص في التوظيف النسائي، إلى نقطتين جوهريتين في هذا السياق، وهي:
استخدام التكنولوجيا
استخدام التكنولوجيا يساعدك على وضع حدودك الشخصية في العمل، إذ يُمكنك توثيق المهام من خلال جدولتها ومشاركة توقيت تسليمها عبر البريد الإلكتروني أو أي من أدوات المشاركة المهنية، كذلك تساعدك على إشعار الآخرين بأوقات إجازاتك أو بقاءك بعيدًا عن العمل.
قولي "لا"
من المهم أنّ يظهر للآخرين مدى تعاونك وقدرتك على تقديم المساعدة، إلا أنّ ذلك قد يتجاوز الحد المسموح به في بعض الأحيان مايؤثر سلبًا على أداؤك للمهام، لذا يعتقد الخبراء أنّ القدرة على رفض مشروع أو مهمة ما، بطريقة عقلانية تُظهر القليل من التعاطف وبعيدًا عن الأسلوب الهجومي أو الدفاعي، مع شرح نطاق العمل الخاص بك، يساعد على منح الطرف الآخر فرصة النظر في طلبه وتقدير قيمة العمل الذي تقومين به آنذاك.