خلال تواجده في معرض الرياض الدولي للكتاب،2023 ، خص سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود "سيدتي" بحديث خاص أشار فيه إلى الدور الذي تلعبه مؤسسة التراث غير الربحية التي أسسها سموه في عام 1996 م، والإنجازات التي حققتها منذ تأسيسها وحتى اليوم.
وتشارك مؤسسة التراث غير الربحية بجناح خاص ضمن معرض الرياض الدولي للكتاب بنسخته الحالية ، تستعرض فيه مجموعة مختارة من الصور والمخطوطات والوثائق التاريخية النادرة،
الملك سلمان رجل أدب وثقافة
.
سمو الأمير #سلطان_بن_سلمان_بن_عبدالعزيز_آل_سعود في لقاء مع "سيدتي" يتحدث عن إنجازات مؤسسة #التراث غير الربحية هدفها وجهودها في حفظ التراث وأحدث إصداراتها كتاب (الأمير تركي بن أحمد السديري سيرة وتاريخ) @ATURATH@RyBookFair
— مجلة سيدتي (@sayidatynet) October 1, 2023
#معرض_الرياض_الدولي_للكتاب_2023... pic.twitter.com/sGX6ReXbQx
وأشار سمو الأمير سلطان في بداية حديثه إلى تأثره بوالده خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله، وأثرت به وعززت تعلقه بالكتاب والثقافة والتراث، قائلاً: "نشأت في مؤسسة اسمها سلمان بن عبد العزيز، ، حفظه الله، والد الجميع الملك سلمان. كانت حياته كلها قراءة ومكتبات؛ أي أنه رجل أدب ورجل ثقافة عميق جداً، وكذلك الوالدة، رحمها الله، الأميرة سلطانة السديري، فلذلك بيتنا كان دائماً بيت قراءة، والوالد كان يطلب الكتب من الخارج مثلاً من مصر، كالكتب المترجمة الكلاسيكية، الروسية، الأمريكية، والبريطانية".
وأضاف: "كان والدي، حفظه الله، يقرأ كثيراً، وكل يومين أو ثلاثة يعطينا بعض الكتب لنقرأها ثم يسألنا عنها بسرعة بعد يومين أو ثلاثة أيام، وهكذا نشأنا في مجال الثقافة والحمد لله لبلدنا عمق وبعد ثقافي عميق جداً، والمملكة العربية السعودية ليست فقط بلد نفط، النفط ثروة ممتازة، الحمد لله، ولكن السعودية بلد ذو عمق تاريخي، وعمق تراثي، وعمق جمالي متنوع".
نشأة مؤسسة التراث
وتحدث سمو الأمير سلطان بن سلمان عن بدايات المؤسسة، قائلاً: "حقيقة المؤسسة بدأت في وقت مبكر، كان وقت فيه فراغ، ومسألة التراث نشأت في التسعينات الميلادية، وبالنسبة لي أنا؛ عدت من الولايات المتحدة الأمريكية في الثمانينات، وبدأت في قضية التراث متأخراً جداً، لكن حقيقة البداية بالنسبة لي كانت بيت العذيبات في الدرعية، مزرعة الملك فيصل، رحمه الله ،التي أشتريتها وأسكن فيها الآن، وفيها البيت الطين المشهور، ولكن بدأنا مؤسسة التراث؛ لأنه كان هناك فراغ في المؤسسات الثقافية، هذا مع وجود العديد من المؤسسات الكبرى التي بدأت قبلنا وبعدنا، لكننا تخصصنا في هذا المجال بالتحديد".
وتابع سمو الأمير سلطان حديثه بالقول: "هكذا نشأت مؤسسة التراث وحتى الرعاة وتوفير الدعم المالي وكل هذه الأمور كانت صعبة جداً، لكننا استمررنا فعلاً، وكان معنا منظومة من الرعاة المميزين، فمثلاً من ضمن الرعاة كانت شركة سوليدير في لبنان، وعدة شركات طبعاً، الآن إلى جانب صرفنا الخاص ، فرعاة مؤسسة التراث كثيرون ومقبلون بلا شك على بعض المشاريع المهمة جداً مع أرامكو مثلاً ومع شركات مهمة جداً، وبعض شركات رجال الأعمال والبنوك لإنتاج منظومة الكتب".
إنجازات مؤسسة التراث
وأشار سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى عدد من الإنجازات التي حققتها المؤسسة مؤكداً: "نحن طبعاً أنتجنا حوالي 70 أو 80 من الكتب النادرة التي عايشنا أهلها، مثلا كتاب جو جرانت طيار الملك عبد العزيز، الذي زار المسعودية مرتين للقاء الملك عبدالله والأمراء، وتوفي عام 1402 هـ، لم نكن لنتمكن من الكتابة عنه لو لم نعايشه فترة من الزمن.
