الإكسبو 2020 يرفع المهور وتكاليف الأعراس

8 صور

فازت دبي باستضافة معرض إكسبو الدولي 2020، ويعد هذا انتصاراً جديداً ونجاحاً لإمارة تمكنت رغم الأزمة المالية العالمية أن تصمد في وجه الانهيار الاقتصادي.
لكن لهذا الفوز تبعات، لم تكن مجرد كلام وإشاعات، رصدتها «سيدتي نت» على ألسنة الناس.

لم ينكر المواطنون والمقيمون الفرحة التي تملكتهم بعد إعلان انتزاع سبق الاستضافة، لكن الفرحة أيضاً لم تبدد الإحساس بالخوف لدى شريحة تنبهت إلى إمكانية حدوث ارتفاع في سوق العقار في إمارة يتوقع لها أن تستقطب بعد ست سنوات أكثر من 25 مليون زائر.
مواطنون ومقيمون قالوا إن فوز دبي باستضافة إكسبو 2020 سيفتح الباب أمام آلاف من الباحثين عن فرص للعمل في دبي، كما أنه سينعش سوق العقار، وهو ما أكده لنا الدكتور أحمد البنا، الخبير الاقتصادي ومستشار مكتب «إكسبو 2020» في دبي، «الذي قال لـ«سيدتي نت» استناداً على توقعات زيادة الزائرين نحو 25 مليون زائر، وتابع: «تنظيم المعرض في منطقة جبل علي بمساحة تبلغ 434 هكتاراً، سيترافق مع عدد من المشروعات المساندة، والتي كانت دبي قد قطعت شوطاً فيها، أبرزها إنشاء مطار «آل مكتوم الدولي» كما ستزداد حركة استخدام خطوط النقل والمواصلات الداخلية، وقطاعات السياحة والتسوق.

ما بالك؟
عندما دخل نائل ميشيل زريقات، مصمم ومطور مواقع إلكترونية في شركة ويب بدبي، خل بقالة في إمارة الشارقة سأل البائع عن سبب ارتفاع سعر سلع معينة، فقال له الآخر بكل استهجان: «ما بالك، ألا تعيش في هذا البلد، إكسبو 2020 على الأبواب».
رغم أن البائع في المحل لا يدري ما يعنيه هذا الحدث، بحسب رأي نائل، لكنه أصبح الذريعة لدى آلاف التجار ورجال الأعمال وصغار التجار لأخذه كبوابة لتحقيق عائد ربح أعلى.
ولا يذهب يونس يونس، موظف، بعيداً عن فحوى الحديث، فقد فوجئ وهو ذاهب لتجديد عقد منزله في إمارة عجمان أن صاحب العقار يريد رفع القيمة الإيجارية للمنزل، رغم أن القانون واضح، ولا يسري عليه قرار الرفع إلا بعد مضي ثلاث سنوات على استئجاره للمكان!!.

بعد الأزمة!
المجريات لا ترى من الجوانب السلبية فقط، بل هناك إيجابيات اعترف بها الكثيرون، ومنهم إبتسام صلاح، أمينة مكتبة عامة، بأن إكسبو فتح الباب أمام المئات من الباحثين عن فرص العمل، فهي شخصياً استقدمت اثنين من إخوتها وأبناء عمومتها إلى الإمارات، وقد تمكنوا من إيجاد عمل لهم.
رجل الأعمال محمد الهاجري، يمتلك مجموعة من الفلل في منطقة مردف بدبي، وقد كان يفكر ببيعها؛ بحثاً عن الراحة، وليبتعد عن مشاكل الإيجار والصيانة وملاحقة المستأجرين، لكن بعد أن لاحت في الأفق فكرة إكسبو تراجع عن الفكرة جملة وتفصيلاً. يعلق: «الفيلا التي كانت تدر عليّ مبلغاً ليس مجزياً.. غداً سيكون مضاعفاً.

فواتير
لكن آمنة المغلا، موظفة في رعاية الأمومة والطفولة في الشارقة، تحمل رأيين متناقضين، كما تقول، فهي سعيدة بنجاح دبي باستضافة حدث لم يسبق أن نالت أي دولة عربية أو من الشرق الأوسط شرف استضافته، لكن أسعار العقارات ترتفع، ما ينسحب على رسوم المدارس وفواتير الكهرباء والماء والطعام.

وطالب أنس كريم العراقي، مدير موارد بشرية في شركة عيون مصر بدبي، بإحكام الرقابة وعدم ترك مسألة الأسعار تبعاً لأهواء أصحابها؛ لأن إكسبو بات الشماعة التي تعلق عليها أسباب ارتفاع حتى المهور، وتكاليف حفلات الأعراس.
لكن فاطمة علي الملا، وهي شابة عشرينية على مشارف التخرج من الجامعة، فقد تسبب لها إكسبو 2020 بالفعل في تأخير موعد زفافها، بعد أن كانت تخطط هي وزوج المستقبل أن يكون الصيف المقبل، لكن ارتفاع أسعار الإيجارات والفنادق وكل شيء جعلهما يعيدان النظر في الميزانية المخصصة، التي باتت بحاجة إما إلى زيادة أو التخلي عن كثير من الخطط.. ومنها شهر العسل.

سفر ومدارس
ولا يختلف أحمد البوريني، موجه تربوي في وزارة التربية والتعليم، حول الحديث عن الغلاء الذي طال أوجه الحياة المختلفة وقال إن أمام المقبلين على الزواج حلاً من اثنين، إما التخلي عن الفكرة أو الاقتصار على أبسط الترتيبات والحفلات؛ لأن الوضع لم يعد يحتمل.
فيما تتهم إيمان، موظفة في شركة توماس كوك للسياحة، إكسبو بتقويض مشاريعها في السفر؛ بسبب ارتفاع الأسعار جعلها تلغي كل ذلك.
وبدت صديقة علي حسين، موظفة اتصال حكومي في وزارة التربية والتعليم، مستاءة؛ لأن مدارس أبنائها أخطرتها بأن هناك زيادة على الرسوم ستبدأ مطلع العام المقبل بنسبة تصل إلى 25%!
أما رشا عنان، ربة منزل، فقالت إن زوجها أخبرها بنيته إعادتهم إلى بلده؛ بسبب ارتفاع الإيجارات ورسوم المدارس والحياة بشكل عام، وعجزه عن الإيفاء بمسؤولياته تجاههم، لافتة إلى أنها تعيش في شقة بالشارقة، إيجارها 28 ألفاً، وأخبرهم مالك العقار بأن تجديد العقد سيتبعه زيادة في القيمة الإيجارية لتصل إلى 36 ألفاً.

ثقة
. وعندما تمت استضافته لم يؤد «إكسبو دبي 2020» إلى ارتفاع الطلب على الوحدات السكنية والتجارية في دبي فقط، بحسب ناصر كتانة، مدير الموارد البشرية في مجموعة ابن ماجد التعليمية، بل امتدت آثاره إلى الإمارات المجاورة والقريبة من دبي، يستدرك: «أنا واثق أن السنوات المقبلة ستكون خيراً على الجميع، وستؤمن فرص عمل كثيرة في مجالات البناء والسياحة وتنظيم المعارض».