هذا بالإضافة إلى أن مؤسسة التراث توسعت، وتنظم الآن جائزة التراث العمراني للطلبة وللمؤسسات وللجامعات وجائزة الإنجاز مدى الحياة، ونحن نفخر ونتشرف بأن قدمنا هذه الجائزة لسيدي خادم الحرمين الشريفين، عندما كان أميراً لمنطقة الرياض ، وبصفته قام بتطوير منطقة وسط الرياض واهتم بالمحافظة على التراث، في وسط الرياض وفي منطقة المربع وقصر الحكم في المركز التاريخي، ونحن الآن نستفيد من ذلك ، و الصور موجودة طبعاً.
وعندما حضر الملك تشارلز للسعودية ، خلال ولايته للعهد ،أقمنا حفلاً بهيجاً وكبيراً جداً، بالتعاون مع هيئة تطوير الرياض، وكان هناك توجيه من الملك عبد الله، رحمه الله، بأن نقوم بالواجب، وكان من أحد رواد هذه الجائزة، وغيره من الأشخاص الذين نعتز بهم .
بالإضافة إلى ذلك، نحن نعتني ببرامج التدريب للطلبة وبرامج التدريب على مستوى عالمي ونتوسع فيها الآن واعتنينا بشكل كبير بالتعاون مع مؤسسات عريقة؛ مثل مؤسسة الأمير تشارلز أمير ويلز، ومؤسسات عالمية مثل مؤسسات الآغا خان، والجامعات العالمية، وسيكون لدينا الأسبوع القادم إن شاء الله توقيع اتفاقية مع الجامعة الأمريكية في القاهرة".
الدقة
وأشار سموه إلى أن: "كما ترون الكتب التي نشرتها المؤسسة كتباً ذات بعد عميق جداً، وأنا طبعاً بصفتي كقارئ أشارك بشكل قوي في التصحيح، وبصراحة أنا تعلمت كثيراً من دروس الوالد الملك سلمان ، حفظه الله، فالوالد كان لديه مكتبة في البيت يدخل إليها الأدباء والمؤلفون، وأذكر قصة للشيخ الدكتور عبد الله العثيمين، رحمه الله، كان قد كتب كتاباً عن تاريخ المملكة، وحضر لمقابلة الولد ، قبل دخوله عليه ، سلّم عليّ وسألني: أتدخل معي؟ قلت له: لا، لأنني كنت أعرف أنه سيدخل في مراجعة، ثم دخل، وسلمه الوالد الكتاب، وكان عليه الكثير من النقاط والعلامات الحمراء، فقد راجعه وصحح المعلومات، وأتذكر أن الدكتور عبد الله العثيمين دخل بهندام مرتب عرف به حينها، وعندما خرج كان غترته وعقاله وشعره بغير مظهر، وقال لي: هذه ليست مراجعة.. هذه محاكمة!".
وأردف: "والمعنى أننا تعودنا على الدقة، فأنا أراجع حقيقة كل كتب المؤسسة وأستمتع بذلك ، اليوم مثلاً عندنا كتاب الوالد الجد تركي بن أحمد السديري، الذي سنعلن عنه إن شاء الله . هذا الكتاب أخذ منا حوالي سبع سنوات حتى الآن، ولم نرضَ أن يكون فيه خطأ واحد.
ما بين التراث والحداثة
وفي رد على سؤال خاص ل "سيدتي"، حول كيفية المحافظة على الرابط بين المجتمع السعودي والتراث في ظل كل هذه الحداثة، أكد سموه أن: "قضية التراث قضيتنا منذ أكثر من 30 سنة، وكانت قضية غير مخدومة وقضية يتهيب منها الناس، وكان البعض يطلق علينا في وقت من الأوقات مسمى "الرجعيين"؛ بمعنى أننا نعود إلى الماضي، وكوننا مسلمين الحمد لله ونصلي، يرون أن هذا مظهر رجعي وليس مظهراً حضارياً، نحن دائماً مؤمنون بأن المملكة العربية السعودية من أهم مظاهرها هو رعاية الحرمين الشريفين والعناية بالأخلاقيات العالية، طبعاً قضية التراث كنا نجاهد فيها لسنوات، مع مجموعات صغيرة، مؤسسة التراث في الواقع استعادت آثاراً من أنحاء العالم، واليوم بات التراث كما يقال (يأكل ويشرب معنا)، وكنا دائماً نقول إن المجتمع الذي لا يحافظ على تراثه مجتمع مفرغ".
هذا وتعتبر مؤسسة التراث التي أسسها سمو الأمير سلطان بن سلمان سنة 1996 م / 1417 هـ، من أولى المؤسسات غير الربحية التي تعنى بالتراث بشكل خاص، في المملكة العربية السعودية، وفي المنطقة، وقد حققت عدداً كبيراً من المشاريع في مجال ترميم التراث العمراني، وتهيئته ودراسته.
اقرأوا المزيد: أثناء أدائه العمرة.. المؤثر القطري غانم المفتاح في ضيافة الأمير سلطان بن سلمان